“على الخضر أن يخرجوا كل ما لديهم أمام الفيلة.. ومتفائل بالتأهل”

أكد النجم السابق للمنتخب الوطني، قويدر بوكساسة، لـ”الشروق” أن الخضر لم يفقدوا الأمل في المرور إلى الدور الثاني، رغم صعوبة المهمة الملقاة على عاتقهم. وأوضح محدثنا في هذا الخصوص قائلا: “بصراحة، كنت متخوفا للغاية من لقاء غينيا الاستوائية، لأننا لعبنا أمام خصم مجهول بالنسبة إلينا، كما أن هذه المنتخبات المتواضعة هي التي تسبب الصعوبات بالنظر إلى رغبتها الكبيرة في الإطاحة ببطل إفريقيا، وكذا اعتمادها على التكتل في الخلف..

وانتظار بعض الأخطاء، وهو ما حدث لنا معهم، دون أن ننسى الأرضية الكارثية، التي لا تصلح إطلاقا للعب كرة القدم، فمنتخبنا له طريقة لعب أوروبية، وحتى إن جلبت أقوى فريق في العالم لن يتمكن من الفوز هناك، وأنا شخصيا مستغرب للغاية من منح الكاف كأس أمم إفريقيا لمثل هذه البلدان الفقيرة، غير القادرة على تنظيم حدث قاري كبير.”

استغربت لفرحة جيراننا بخسارتنا

وأبدى بوكساسة دهشته الكبيرة من الفرحة التي عمت الجيران بسقوطنا أمام غينيا الاستوائية، وصرح قائلا: “لم أفهم كيف لمن يسمون أنفسهم أشقاء أن يفرحوا بخسارتنا، رغم أننا لم نلعب أمامهم، كانوا خائفين جدا من أن نكسر الرقم القياسي لمنتخب إيطاليا حتى لا نسجل اسمنا في التاريخ، الأعين كلها كانت تتابع الخضر، وتتمنى هزيمته، مع أن ذلك جزء من كرة القدم، على كل حال الفرحة الكبيرة التي شاهدناها منهم تعبر عن حجم الألم الذي عانوا منه منذ 2019، ومع ذلك لم يحققوا ربع ما وصل إليه أشبال بلماضي، وسيحظون بثقتنا ودعمنا حتى وإن خرجوا من الدور الأول للكان، والأهم يبقى الوصول إلى كأس العالم، لأننا المنتخب العربي والإفريقي الوحيد القادر على فعل الكثير في الدوحة.”

أمام كوت ديفوار يجب أن نلعب مباراة رجال

وواصل بوكساسة حديثه بالقول: “رغم الظروف الصعبة، وتواجدنا في المركز الأخير لمجموعتنا، لكن الأمل لا يزال قائما، ويكفينا الفوز للتأهل للدور ثمن النهائي، وبعدها سيكون لنا حديث آخر في هذا الكان، لأنه من وجهة نظري، إن حسمنا التأهل فسنذهب بعيدا إن شاء، ونعود بقوة للمنافسة على اللقب، أما الآن، فيجب علينا التفكير فقط في لقاء ساحل العاج. وشخصيا، أنا متفائل بقدرتنا على تجاوز عقبتهم، والانتصار عليهم، فالآن أمام الخضر مباراة الأمل الأخير، ويجب أن يكونوا رجالا، ويقدموا أقصى ما لديهم. صحيح أن أرضية الميدان سيئة، لكن الآن لا أعذار لأشبال بلماضي، فهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الفوز ومواصلة رحلة الدفاع عن اللقب، أو التعثر والعودة مبكرا إلى الديار.”

شاهدت الفيلة ومنتخبنا قادر على الإطاحة بهم

وبخصوص قوة المنافس، أوضح قويدر بوكساسة: “لقد تابعت مباراتيه أمام غينيا الاستوائية وسيراليون. صحيح أن لديهم بعض السرعة خاصة في الخط الأمامي، ويلعبون ككتلة واحدة، لكن في نفس الوقت يعانون عند الدفاع على مرماهم، ويقعون في الكثير من الأخطاء. لذا، أنا متفائل بقدرتنا على الإطاحة بهم والمرور نحو ثمن النهائي، شريطة أن يستفيق لاعبونا خاصة المهاجمين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة، فبونجاح مثلا لا أعرف سبب تراجعه وفقدانه التركيز، رغم أنه رأس حربة كبير، عليه أن يهدأ ويركز على كرة القدم وفقط، وإذا ما سجل سيحل عقدته ويعود بوجه آخر.”

سواء غيروا الملعب أم لا يجب أن ننتصر

وبخصوص وجود إمكانية لنقل المباراة نحو ملعب ياوندي، قال نفس المتحدث: “أتمنى أن تقوم اللجنة المنظمة بتغيير ملعب المباراة، فما شاهدناه في دوالا فضيحة بكل المقاييس، وسيكون من الجيد أن نواجه كوت ديفوار في ملعب ياوندي، الذي هو في حالة أفضل على العموم. وهناك ربما يمكننا أن نلعب كرتنا الجميلة، لكن في كل الأحوال، أمامنا 90 دقيقة من اللعب، سواء غيروا الملعب أم لم يغيروا، هذه المباراة مثل النهائيات يجب أن تربح ولا تلعب.”

وختم بوكساسة حديثه قائلا: “الناخب الوطني أمامه عمل نفسي كبير لإخراج المجموعة من حالة الإحباط التي يتواجدون عليها، كما أن الشيء الإيجابي هو استرجاع كل المصابين، وفي مقدمتهم رامز زروقي وآدم وناس، فهذان اللاعبان باستطاعتهما تقديم الإضافة للخضر، خلال هذه المباراة، التي ستلعب على جزئيات صغيرة، وأعتقد بأن الغرينتا الجزائرية ستصنع الفارق.”