عصابات السطو تبيع “غنائم” التخريب بالدينار الرمزي

شرعت مصالح الدرك الوطني منذ أول أمس في استرجاع الممتلكات المسروقة من بعض المحلات والمصانع والمقرات الحكومية التي سوقت بعضها بأسعار بخسة لا تتجاوز 2000 دج بالنسبة للأجهزة الكهرومنزلية، فيما بيعت مجموعة قطع غيار سيارات حديثة بأقل من 5000 دج، حيث تمكنت فرق الدرك الوطني بمختلف وحداته في ظرف وجير من تحديد أماكن تخزين المعدات والأجهزة التي تم الإستحواذ عليها من طرف بعض الشباب أثناء الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها مختلف مناطق الوطن بسبب ارتفاع موجة أسعار المواد الغذائية.

• العملية التي شرعت فيها ذات المصالح حسب مصادر من القيادة العامة للدرك الوطني، تمت بالاعتماد على عملية الاستعلامات والمراقبة العامة للإقليم التي تقوم بها مختلف تشكيلات الدرك الوطني من فرق وكتائب إقليمية وسرايا أمن الطرقات وفصائل الأبحاث إلى جانب مساعدة المواطنين من بينهم العائلات التي رفضت الاحتفاظ بالمسروقات في بيوتها وشكاوى المواطنين الذين راحوا ضحية أعمال التخريب والسطو. وتضيف مصادرنا أن مصالح الدرك الوطني تمكنت من تحديد أماكن التخزين والتي شمل أغلبها مستودعات ومساكن وبئر مهجورة والتي لا تثير الشبهات ولا تلفت الانتباه. 
• وفي هذا الصدد، وحسب المعلومات المتوفرة لدى “الشروق”، تمكنت كتيبة الدرك الوطني لبراقي أول أمس بعد تحقيقات معمقة حول عملية تخريب والسرقة التي طالت مصنع تركيب الأجهزة الكهرومنزلية والالكترونية “كونتينونتال” ببراقي والتي كبدت خسائر تفوق 25 مليار سنتيم، كتقدير أولي في انتظار تحديد الخبرة الاقتصادية لمجمل الخسائر، من استرجاع العديد من الأجهزة المسروقة المتمثلة في تلفزيونات بمختلف الأحجام، خاصة من نوع “البلازما”، أجهزة تبريد، حواسيب، وغيرها من الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية، كانت مخبأة بإحكام في مستودعات ومساكن مهجورة في كل من براقي والحراش والكاليتوس، فيما سوّق العديد منها في الأسواق الشعبية بكل من باش جراح وبومعطي بأثمان زهيدة، حيث أسفر التحقيق الذي قامت به مصالح الدرك لكتيبة براقي مع الموقوفين عن بيع أجهزة تلفزيون “بلازما” بـ 1000 دج، وأجهزة التبريد بـ 1500 دج وثلاجات ذات 420 لتر بـ 2000 دج.
• وتواصلت عملية استرجاع المسروقات الى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، حيث استرجعت مصالح الدرك ببراقي 4 شاحنات من الأجهزة الالكترومنزلية التابعة لشركة “كونتينونتال”.كما توصلت التحقيقات ذاتها إلى بيع مجموعة مفاصل السيارات من النوع الرفيع على غرار ميڤان ومرسيديس بـ 4000 دج في باش جراح، مع العلم أن سعرها الحقيقي يتجاوز 15000 دج في محلات بيع قطع غيار السيارات.
• ومن جهتها تمكنت مصالح الدرك لكتيبة بئر مراد رايس صبيحة أمس عقب ورود معلومات من أحد أفراد عائلة المتورط في عملية السرقة من استرجاع 100 عجلة مطاطية خاصة بالشاحنات تم سرقتها من شركة نفطال الكائن مقرها ببلدية جسر قسنطينة في أحد المساكن، كما تمكنت عناصر الدرك بوادي الكرمة من تفكيك عصابة مشكلة من 9 أفراد كانت بصدد الاعتداء على المواطنين خارج أماكن الشغب، باستعمال الأسلحة البيضاء والسيوف، وبين هؤلاء موقوف صدرت في حق 6 أوامر بالتوقيف.
• كما اقتحمت كتيبة الدرك الوطني للشراڤة، صبيحة أمس، مستودعا لتخزين المسروقات، أين قامت باسترجاع العديد من المنتوجات التابعة للشركة العالمية “أديداس”، والمتمثلة في الأحذية والبذلات الرياضية والتبان والقمصان تحمل العلامة الأصلية لهذه الماركة، فيما سوق العديد منها حسب تحقيقات ذات الهيئة في السوق الشعبية لشراڤة بأثمان بخسة لا تفوق 200 دج بالنسبة للأحذية و300 دج للبذلات الرياضية و100دج للقمصان.
• فيما تمكنت كتيبة الدرك الوطني للرويبة أمس إثر عمليات التفتيش لأحد المساكن المهجورة من استرجاع العشرات من قارورات “المولوتوف”، حيث أفضت تحقيقات قامت بها ذات العناصر، إلا أن هذا الكم من الزجاجات الحارقة كانت موجهة لاستعمالها على السائقين وأصحاب المركبات المستعملين للطريق الرابط بين رويبة وبودواو لغرض الاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم.
• أما خارج العاصمة، فقد تمكنت مصالح الدرك الوطني لسطيف أمس أثناء القيام بمراقبة مداخل ومخارج المدينة باتجاه ولاية بجاية من توقيف ثلاثة أشخاص على متن مركبة تجارية وبحوزتهم مجموعة كبيرة من قطع غيار السيارات تمت سرقتها من حظيرة السيارات التابعة لبلدية خراطة ببجاية، وتبين من خلال التحقيق المعمق أن المتورطين في العملية استغلوا الظروف الراهنة التي عاشتها بلدية خراطة على غرار المناطق الأخرى لسرقة الكم الهائل من قطع الغيار التي كانت ستوجه إلى الأسواق السوداء بولاية سطيف.كما استرجعت مصالح الدرك الوطني لولاية جيجل وبالضبط كتيبة سيدي عبد العزيز، عددا كبيرا من الأجهزة المسروقة على غرار “أجهزة الكمبيوتر” تم سرقتها من مركز البريد التابع لبلدية سيدي عبد العزيز.
• فيما تمكنت عناصر الدرك الوطني لولاية بومرداس في ساعة متأخرة من نهار أمس من استرجاع أطنان من المواد الغذائية التي تم سرقتها من شركة سيفتال الكائن مقرها بولاية بومرداس، كما استرجعت ذات المصالح كمية كبيرة من الأجهزة وقطع الغيار سرقت من شركة “رونو”.
• أما فيما يخص ولايات الغرب الجزائري، فقد تمكنت عناصر الدرك الوطني لولاية معسكر من استرجاع العديد من الدراجات النارية التي تم الاستيلاء عليها وسرقتها من حظيرة البلدية الواقعة وسط ولاية معسكر، إلى جانب استرجاعها لكل محتويات المطعم المدرسي الكائن مقره ببلدية “بوهني” بمعسكر.
• مصالح الدرك بمختلف وحداته مازالت إلى حد كتابة هذه الأسطر في عملية استرجاع المسروقات وتحديد ومداهمة أماكن تخزينها، فيما تعمل سرايا وفرق أمن الطرقات على التكثيف من الحواجز الأمنية وتفتيش معمق لشحنات ومركبات ذات حمولة لإحباط أي محاولة لتوجيه البضائع المسروقة إلى الأسواق السوداء.