الرأي

عصابات إيرانية عابثة بأمن الشعوب

ح.م

لو كان المشروع “الإسلاموي” الإيراني حضاريا وقائما على منطق الحق والعدل ما اعتمد أدوات تخريبية مسلحة نشرها في كل مكان أخذ في فقدان كل قيم الحياة المدنية في ظل انتشار عصابات طائفية خارجة عن القانون، لم تعد السلطات الحاكمة قادرة على احتوائها ولجم انفلاتها الذي دمر أمن الشعوب وحرمها نعمة الأمن والاستقرار.

مشروع تخريبي تقوده إيران في الشرق الأوسط، تقاومه الشعوب في انتفاضات شعبية كبرى، بعدما ركنت الحكومات في زاوية عجزها المطبق عن مواجهة أكبر الجرائم التي ترتكب بحقها وحرمتها من أبسط شروط الحياة الإنسانية.

اللعب الإيراني على وتر “القضية الفلسطينية” بات لعبا مكشوفا لا يأخذ أحد به سوى العقول التي يسهل التلاعب بعواطفها، فالقضية مجرد ورقة يائسة تغطي بها “ولاية الفقيه” انتشار جرائمها التي تواجهها الشعوب بإرادتها في حياة حرة كريمة.

سلاح منفلت في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وضعته “ولاية الفقيه” بيد عصابات إجرامية منظمة تنسف كل أشكال الحياة وتعطل مرافقها في طريق تعميم الفقر والتخلف والتشرد، وتسيطر على مقدرات كل دولة زرعت فيها فتنها الطائفية والعنصرية في ظل تواطؤ قوى كبرى يلتقي هدفها مع المشروع الإيراني التخريبي.

ضاق العراق ضرعا بالوجود الإيراني الهمجي المتلحف بعمائم دينية صارت عنوانا واضحا للدجل والخراب والتدمير، ودخل شعبه في انتفاضة شعبية ضد رموز وجوده وميليشياته ومراجعه التي لا تفقه بمبادئ الدين والدنيا، وهي تنشر فرق الموت التي تستهدف كل كائن حي يتحرك ضد همجيتها وفتنها الطائفية.

الحكومة التي جاء بها مصطفى الكاظمي خاطئ من يعتقد أنها خرجت عن مسارها الإصلاحي، فهي لم تأت بأي برنامج يعيد للحياة أصولها الطبيعية، فهي نتاج توافق أمريكي – إيراني لتمرير مرحلة في غاية التعقيد، هدفها احتواء الانتفاضة الشعبية الرافضة لوجودهما، واستثمار الوقت المتبقي لهما في العراق المخرب بأدواتهما الهمجية.

مصطفى الكاظمي الآتي من ذات المنظومة السياسية التي أفرزها الاحتلال الأمريكي البغيض بالتنسيق مع “ولاية الفقيه” لا يقوى على قيادة حركة إصلاحية، أو يضع برنامجا إصلاحيا قادرا على تنفيذه، فالميليشيات المهيمنة على مرافق الدولة نيابة عن “إيران” تذكره دائما بأنها هي من جاءت به وفق شروطها التي تجعل منه مجرد واجهة لها لتمرير المرحلة الحالية.

فقد العراقيون الثقة بوعود مصطفى الكاظمي في مكافحة وجود الميليشيات الخارجة عن القانون، وتجريدها من سلاحها المنفلت، وتقديم عناصرها الإجرامية إلى القضاء، فوتيرة الاغتيالات والخطف وتعطيل الحياة تصاعدت بشكل أكبر، وأظهرته عاجزا عن تحقيق أي وعد وعد به في ظل العراقيل التي يضعها وكلاء إيران الحامون الفعليون للعراق.

دمار لبنان وإفلاسه على يد وكلاء إيران، سعت فرنسا التي تضع الملف اللبناني بيدها، سعت عبثا للتغطية على توافقها مع “ولاية الفقيه” وأبعدت دور وكلائه في هذا الدمار المتواصل اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، عبر زيارات الرئيس ماكرون المتكررة إلى بيروت في وقت متقارب، دون إحداث تغيير يعيد لبنان للحياة.

تواطؤ فرنسي – إيراني في لبنان كرس حالة الخراب والدمار فيه، تواطؤ أمريكي – إيراني موروث في العراق يؤدي دون انقطاع إلى عرض “حفلات” الموت في حياة عادت إلى بدائيتها، تواطؤ روسي – إيراني في سوريا أبقى حالة الحرب الأهلية قائمة في عامها العاشر، تواطؤات أخرى متداخلة مع إيران في اليمن الذي ودع كل شكل طبيعي للحياة.

إيران لم تكتسب كل هذه القوة في الاستيلاء على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط وتعبث بأمن شعوبه بيد عصابات همجية لولا تواطؤ الكيان الإسرائيلي وقوى كبرى آن لها أن توقف عجلة هذا الخراب الذي سيصل بسرعة أكبر إلى عمق كياناتها دون استئذان.

مقالات ذات صلة