-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تتقاسم "المسكن" مع العقارب والجرذان

عائلة من خمسة أشخاص تعيش في هيكل حافلة بالجلفة

أحمد خلفاوي
  • 818
  • 0
عائلة من خمسة أشخاص تعيش في هيكل حافلة بالجلفة
ح.م

في جزائر 2019 تعيش عائلة تتكون من خمسة أفراد أوضاعا مزرية للغاية، بعد ما اتخذ أحمد حرز الله هيكل حافلة لنقل المسافرين من الحجم الكبير تخلى عنها صاحبها بالجهة الجنوبية لسور بن سيدي ببلدية عين معبد بولاية الجلفة مأوى لعائلته المتكونة من خمسة أفراد بعد ما تعرض للطرد قبل أكثر من أربع سنوات من المنزل الذي كانوا يقيمون فيه بعد ما سدت جميع الأبواب في وجوههم للاستفادة من سكن اجتماعي أو ريفي بالرغم من أنهم أودعوا ملفهم لدى مصالح دائرة حاسي بحبح منذ أكثر من عشر سنوات، وعجز الأب عن دفع الإيجار للمنزل الذي كان يسكنه رفقة عائلته، حيث كانوا يقيمون داخل منزل من الطوب لا تقل المعاناة التي كابدتها العائلة فيه عن المعاناة التي يعيشونها داخل الحافلة.

وقد تنقلت “الشروق” إلى مكان إقامة عائلة حرز الله بجوار سور بن سيدي ببلدية عين معبد، وبمجرد وصولنا إلى عين المكان، أدركنا حجم المعاناة التي تعيشها العائلة والتي تقشعر لها الأبدان وتبكي لها العيون بدل الدموع دما، استقبلنا رب العائلة بابتسامة عريضة بالرغم من حجم الأسى الذي يعيشه رفقة عائلته وعلامات الفقر والحاجة بادية عليه، وجهنا مباشرة إلى الحافلة التي يقيم داخلها رفقة عائلته، فيها يطبخون وفيها يأكلون وفيها ينامون، والتي أقل ما يقال عنها لا تصلح حتى لتربية الحيوانات بداخلها، فهي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وبمجرد وقوفنا على باب الحافلة وجدنا زوجته حالتها النفسية والمادية لا تقل سوءا عن زوجها، وبجانبها ثلاثة أطفال نظراتهم تترجم مدى المعاناة التي يعيشونها، قالت عبارة واحدة “ليتنا كنا من الأموات، ولم نعش ونرى أولادنا يتعذبون معنا ونحن لا نملك ما نوفر لهم به أبسط الأشياء”، وصمتت بعدها مستسلمة للدموع التي حرقت خديها ولم تغادرها طوال المدة التي قضيناها رفقة العائلة.

وأكد رب العائلة أنهم يعيشون أسوأ أيام حياتهم والتي زادها انتشار الأوساخ والكلاب الضالة والعقارب والجرذان سوءا، إضافة إلى أن الطفلين بوعلام وعبد القادر غادرا مقاعد الدراسة من المتوسطة التي كانا يدرسان فيها مكرهين، بعد ما سئما من سخرية زملائهما الذين لا يتأخرون يوميا في معايرتهما بالفقر والأوساخ ومكان إقامة عائلتهما، بينما حرم الطفل حميميد البالغ من العمر 12 سنة من الدخول إلى المدرسة نهائيا نتيجة عدم قدرة والده على توفير حاجيات الدراسة، فوضعية العائلة تستدعي التدخل العاجل لوالي ولاية الجلفة من أجل توفير مسكن يقي العائلة حر الصيف وبرد الشتاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!