الجزائر
عطلة صيفية مبكّرة لضرب عدة عصافير بحجر واحد

عائلات مغتربة فضّلت قضاء عيد الأضحى بأرض الوطن

سمير مخربش
  • 810
  • 0
أرشيف

قال مصدر من “الخطوط الجوية الجزائرية”، بأن الحجوزات الخاصة بمنتصف شهر جوان الحالي، وما قبله وما بعده من أيام، سجلت أرقاما قياسية، من حيث إقبال الجالية الجزائرية في أوروبا عليها، في كل الاتجاهات عبر الخارطة الجزائرية، وكمثال على ذلك، رحلة ليون – سطيف التي نفدت قبل الموعد.
ولاحظ المواطنون، في اليومين الذين سبقا عيد الأضحى المبارك، التواجد القوي لأبناء الجالية الجزائرية في فرنسا، من الذين فضّلوا الحصول على إجازتهم السنوية في شهر جوان أو منتصفه على وجه الخصوص، لأجل قضاء بضعة أيام في الجزائر، وضرب عدة عصافير بحجر واحد، وهو قضاء العيد الكبير وسط الأهل وعيش التقاليد والجو العائلي المتميز، إضافة إلى التنقل إلى شواطئ البحر تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة التي فاقت الخمسة والثلاثين في أغلب المدن الساحلية.
في سوق دبي بالعلمة بولاية سطيف، التقت “الشروق اليومي” بالعشرات من المتسوقين من رجال ونساء وحتى أطفال جاليتنا بفرنسا، حيث صار تسوّقهم هناك من المسلمات.
وبدا أفراد من عائلة قادير القاطنة بمدينة ليون الفرنسية، في أوج بهجتهم، حيث لمسوا التغيّر الكبير من حيث وفرة كل متطلبات الحياة من أساسيات وكماليات، وتحسسوا الأجواء الروحانية أو الجزائرية الخالصة، التي وصفتها السيدة حليمة بأنها تبعث على الفخر والسعادة، عندما قالت: “في زمن سابق، كان أهلنا ينتظرون قدومنا لأجل أن نحضر لهم بعض ما يطلبونه منا، ولكننا الآن صرنا لا نغادر أرض الوطن عائدين إلى منازلنا في بلاد الغربة، إلا بعد أخذ الكثير من المنتجات المحلية والأجنبية الموجودة في الجزائر”، وتدخلت ابنتها صبرينة لتشرح أكثر: “صراحة، أصبح حتى جيراننا في ليون من جاليات عربية وأوروبية من تونسيين ومغاربة وبرتغاليين يطلبون منا أشياء من أرض الوطن، وينتظرون عودتنا، فهناك أشياء كثيرة لا يمكن أن نجدها في فرنسا أو على الأقل بنفس السعر المرتفع في فرنسا”.
تركنا عائلة قادير المكونة من خمسة أفراد، وسألنا صاحب محل تجاري في مدينة العلمة بولاية سطيف، مختص في بيع العطور ومختلف مواد التجميل، الذي أكد التواجد القوي لجاليتنا في عيد الأضحى الأخير، وبالضبط منذ حلول شهر جوان الحالي، وقال بأن شهر جويلية الماضي تميز بحرارة لا تطاق وهو ما جعل بعض المغتربين يفضّلون شهر جوان لأجل الاصطياف وأيضا عيش اللحظة المتميزة في عيد الأضحى المبارك بما يحمله من أجواء روحانية، ومنهم من جاء ليعيش عودة الحجاج من الأراضي المقدسة وأيضا تناول مختلف الأطباق التقليدية اللذيذة في مدينة سطيف، على غرار الكسكسي المسمى في سطيف “البربوشة” و”الشخشوخة” والتي لها نكهة خاصة بلحم الخروف.
وكما جلب شهر رمضان عشرات الآلاف من المغتربين، وعيد الفطر أيضا، تميز عيد الأضحى المبارك بتواجد قوي للعائلات القادمة من بلاد المهجر، وهو دليل على أن المناسبات الدينية تشد أبناء الجالية في الخارج وتنقلهم إلى الحياة العقائدية من خلال زيارتهم للمساجد والعيش وسط الأجواء الدينية.

مقالات ذات صلة