-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عائلات جزائرية تستقبل كبش العيد بالحناء والسكر والزغاريد

سمية سعادة
  • 1008
  • 1
عائلات جزائرية تستقبل كبش العيد بالحناء والسكر والزغاريد

هي واحدة من العادات المتأصلة في المجتمع الجزائري، لم تصبها سهام التحولات الاجتماعية ومظاهر التغيّر، إنها تخضيب رأس الأضحية بالحناء ليلة العيد.

ولا تزال الكثير من العائلات الجزائرية تستقبل كبش العيد بالفرح والحبور وتعمد إلى تسميته بـ”المربوح” وهي تسمية تشير إلى كمية التفاؤل التي يشعرون بها بقدومه.

وفي ليلة العيد، توكل مهمة تخضيب رأس الخروف أو أحد أرجله بالحناء، لربة البيت أو أي امرأة مسنة، ليصبح للعيد نكهة خاصة تنتهي عادة بوضع الحناء للبنات والنساء والأطفال.

والملاحظ أن عادة وضع الحناء للخروف تختلف من مدينة إلى أخرى، وتتخللها بعض التفاصيل البسيطة التي تعبر عن هوية كل منطقة، ففي باتنة مثلا، وبالضبط في ثنية العابد، وهي منطقة شاوية بامتياز، يقوم كبير العائلة وابنه بجلب كبش العيد يوم عرفة، وعند وصوله إلى البيت يستقبل بالحناء والزغاريد، وتسمى هذه العادة بـ”اعلم نالعيد” أي ” علامة كبش العيد”، وفق ما أخبرتنا به إيمان بوتة التي تقيم في هذه المنطقة.

ومن العادات التي لم يطرأ عليها أي تغيير في هذه المنطقة، أنه بعد الانتهاء من استقبال الكبش، يجتمع صغار العائلة لكي يأخذوا نصيبهم من الحناء التي تصاحبها فرحة غامرة، تقول إيمان.

أما لويزة صيودة، فتقول إنهم في منطقة سوق أهراس يقدمون السكر للكبش حتى يألف أهل البيت، مضيفة أنهم يضعون له الحناء قبل أسبوع من جلبه إلى البيت.

فيما تعمد عائلات أخرى إلى تخضيب الخروف بحناء تم جلبها من البقاع المقدسة من باب التبرك، ويلتقطون الصور معه لتبقى ذكرى لا تمحى إلا بقدوم عيد آخر، وكبش جديد يأخذ حقه هو الآخر من الحناء.

بينما تمتنع العائلات التي توفي أحد أفرادها عن هذه العادة التي تختفي بمجرد أن يحلّ الحزن على البيت، وفي حالة أخرى عندما لا تستطيع الأسرة توفير كبش العيد بسبب غلائه، فتكتفي باستعمال الحناء للأطفال والنساء، مثلما قالت “س.س” التي أضافت أن “الحناء موجودة، ولكن الكبش غير موجود، ولذلك لا نبخل على أنفسنا باستعمالها في هذا العيد”.

وجدير بالذكر أن بعض العائلات الجزائرية أنهت علاقتها بهذه العادة بمجرد أن أفتى علماء الدين بأنها تدخل ضمن باب البدع، حيث يقول الشيخ عبد الرحمن ناصر البراك، أنه من يفعل هذه العادة “ّتمليحًا وتجميلًا أو للتّمييز، فلا بأس”،” أمّا أن يفعلها تسنُّنًا وتعبُّدًا وأن الأضحية ينبغي أن يوضع عليها “الحنّة” على رأسها وعلى جلدها، فهذا بدعة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • متتبع

    يجب حفض هذا التراث لدى الإسيسكو 🤣😂🤣😂