-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشايخ يصرخون في يومهم الوطني:

ظواهر المجتمع تعقّدت.. حققوا للأئمة الأريحية ليتفرغوا لها!

وهيبة سليماني
  • 1191
  • 0
ظواهر المجتمع تعقّدت.. حققوا للأئمة الأريحية ليتفرغوا لها!

لم يعد دور المسجد، في ظل تشعب قضايا المجتمع وانتشار الآفات والجرائم، مقتصرا على أداء الصلاة وتواجد الأئمة على المنابر، فالحاجة لهذه المؤسسة الدينية، اليوم، تستدعي مزيدا من الاهتمام، والتكوين، وتحقيق الأريحية للإمام الذي يشارك المجتمع همومه ويسعى جاهدا لحل المشاكل بدءا من الحي إلى المدينة والوطن ككل.

وفي اليوم الوطني للإمام، دعا مشايخ وأئمة على ضرورة توفير المناخ المناسب لهم قصد التفرغ لمواجهة آفات وأزمات قد تعصف بالجزائر، خاصة أنّ المواطن، رغم كل التطور التكنولوجي والإعلامي، يلجأ في الحي الذي يسكن فيه إلى الإمام، ولعل جائحة كورونا، وبعض القضايا الوطنية أهمّ دليل على الدور الفعّال الذي يلعبه الإمام والمسجد.

وقال في هذا السياق، رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، إنّ المسجد كان ولا يزال “تارموماتر” المجتمع، والإمام اليوم كما غدا، يستشار في كل القضايا ويلجأ إليه في الحي، حول خلافات ومشاكل اجتماعية، من الميراث، إلى الاعتداءات والخلاف بين الزوجين، والانحرافات بين الشباب، والصراعات بين الجيران، ومع تعقّد الحياة وانتشار الظواهر الاجتماعية، زاد ثقل الإمام ومسؤوليته نحو المجتمع والوطن.

ويرى الشيخ حجيمي، بأنّ الصراعات والأوبئة ومشاكل البيئة والمخدرات، وجرائم القتل، والحملات المغرضة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الجزائر، هموم تقع على عاتق الإمام، خاصة أنّ كلمته مسموعة، وأنّه يتواجد في المسجد الذي هو محل ثقة الجزائريين، وعليه يجب أن توفّر للأئمة كل الظروف المناسبة، لكي لا ينشغل بمشاكله الخاصة، وذلك برفع الراتب الشهري وتوفير السكن وحمايته من الاعتداءات والمساومات.

20 مليون جزائري يدخلون المسجد يوم الجمعة

ولأن صلاة وخطبة الجمعة في المساجد تستقطب، حسب الشيخ حجيمي، ما يقارب 20 مليون جزائري في اليوم، فإن التعويل على دور بيوت الله، في الإصلاح والإرشاد، تبدأ من التكوين الجيد للإمام وتحقيق الأريحية التامة له، مع إعطائه حرية اختيار مواضيع الخطبة التي تتناسب غالبا مع هموم الحي والوطن، وأولوية قضايا الساعة.

وفي السّياق، أكّد الشيخ محمد الأمين ناصري، إمام مسجد الفتح بالشراقة، أن دور بيوت الله في الإصلاح مهمة معقدة تحتاج إلى جهد، والمثابرة للحفاظ على الثقة في المسجد، والإمام الذي يجد نفسه أمام تحديات مجتمعية معقدة، فلم يبقى دوره يقتصر على المنابر، بقدر ما يجاهد في حل ولو جزء بسيط من مشاكل الحي والمدينة والوطن، ويدافع على الجزائر حفاظا على الوحدة الوطنية.

وقال ناصري، إن المسجد، اليوم، مؤسسة اجتماعية تعددت أدوارها، وأصبح مكملا لدور المدرسة، وهو ما قد يزيد من المخاطر التي يتعرض إليها الأئمة، حيث يرى أن توفير السكن المستقل عن المسجد، وحماية الأئمة قانونيا، ومتابعة تكوينهم، ضرورة لتحقيق الأهداف وترسيخ الدور الإيجابي للإمام.

السعي لجعل المساجد مكتبا للخدمات الاجتماعية

ومن جهته، أشاد الشيخ جلول قسّول، إمام مسجد القدس في حيدرة، بالدور الذي لعبته بيوت الله في الجزائر، منذ المقاومة الوطنية ضد الاستعمار، إلى غاية العشرية السوداء، وخلال جائحة كورونا، وبعض الأزمات العابرة عبر التراب الوطني، مؤكدا أن للمسجد دور في بناء في التربية الاجتماعية، وهو أحد أركان التوجيه والتنوير والإشعاع في المجتمع.

وأوضح، الشيخ قسّول، أنّ دور الإمام اليوم هو المسجد مكتبا للخدمات الاجتماعية، وجمع التبرعات ومساعدة الفقراء، والمحتاجين، دون التفريط في جانب العبادة والتعليم.

وأشار في ذات السياق، إلى أنّ من الأدوار المهمة للمسجد أيضا الإعلام، من خلال إيصال الحقائق، والأخبار للمواطن الجزائري، وأن تكون هذه المعلومات محلّ ثقة، والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والعلمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!