رياضة

طمع “فقير” في حضرة “هيغوان” !

بديع بغدادي
  • 5327
  • 15

يُعيد المسلسل الرديء “نبيل فقير من يلعب من؟” الجدل حول حقيقة “انتماء” أبناء الجيلين الرابع والخامس للمهاجرين الجزائريين، ففي وقت يُماطل “فقير” حاليا بشأن الحسم، ويسيل لعابه لأجل دعوة فرنسية قد تنسف مستقبله الكروي، تحتفظ الذاكرة الكروية باسم النجم الأرجنتيني “غونزالو هيغوان” الذي رفض نداء الديكة (15 نوفمبر 2006)، وانتصر للدفاع عن وطنه الأمّ.

مؤسف ومخجل، ما يحدث منذ فترة ليست بالقصيرة تحت عنوان متنمّر “فقير يلعب لفرنسا أم للجزائر؟”، وسط غموض وإثارة يتعمّدها “بطلا المسلسل” وهما دون منازع المعني ” نبيل فقير” ووالده، في معزوفة أقرب إلى “الاستهتار” وتكرّس “استخفافا بمشاعر شعب كامل، وبلد يحلم الملايين بالدفاع عن ألوانه”.    

وعلى نقيض، ما تسوّقه عائلة “فقير” من كون “محمد روراوة” رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، يتجاهل متوسط ميدان “أولمبيك ليون” الفرنسي، وأخلف وعده .. وو، فإنّ القضية غير ذلك تماما، طالما إنّ “محمد فقير” والد “نبيل” تلقى التعهّد الكتابي من “روراوة” في أواسط ديسمبر الماضي، وكان يُفترض أن يقوم “نبيل فقير” بتوقيعه، حتى يستكمل الاتحاد الجزائري إجراءات تأهيله على مستوى “الفيفا، إلاّ أنّ “نبيل” لم يوقّع إلى حد الساعة (..)، بالتزامن مع امتناعه عن الرد على اتصالات “كريستيان غوركوف” مدرب منتخب الجزائر و”المناجير” وليد صادي، لأنّ “فقير” ينتظر ببساطة دعوة منتخب فرنسا الشهر المقبل.

كان يتعين على “نبيل فقير” أن يكون شجاعا بما يكفي، وكما يقول المثل الشعبي “أخرج عريان ربي يكسيك”، بإصداره بيانا رسميا باسمه، يذكر فيه بوضوح أنّه “اختار فرنسا ولا شيئ غير فرنسا”، وليس بالكيفية التي يحرص على إخراجها،  بدل أن ينفق وقتا معتبرا في اللعب على الحبلين، فالشاب الناشئ الذي يبقى غضا وأغرته الأضواء التي طالته فجأة، يمارس رفقة والده “تكتيكا ممنهجا” عبر إطلاق تصريحات للاستهلاك، وهنا كارثة بكل المقاييس، لا سيما وأنّ الأمر يتعلق بمسألة انتماء ودفاع عن ألوان بلد، وليس بالتوقيع لناد هنا أو هناك.

وطبعا يُمكن جدا أن تسقط حسابات “فقير” في الماء، مع المدرب المزاجي والمثير للجدل “ديديه ديشامب”، فلا يستبعد البتة، أن يقوم “ديشامب” بضمّ متوسط الميدان اليساري إلى منتخب فرنسا الأول لدقائق معدودات، مثلما فعل الاسباني “دال بوسكي” مع المغربي “منير الحدادي”، ثمّ يتم الاستغناء عنه كما حصل لمواطنه “كمال مريام” أو أن يحدث له ما وقع لـ”سمير نصري”، وحينها لن ينفع لـ”فقير” الندم.

الأهمّ من كل هذا، ينبغي إيقاف الانحراف الحاصل في التعاطي مع ملف الجزائريين المغتربين، وتوخي إستراتيجية مغايرة، فلا يجدر أن نستمر في انتظار “تكرّم” فلان أو علان – مهما كان – في قبول الانضمام إلى منتخب محاربي الصحراء، أو ترقبّ “فشل هذا النجم أو ذاك مع الديوك، حتى تلتقطه الجزائر”، هذا عيب وعار، ولا ينبغي السماح بحصوله مجددا مع ياسين بن زية، فارس بهلولي، زكرياء لعبيدي، رشيد غزال وغيرهم، بعد الذي فعله فتية كـ”رياض بودبوز”، “نبيل بن طالب”، “إسحاق بلفوضيل” رفضوا إغراءات فرنسا في عزّ شبابهم، وأتوا للدفاع عن ألوان الجزائر بكل فخر واعتزاز، على غرار أبطال خمسينات القرن الماضي الذين لم يأبهوا بمونديال السويد، واختاروا الجزائر.   

مقالات ذات صلة