-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسعار فلكية لكل الحلويات المستوردة والمكسّرات

“طجين البرقوق” مرشح للغياب عن مائدة الجزائريين

سمير مخربش
  • 8697
  • 0
“طجين البرقوق” مرشح للغياب عن مائدة الجزائريين
ح.م

بينت التحضيرات لشهر رمضان أن الموائد الجزائرية ستحرم من عديد الأطباق، بسبب الغلاء الفاحش الذي تعرفه مختلف المواد التي كانت بالأمس في متناول الجميع.

الغائب الأكبر الذي لن يكون حاضرا في أغلبية المواجهات مع المائدة المرتقبة في رمضان، سيكون الطجين الحلو الذي تعرض لوعكة تسويقية بعد الارتفاع المسجل في سعر البرقوق المجفف الذي وصل الى 1600 دج، وهو العنصر المحترف الذي جاء من خارج الديار وبالضبط من فرنسا وأحيانا من أمريكا وإيران، ولازال يبسط سيطرته على السوق الجزائرية.

وقد اعتاد عليه الجمهور في أشهر رمضان السابقة، حيث كان ألمع عنصر فوق المائدة والحاضر شبه الدائم في كل اللقاءات السابقة، خاصة في أول يوم من رمضان، لكن هذه المرة لن تكون له سوى مشاركات متذبذبة عند بعض العائلات. وأما الغالبية الساحقة فلم تقدر على تلبية شروط هذا العنصر الحيوي، وبالتالي فإن المفطرين هذا الموسم مرشحون إلى إقصاء الطبق من الدور الأول.

والوضع لا يختلف كثيرا مع المشمش المجفف الذي بلغت قيمته 2600دج التي استعصت على أغلبية الجزائريين، وقد لوحظ الإقبال المحتشم في المحلات التجارية على هذا العنصر الذي قاطعه الناس بعدما تجاوز قدراتهم المالية. وأما باقي الفواكه المجففة مثل الأناناس والموز والكيوي والفرولة والمانقا، فقد اخترقت السقف ومنها من لامس مليون سنتيم، وحملت صفة الممنوعات والملفات التي لا تقرأها المائدة الجزائرية لاستحالة فك شفرتها. وهي من المواد الأجنبية التي ترفض اقتسام المائدة مع العناصر المحلية والجمع بينها وبين الشربة أضحى من المحرمات كحال الجمع بين الأختين في الشريعة، أما عن المكسرات من محلية ومستوردة فإن 200 دج زيادة عن أسعار السنة الماضية هي لأقلها ثمنا وأهمية.

ومن خلال جولتنا في الأسواق والمحلات بدت لنا الأمور التسويقية معقدة من الجانبين، فبالنسبة للتجار العرض لم يعد كما كان عليه في السابق، فقد أصبح التركيز على الضروريات مع التعامل بتحفظ مع الكماليات التي اتسعت دائرتها ولم تعد تقتصر على لوازم الطجين الحلو والمكسرات، بل امتدت أيضا للفواكه بمختلف أنواعها والتي يرشح أن تكون هي الأخرى من المجموعة الغائبة عن مائدة رمضان. فأسعارها فاقت الحدود، والنطق بها اقترب من الكلام البذيء الذي يخدش الحياء ويجرح الجيب، وتنجر عنه أضرارا نفسية وجسدية.

ولذلك، يقول أحد التجار الذي التقيناه بسطيف أصبحنا “نحشم” من الإعلان عن الأسعار لأنها تخرق الآذان، وبالنسبة للتاجر يقول محدثنا الخسارة مضاعفة فالبضاعة يشتريها بأثمان غالية دون تغيير في قيمة الربح، وعدم قدرة المستهلك على اقتنائها يعني بقاءها مكدسة ومرشحة للفساد، وهو حال العناصر المشكلة لطجين الحلو الذي أصبح طبقه مكلفا للغاية.

ويعيد بعض المتابعين للشأن الغذائي أسباب هذه الأزمة إلى بعض العوامل الخارجية، والمرتبطة بالسوق العالمية التي تعرف ارتفاعا في أسعار كل المواد الاستهلاكية، لكن في الواقع اللوم موجه أيضا إلى السوق المحلية التي عجزت عن إنتاج عديد المواد في مقدمتها عناصر الطجين الحلو التي تستورد من الخارج. فهناك من اجتهد وقام بتجفيف المشمش المتواجد بكثرة في ولاية باتنة لكن صنع منه “الفرماس” الذي يستعمل في “البركوكس” أو “العيش” وبعض الأطباق، ولم يفكر في تجفيف المشمش الذي يستعمل في الطجين الحلو، والمهمة أكثر تعقيدا مع الأناناس وأخواتها، ولذلك كان الاعتماد على المنتج الأجنبي الذي يبقى غالي الثمن في كل الأحوال، وقد خرج اليوم رسميا من دائرة قدرات المستهلك الجزائري والتي تقلصت الى أبعد الحدود. وأما فيما يخص أكلة “الشباح الصفراء” التي تعني دخول المكسرات على الخط، فتلك تركيبة قد تولد انفجارا في مدخرات العائلة، وقد تحرمها من إكمال شهر رمضان بسلام.

ومع تفاقم الأزمة فإن المائدة الرمضانية هذا الموسم ستكون مختصرة ومحتشمة بمشاركة عناصر محلية، أبرزها الشربة التي لازالت تحت السيطرة لحد الساعة في حين سيسجل غياب كل ما يحمل تسمية طجين، وفي المقدمة الطجين الحلو الذي إن حضر سيكون من دون لواحقه الأجنبية التي أضحت من الممنوعات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!