جواهر

صور لمغربيات يطالبن بالزواج دون مهر تهزّ الشبكات.. ما القصة؟

جواهر الشروق
  • 18812
  • 0

هزّت شبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة صور مغربيات يطالبن بالزواج من دون مهر، ما أثار تفاعلا واسعا وانقساما في الآراء.

وقال ناشرو الصور إن الفتيات المنحدرات من مدينة فاس الواقعة شمال المغرب أطلقن حملة تحت شعار “تزوّجني بدون مهر” لحثّ الشباب على الزواج منهنّ.

يضمّ المنشور صورتين إحداهما تظهر فيها نساء بزيّ “الحايك” التقليدي في دول المغرب، وأخرى تظهر فيها سيّدة ترفع ورقة كتب عليها عبارة “تزوجني بدون صداق”، وجاء في التعليقات المرافقة: “انطلاق حملة تزوجني بدون صداق في مدينة فاس لمساعدة الشباب على الزواج في ظلّ الأوضاع الصعبة التي كانت سبباً في العزوف عن الزواج”.

وذهبت صفحات أخرى للقول إن الحملة انطلقت في مدينة تطوان في شمال المغرب.

وحظيت المنشورات بانتشار واسع على فيسبوك وإنستغرام، وتباينت التفاعلات بين السخرية من الحملة المزعومة والإشادة بها.

وبحسب تقرير حول صحة الأخبار نشرته وكالة فرانس برس فإن هذه الحملة المزعومة التي روّجت لها صفحات عدّة، لا وجود لها في الواقع، والصور المرافقة لها التقطت في تونس قبل سنوات.

ويأتي انتشار هذه الادعاءات حسب الوكالة الفرنسية بعد أسابيع قليلة على رفع المقترحات الخاصة بمراجعة مدونة الأسرة إلى الملك محمد السادس.

ومنذ بدأت المشاورات لإصلاح مدونة الأسرة في سبتمبر الماضي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واسعاً، وانتشاراً للشّائعات عن الإصلاحات المرتقبة بين مؤيد ومعارض للقوانين الجديدة، التي ستطال مدونة الأسرة.

لكن الحديث عن انطلاق حملة للزواج بدون مهر ليس سوى من خيال مؤلفيه.

فالبحث عنها على مواقع التواصل الاجتماعي لا يرشد سوى لهذه المنشورات التي تتضمن صوراً مضلّلة استُخدمت خارج سياقها لتأييد الادّعاء الزائف.

فالصورة الأولى يُبيّن التفتيش عنها أنها منشورة على وكالة الأناضول بتاريخ 19 أوت وهي بحسب الوكالة لنساء تونسيات خلال احتفالات باليوم الوطني للمرأة.

وقد عمد الناشرون على مواقع التواصل إلى إخفاء علم تونس الظاهر في الصورة بقصد التضليل.

أما الصورة الثانية التي تظهر فيها سيدة وهي ترفع لافتة، فقد جرى تعديلها بتغيير ما كتب عليها.

ونشرت النسخة الأصلية سنة 2017 ضمن مقال يتحدث عن مساهمة المرأة التونسية في الإصلاح الحقوقي في البلد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

وسبق أن زعمت منشورات على مواقع التواصل في السنوات الماضية وجود حملات مشابهة في بلدان عربيّة عدّة باستخدام صور لتظاهرات احتجاجية، وقد فنّدت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس عدداً منها.

مقالات ذات صلة