العالم
يتهمان الفلسطينيين بالإرهاب في موقف مصادم للجزائريين

صنصال وكمال داود في مهمة تبييض الجرائم الصهيونيّة!

محمد مسلم
  • 4635
  • 0
أرشيف

في غمرة النشوة التي خلفتها العملية البطولية غير المسبوقة “طوفان الأقصى” التي قامت بها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة “حماس”، ضد الكيان الصهيوني، برزت أقلام منسوبة “زورا” للجزائر، تهاجم الفلسطينيين وتصف ما أنجزوه بـ”الإرهاب”، بل الأخطر من ذلك يعتبرونها “نزعة ميسيانية” معادية لليهود، بل عمل “معاد للسامية”.
من بين هذه الأقلام، يوجد الكاتب بوعلام صنصال والصحفي كمال داود، اللذين انخرطا بشكل مثير للقرف، في الحملة الإعلامية الغربية لشيطنة المقاومة الفلسطينية بعد نجاحها الكبير في ترويع جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين، الذين تفننوا في سرقة أرواح الأطفال الفلسطينيين العزل الرافضين للممارسات الوحشية للصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي مقال بمجلة “لوبوان” اليمينية الفرنسية تحت عنوان “هزيمة القضية الفلسطينية”، هاجم كمال داود، المقاومة الفلسطينية بعد نجاحها في دك حصون الاحتلال الصهيوني، واعتبر ما قامت به حركة “حماس”، ممارسات تندرج في سياق تغذية “معاداة وكره اليهود”.
يقول كمال داود: “ماذا بقي اليوم من القضية الفلسطينية التي هزت شباب ما يسمى بالعالم العربي لمدة قرن تقريبا؟”، ثم يمضي معلقا: “صور الغارات التي تشنها كتائب حماس في إسرائيل لا تقدم نصراً، كما يهتف العالم “العربي”، بل هزيمة مدوية”. هكذا الصحفي الذي لم يعد يحتفظ من جزائريته سوى باسمه.
ولمن لا يعرف كمال داود، فهو الجزائري الوحيد الذي حصل على جائزة “الغونكور” للفرانكوفونية الفرنسية، وهو اعتراف لا يسدى إلا لمن تشيّع للقيم الفرنسية وتجرّد من قيم شعبه، وأعطى الولاء للدولة الفرنسية على حساب ولائه للجزائر، الدولة التي علمته مجانا وعالجته بالمجان أيضا ورافقته حتى أصبح كاتبا يلقى الثناء من المستعمر السابق.
وإمعانا في الانخراط التام في الحملة الغربية الصهيونية التي تستهدف تشويه المقاومة الفلسطينية، يتحدث كمال داود عن “أشرطة الفيديو هذه التي تظهر مدنيين مقيدين، ونساء مختطفات، وأطفال مسجونين، وكبار السن يتجولون مثل غنائم الحرب، يتم الترحيب بها الآن في الشارع العربي، ليس كحلقة من حلقات إنهاء الاستعمار، ولكن لتأكيد ولادة مسيحانية معادية لليهود”. والمسيحانية هي معتقد غربي يؤمن بقرب نزول المسيح المخلص.
هكذا يردد كمال داود بكل سادية وعبثية عبارات لم يتأكد من صدقيتها، سبق وأن تراجع عنها سياسيون كبار في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، بعد ما خدعهم رئيس حكومة الكيان الغاصب، بنيامين نتنياهو بدعاية سواء. والمثير أن كمال داود افتقد حتى إلى أبسط سمات الرجولة مفضلا تجاهل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، الذين قتلوا في ظرف أقل من أسبوع، تحت القصف الوحشي للآلة العسكرية الصهيونية الغاشمة.
الشخص الآخر الذي تجرد من قيم الرجولة في التعاطي مع “طوفان الأقصى”، هو بوعلام صنصال، الكاتب الذي باع نفسه للصهيونية العالمية منذ مدة، عندما زار فلسطين المحتلة بدعوة من الكيان، وقد تنقلت عائلته إلى مقر “الشروق” لتتبرأ منه. الرجل الذي انتقل منذ مدة للعيش في أوروبا، قبل لعب دور قذر، بمرافقة الحملة الصهيونية التي يقودها الإعلام الفرنسي ضد الفلسطينيين بعد الإنجاز غير المسبوق للمقاومة الفلسطينية.
صنصال أجرى حوارا مطولا مع صحيفة “لوفيغارو” كبرى منابر اليمين الفرنسي، ومن خلاله راح يتطاول على المقاومة الفلسطينية ويصفها بالإرهاب، لأنها لقنت درسا لجيش الاحتلال الصهيوني سيذكره التاريخ كملحمة للأجيال القادمة. الكاتب المنبوذ جزائريا، لم يتردد في وصف المقاومة الفلسطينية بـ”داعش”، بل إنه انتقد بشدة رفض الجزائر اتفاقيات “أبراهام” أو ما عرف بموجة التطبيع الجديدة.
وفي الوقت الذي التفت فيه جميع الشعوب العربية بسياسييها ومثقفيها، لم يتورع صنصال من دعوة الكيان الصهيوني إلى تخليص الفلسطينيين في غزة من المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس، في موقف مخز، يسعى إلى تبرير جرائم الكيان الغاصب بحق سكان قطاع غزة الذين يعيشون على مدار أزيد من أسبوع قصفا وحشيا ضاق به ذرعا حتى المثقفين والإعلاميين المنصفين الذين يرفضون النفاق الغربي الذي تخطى كل الحدود.
تزامن خروج كمال داود وبوعلام صنصال في الإعلام المحسوب على اليمين المتطرف في فرنسا، يؤكد بأن ما صدر منهما لم يكن مجرد موقف إيديولوجي من نضال شعب مستضعف، وإنما يتعداه إلى العمل ضمن أجندة مخطط لها من قبل الصهيونية العالمية، وهو ما يحتم على الجميع الحذر منهما باعتبارهما طابورا خامسا، يقفان، بل يحرّضان على مواقف الجزائر الرسمية والشعبية المساندة من دون شروط لحقوق الشعب الفلسطيني، لأن صنصال اتهم الجزائر صراحة بتمويل “حماس”، وهو يعلم أن المساعدات الجزائرية موجهة للشعب الفلسطيني وتتصرف فيها السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس ابو مازن.

مقالات ذات صلة