الرأي

صفِّقوا للزعيم !

قادة بن عمار
  • 3262
  • 14

بعض المسؤولين عندنا من مريدي العهدة الرابعة، ومؤيدي الرئيس “بالروح والدم” لديهم أصول “كورية شمالية” لكنهم لا يعلمون، أو أنهم يعلمون ذلك لكنهم يخفون الأمر حتى لا يربط بعض “الخبثاء” من أمثالي، بين “عشقهم الوراثي المتجدد وغير المتبدد” للاستبداد وما يفعله الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون”!!

سبب هذا القول، ما حدث لزوج عمة الزعيم، حين تم إعدامه بقرار نافذ لا طعن فيه من محكمة عسكرية، بعد يومين فقط من اعتقاله أثناء اجتماع رسمي كان مخصصا لإدارة شؤون الدولة المارقة والمزعجة للولايات المتحدة الأمريكية، أمّا ما يهمنا أكثر في الخبر، ما تضمنته عريضة الاتهام التي جاء فيها أن مرشد الزعيم الكوري الشمالي “خائن” والدليل على ذلك..: “عدم التصفيق بالحماس اللازم في الاجتماعات السياسية الرسمية، وعرقلة إنجاز عمل من الفسيفساء يمجد الزعيم في أحد المصانع”..!

من لا يصفق على الزعيم فهو خائن.. ومن لا يدعو “إيمانا واقتناعا وليس نفاقا وتزلفا” بشفائه العاجل لكي يمضي في السلطة فهو “حركي ابن حركي”… أما من “تجرأ” أو “نفحتلو” فطالب بالتغيير، فهو لا يستحق أن يكون “مواطنا” ولا أن يستفيد من كل تلك المشاريع الضخمة والملايير التي يوزعها الوزير الأول “الراعي الرسمي للفقاقير” في الجمهورية!!

أو على طريقة الممثل المصري عادل إمام في مسرحية الزعيم.. “الله يخرب بيت المواطن اللي بيحب الزعيم لكن في قرارة نفسه يكرهو.. والله يخرب بيت المواطن اللي بيحب الزعيم في الواقع ومن كل أعماقه.. لكن بجانبه مواطن آخر يكرهو”!!

هذا ما يحدث تماما داخل لجان المساندة التي تعتقد أن المطالبين بالتغيير لا يحترمون شخص الرئيس، ولا يكترثون لإنجازاته دون أن يتركوا فرصة إلا ويتوعدون قائلين: “ستندمون على عهد بوتفليقة إذا ما غيرتموه” والواقع أن وطنا يندم على رجل واحد، مهما كانت عظمة إنجازه لا يمكن له الاستمرار طويلا بين الأمم، بل سيظل مصيره مرتبطا في كل حين بمصير شخص واحد، ولا نحسب أن الجزائر بين تلك الأوطان!

الرافضون دخول بوتفليقة التاريخ من بابه الحقيقي، وليس من باب العهدة الرابعة، هم ذاتهم الذين يختزلون تاريخ الرجل في عهداته الثلاث ويختصرون تاريخه في “بضع سنوات حكم فيها البلاد والعباد” في الوقت الذي يبحث فيه آخرون بكل السبل عن استمرارية النظام، فالمهم عندهم ليس استمرار بوتفليقة من عدمه، لكن في البحث عن امتداد للمرحلة البوتفليقية، ولو كان الساكن الجديد للمرادية اسمه علي بن فليس مثلا!!

هؤلاء سيلومون الجميل على عدم التصفيق لبوتفليقة، ونكران جميله على امتداد السنوات الماضية، لكنهم سيتركون الباب واسعا من أجل العودة، لتأييد مرشح السلطة المحتمل في حال رفض بوتفليقة الترشح، وحينها سيحتفظون ببيانات التأييد ذاتها، وبرسائل الدعم والشكر نفسها، لكن مع تغيير طفيف في الاسم، ليتحول من بوتفليقة إلى فلان أو علان.. هؤلاء هم الخطر الحقيقي، إنهم “الكوريون الشماليون” الذين يعيشون بيننا!!

مقالات ذات صلة