-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح ديمتري دلياني لـ"الشروق":

صفقة بايدن ليست تعاطفا مع الدماء التي تسفك ولكن للاستمرار في الحكم

صفقة بايدن ليست تعاطفا مع الدماء التي تسفك ولكن للاستمرار في الحكم
أرشيف
عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني

أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، أن ما عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن لعقد صفقة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، لم يكن حبا منه في الاستقرار ولا تعاطفا مع دماء الأطفال والنساء التي تسفك، بل لغرض سياسي محض يتعلق بالرئاسيات التي تعقد نوفمبر المقبل.

هل المسعى الأمريكي الأخير وإعلان بايدن عن معالم صفقة بين المقاومة والاحتلال هو محاولة منه لرفع الحرج وجبر الضرر الذي مس صورته في العالم، أم مسعى لإنقاذ شريكه نتنياهو؟
المسعى الأمريكي الأخير أتى بعد أن تيقن بإيدن وإدارته وبقية الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة بأن الخطر الأكبر على بايدن وفرص إعادة انتخابه في الرئاسيات المزمع تنظيمها شهر نوفمبر الداخل هي استمرار حرب الإبادة في غزة.
مصلحة بايدن السياسية واضحة جدا هي في وقف هذه الحرب وتقليل الأضرار، وليس حبا منه في الاستقرار ولا تعاطفا مع دماء الأطفال والنساء التي تسفك.
والجانب الآخر نتنياهو مصلحته السياسية تقف في عكس مصلحة بايدن، أي أن مصلحة بايدن السياسية شخصيا ومصلحة حلفائه وشركائه في الائتلاف الحكومي في الاستمرار بحرب الإبادة، لأن نتنياهو يعلم أن وقف هذه الحرب يعني المضي نحو انتخابات مبكرة واستطلاعات الرأي تشير أن نتنياهو والائتلاف سيخسران هذه الحرب، فهو يقوم بمد عمر هذه الحرب، حرب الإبادة للبقاء في السلطة وتأجيل الانتخابات قدر الإمكان، وهذا بالنسبة له يشكل المصلحة السياسية، مصالح سياسية متضاربة ليس لها علاقة بالدماء التي تُسفك أو بالاستقرار أو بأي نظرة إنسانية لحرب الإبادة التدميرية التي تجري في قطاع غزة.

هل ينفجر التوتر بين بايدن ونتنياهو، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد حرب تصريحات بين شركاء متفقين على الهدف ومختلفين في كيفية تحقيقه؟
استبعد حدوث أية مواجهة بين نتنياهو وبايدن، فقط ستبقى هذه الاختلافات في حدود ما تسمح به الدبلوماسية التي تربط بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والحامي الأكبر لها الولايات المتحدة الأمريكية، لأن بايدن يعلم مدى قوة نتنياهو في واشنطن، وخاصة في سنة انتخابات لاسيما وأن وضعية بايدن ليست بالمطمئنة بالنسبة له وللحزب الديمقراطي، ولذلك يأخذ الخطوات في مواجهة نتنياهو بالكثير من الحذر.
وفي نفس الوقت، نتنياهو يعلم أن بايدن أنه حتى ولو لم يواجهه بخطوات قاسية أو قد يعتبرها البضع قاسية نظرا للمعادلات السياسية الداخلية، هو يعلم أن لبايدن القدرة في تحريك دول أخرى ضد نتنياهو تضعه في حالة حرج، فبنهاية المطاف أمريكا لها من الأذناب الكثيرين، والأمر غير مقتصر على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإن كان بايدن لا يريد ولا يرغب ولا يرى مصلحة سياسية في مهاجمة نتنياهو مباشرة، يمكن له أن يحرك أيا من هذه الأذناب لأن تقوم بهذا العمل.
هنالك معادلة واضحة جدا هي أن بايدن يعلم جدا أن نتنياهو له نفوذ داخل واشنطن، وفي نفس الوقت يعلم نتنياهو أن لبايدن نفوذ حول العالم ويستطيع أن يؤثر عليه ويزيد من الضغوطات عليه ولو بطريقة غير مباشرة.

ما هي المقومات التي تجعل المقاومة في موقع تفاوضي متقدم مقارنة بدولة الاحتلال؟
أهم محدد يجعل من المقاومة في موقع تفاوضي متقدم هو أن الأهداف التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي لحرب الإبادة التي يشنها في غزة هي أهداف لا يمكن تحقيقها من الناحية المنطقية، كما هو الأمر من الناحية الميدانية والعسكرية أي القضاء على حركة أيديولوجية هو أمر مستحيل، لم يستطع أحد أن يفعل ذلك تاريخيا ولذلك سيخفق نتنياهو.
ثانيا أن نتنياهو يريد من الأهداف المعلنة هو إخراج المحتجزين الإسرائيليين بالقوة وأثبتت التجربة أنه عندما تحاول دولة الاحتلال أن تخرج محتجزا بالقوة هي عمليا تقوم بقتل أكثر مما تتمكن من إخراجه باستخدام القوة وثبت أن المفاوضات هي السبيل الوحيد المتبقى أمام العالم وأمام الرأي العام في دولة الاحتلال الإسرائيلي وهو الطريق الوحيد والأسلم لإخراج المحتجزين من خلال صفقة تبادل.
هذه هي الصور التي تضع المفاوض الفلسطيني في موقع متقدم، ضف إلى ذلك أن المفاوض الفلسطيني يقف على قاعدة أخلاقية أعلى بكثير من دولة الاحتلال الإسرائيلي ومفاوضيها.

على الجهة المقابلة، ما هي قدرات نتنياهو المضي في الحرب وهو في مواجهة جبهة داخلية معارضة تطالبه بعقد صفقة، وانتقادات خارجية لجرائمه وموجة من صحوة الضمير العالمي الشعبي والرسمي؟
نتنياهو استطاع بالرغم من طول هذه الفترة منذ بداية حرب الإبادة، استطاع أن يحافظ على عدة أمور، حافظ على الائتلاف وعلى 64 عضو كنيست من أصل 120 المشكلين للإتلاف الحكومي، واستطاع أن يتغلب على كل الضغوطات وأن يستمر في حربه الإبادية ليومنا هذا، واستطاع أن يتقدم ولو قليلا في استطلاعات الرأي، هذه الأمور تعطيه المزيد من القوة للاستمرار في مخططه الأساسي وهو إطالة أمد الحرب لتحسين صورته وتحسين صورته في مستقبل سياسي ربما ليس بالانتخابات القادمة، لكن إلى ما بعد ذلك.
هذه هي الأمور التي تبقيه في هذا الموقف الإجرامي الذي هو فيه وتدعمه في موقفه الرافض لعقد أي صفقة.
أما قضية الضمير العالمي والرسمي والشعبي، نعم على المدى الاستراتيجي هي مفيدة جدا للقضية الفلسطينية، هي تزيد على المدى الآني، تزيد من الضغوطات على نتنياهو، لكنها ليست فاعلة كفاية لدرجة بأن توقف حرب الإبادة لحد الآن.
ولكن كلما كانت هذه التفاعلات وصحوة ضمير العالم كلما زادت كثافتها وحدتها ونشاطاتها واتساع رقعتها، كلما زادت الضغوطات على نتنياهو وعلى الحكومات المؤيدة والمشاركة لنتنياهو في حرب الإبادة، وكلما كان لها نتائج ملموسة بشكل مباشر.
نحن نتأمل أن تتطور هذه الاحتجاجات وهذه الصحوة لدرجة أن تحدث التغيير المطلوب، لأنه في كل يوم يمضي هنالك دماء فلسطينية تسفك على يد مجرمي الحرب في دولة الاحتلال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!