صدمة في البويرة برحيل “عمي لخضر” علي فضيل

“لم نكن ننتظر فقدان عمي لخضر في هذه اللحظة الصادمة” هي الكلمات التي لم يجد أفراد عائلة فضيل القاطنة ببير أغبالو غرب البويرة، غيرها في استقبالهم لجيوش المعزين الذين هبوا منذ صبيحة الخميس بعد وصول نبأ الفاجعة في فقدان المدير العام لمجمع الشروق علي فضيل أو أبو الفقراء وحفظة القرآن كما يلقبه آخرون، حيث نزل الخبر كالصاعقة على العائلة وسكان الولاية بمختلف أطيافهم منذ الوهلة الأولى ليهبوا مباشرة جماعات وفرادى لتقديم العزاء بالبيت العائلي وإلى غاية ساعة متأخرة من مساء الجمعة موعد وصول جثمان الفقيد.

وشهدت بلدية بير أغبالو بالخصوص حالة من الحزن الممزوجة بالصدمة، أين أقام أشقاء علي فضيل خيما لاستقبال المعزين بالقرب من البيت العائلي بقرية ذراع عيشة بمخرج المدينة، ورغم هول الصدمة من رحيل الأب الأكبر لمكانته وسط أشقائه الأصغر أو الأكبر منه سنا، إلا أن ذلك لم يؤثر على صبرهم واحتسابهم وكذا الوقوف لساعات طويلة ومتتالية في استقبال المعزين من سلطات محلية مدنية وعسكرية أو من الأقارب وأعيان المنطقة وسكانها، كيف لا و”عمي لخضر” كما كان يناديه أبناء أشقائه ومن قبله الجد الحاج مسعود، صاحب الابتسامة الدائمة واليد الممدودة للفقراء والمحتاجين وكذا حفظة القرآن.

ولم يخف أشقاء الفقيد علي فضيل تأثرهم الشديد برحيل أهم ركيزة بالعائلة، خاصة أن الفاجعة تأتي بعد فترة وجيزة من رحيل الجد الحاج مسعود الذي رحل السنة الفارطة، وهو ما لخصه شقيقه عمي السعيد بقوله “لم نكن ننتظر فقدان الحاج في هذه اللحظة الصادمة”، فيما تناوب أفراد العائلة على استقبال المعزين الذين هبوا جماعات وفرادى منذ الوهلة الأولى، حيث تصادف وجودنا صباح الجمعة مع تواجد السلطات المحلية الأمنية والمدنية على غرار رئيسي البلدية والدائرة وكذا الأمن والدرك الوطني، مسخرين كل التسهيلات لإقامة مراسيم العزاء واستقبال الجثمان ودفنه بمسقط رأسه .

وخصص أئمة بمساجد الولاية جزءا من خطبة الجمعة لاسيما بمساجد تاغزوت، للدعاء وذكر محاسن وفضل الفقيد علي فضيل خاصة في تشجيع حفظة القرآن، وهو ما أبرزه المنسق الدائم بين مجمع الشروق ومساجد المنطقة اكلي بنابي حين أكد أن علي فضيل لم يتعطل عن تخصيص جوائز قيمة ودائمة لحفظة القرآن رغم كل الظروف التي مرت بالمجمع وفي كل المناسبات .

كما تهاطلت رسائل واتصالات التعزية على مكتب الشروق بالبويرة من مختلف الهيئات والشخصيات بالولاية يتقدمهم والي الولاية مصطفى ليماني، والذين عبروا جميعهم عن مؤازرتهم لعائلة مجمع الشروق في محنتهم، مذكرين بدور المجمع في خدمة الوطن والمواطن محليا بكل الوسائل، فيما عزى إعلاميون فقدان صاحب أهم وأكبر مجمع إعلامي خاصة زملاء للفقيد على غرار الكاتب الصحفي سهيل الخالدي.