الجزائر
يقطعون مسافات طاولة بحثا عن أجود أنواع "الزلابية" والخبز واللبن والشاربات

صائمون هائمون وراء “بطونهم”

نادية سليماني
  • 2242
  • 4
ح.م

 يقضون يومهم الرّمضاني بحثا عن أجود وأفضل المنتجات حسب تفكيرهم، حتى ولو جابوا مُختلف ولايات الوطن، فكثيرون يشترون الزلابية من بوفاريك، ثم يعرجون على البليدة لاقتناء الشاربات، ولا بأس لو قصدوا بوهارون بتيبازة لشراء بوراك “الكروفات”، ولا يكتمل السّحور إلا بقارورة لبن من الدويرة….إنهم صائمون يشتهون أكثر ما يستهلكون، والنتيجة زحمة مرورية خانقة وشجارات في الطرقات.

كثير هم الأشخاص النشطون في رمضان، ولكن نشاطهم من نوع خاص، فلا يعجزون أو يتعبون إذا ما سمعوا بوجود منتوج ذي جودة بمكان معين، فبمجرد أن تذكر أمامه أنك اقتنيت مادة استهلاكية من مكان معين وأعجبتك، ينطلق بسيارته في الحال لشرائها… وهو حال (رضا) من المدنية بالجزائر العاصمة، الذي أكد لنا أنه قصد مدينة اليشير في مدينة برج بوعريرج في أول يوم رمضاني لشراء الدوارة واللّحم، ورغم أن الأسعار ليست بتلك المعقولة كثيرا بعدما صارت المنطقة تجلب آلاف الأشخاص يوميا ومن مختلف الولايات، إذ استغل بعض التجار الظاهرة ورفعوا الأسعار، فرضا اشترى الدوارة بـ600 دج رغم أنها تباع في العاصمة لدى كثيرين بين 230 دج لدى قصابات الرحمة ووصولا إلى 500 دج فقط.

أما زلابية بوفاريك لها حكاية أخرى، فالمدينة يوميا يقصدها مئات المواطنين من مختلف الولايات القريبة، على غرار تيبازة وعين الدفلى والمدية والبليدة وحتى من الجلفة والأغواط، فتجدهم يشترون عشرات الكيلوغرامات من الزلابية، رغم أن هذا المنتوج تقل جودته في حال بقي لليوم الموالي، وبالتالي ستحتضنه المزابل حتما…و”شارْبات” البليدة تستقطب يوميا الكثيرين.

وحتى المصلون صاروا يتنقلون لمسافات طويلة للوصول للمسجد الفلاني أو حضور تراويح الإمام الفلاني.. والظاهرة تسببت في زحمة مرورية خانقة لم تخف حدتها منذ دخول الشهر الفضيل.

وفي الموضوع، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية للسّلامة المرورية، علي شقيان في اتصال مع “الشروق”، أنّ ظاهرة التنقل للتبضٌّع في رمضان ومن أماكن بعيدة، هي من هوايات كثير من الشباب خاصة من البطالين، والذين يرون في قيادة سياراتهم على الطرقات نهار رمضان “تقصيرا لوقت الصوم”، ومنهم المصلون الذين يفضلون الصلاة في مساجد معينة حتى ولو كانت بعيدة، فهؤلاء يساهمون بهذه السلوكيات السلبية في الاختناق المروري، خاصة إذا تزامن الأمر مع خروج الموظفين من أماكن العمل.

مقالات ذات صلة