“شيش” يا حنون!!
![“شيش” يا حنون!!](https://i.dzs.cloud/echoroukonline.com/placeholder.png?resize=790,444.375)
غريب جدا ما تقوم به لويزة حنون، فهي منزعجة كثيرا من ملايير تم منحها لقائد أوركسترا قدّم سمفونية تمجد الرئيس بوتفليقة وتحمل اسم الوئام، لكنها في الوقت ذاته، تنسى أو تتناسى، أنها حصلت على الملايير أيضا من أجل دعم الرئيس ذاته في العهدة الرابعة بالرغم من أنها ترشحت ضده !!
من يذكر أول ندوة صحفية عقدتها لويزة حنون عقب حصولها على فتات الأصوات في الرئاسيات السابقة، لن يحتار من هذه “الأوليغارشية التي تدعي محاربة الأوليغارشية !” فيومها، خرجت على الملأ، لتقول إنها وعلى الرغم من تأكدها من الهزيمة فهي قد ترشحت أصلا “للحفاظ على وحدة الأمة” في مواجهة “الخطر الداهم“ المسمى علي بن فليس، ولدعم الرئيس بوتفليقة الذي كانت متأكدة من فوزه بنزاهة وشفافية واقتناع !!
طبعا.. هذه الشعارات، أخذت في مقابلها لويزة حنون الملايير! لكننا نعترف هنا أن الزعيمة الأبدية لحزب العمال بارعة تماما في تغليف “خطابها السياسي الرديء” بالكثير من المفردات الوطنية الكبيرة والحماسية، على غرار: وحدة الأمة، الجرأة، مواجهة المخطط الامبريالي لتقسيم البلاد ووقف الانقضاض على الثروات الوطنية…” علما أنها تكتفي بترديد تلك الشعارات في ندوات صحفية داخل مكتبها، ولا تنزل إلى الشارع إلا نادرا، كما لا تحضر إلى البرلمان الذي تحصل من خلاله على الملايين شهريا، ناهيك عن اقتطاع الملايير من أجور كتلتها النيابية سنويا، في مقابل مقاعد فارغة، واتهامات مجانية و“هوشات موسمية“.. وطبعا فإن هذا لا يعد بالنسبة لزعيمة حزب العمال فسادا ماليا ولا سياسيا بأي شكل من الأشكال؟!
المرأة “القبيحة” كما وصفها عبد الرزاق مقري، تجد نفسها اليوم في مواجهة أكبر تحدياتها، فالأكيد أن صديقتها خليدة تومي حين شجعتها على “فضح” وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، قالت لها بأن هذه الأخيرة لن تصمد طويلا، كما راهنت لويزة على “التعديل الحكومي الوشيك” واعتقدت لوهلة أن لعبيدي ستسقط مثلما سيسقط بوضياف وقاضي وحداد، دون أن تخبر الجزائريين صراحة، لمصلحة من تشنّ هذه الحروب؟ وهل تستحق صداقاتها مع وزيرة الثقافة السابقة كل هذه المعارك؟ أم أن في الأمر.. “إنّ وأخواتها“؟!
الأسوأ في القضية.. أن هذه المعارك التي يصنفها البعض ضمن “حرب الأجنحة داخل النظام” باتت لا تستعمل “كرامة” الأحياء فقط بل امتد سوءها حتى للموتى، بدليل استعمال لويزة حنون لاسم المخرج السينمائي الكبير عمار العسكري في “هوشتها” ضد وزيرة الثقافة، تماما مثلما استعملت بالأمس القريب اسم والي عنابة السابق وقالت إنه توفي بطريقة غامضة ولم يحرك النائب العام ولا عائلة الضحية قضية ضدها لإثبات الحقيقة من عدمها؟ !!
يحتاج الجزائريون اليوم إلى معرفة الحقيقة كاملة دون إضافة أو نقصان، ولعل الخطوة التي قامت بها نادية لعبيدي حين قررت رفع دعوى قضائية ضد كل تلك الاتهامات، تعد مؤشرا ايجابيا لكشف تلك الحقيقة..، يبقى أن لويزة حنون مطالبة الآن بأن تتنازل على حصانتها البرلمانية لكشف صحّة ما تقوله أو لمعرفة مزيد من التفاصيل عن تلك الاتهامات التي تطلقها..ألم تتحد قبل فترة وزيرة الثقافة في أن تذهب إلى العدالة، ها هي لعبيدي قد فعلتها.. فـ“شيش” يا حنون.. تنازلي عن “الحصانة” أو “الحضانة” ولتكشفي كل الحقيقة.. “إنّا ها هنا قاعدون“!!