شواء سهرات رمضان.. خطر صحّي يهدّد بعودة كورونا

يتعالى دخان الشواء خلال سهرات رمضان في سماء أغلب المدن الجزائرية، فيعطي برائحته نكهة خاصة بعد الإفطار، ويثير شهية الكثير من الناس فيدفع بعضهم إلى الإقبال عليه في ساعات متأخرة من الليل.. في ظروف غير صحية تحيطها الرغبة في الربح السريع ويتنافس من أجله الشباب والكهول بطاولات معروضة وسط الأتربة وأماكن غير نظيفة، تعرض عليها قطع اللحم قبل شوائها على الجمر دون رقابة، لكن الرائحة تأسر العقول قبل البطون فيغيب الوعي الصحي في لحظة “شهية”.
ورغم رداءة الأحوال الجوية هذه الأيام في المدن الساحلية والوسطى، إلاّ أنّ مظاهر الشواء تكاد تكون منتشرة عبر جميع الولايات الجزائرية، وخاصة في الجنوب، حيث أصبح شعار النشاط الموسمي لبيع اللحم المشوي على الجمر في الأزقة والشوارع، هو الربح بـ”السندويتش”، إذ يكفي أن يقوم الشباب الذين يتنافسون في هذا النشاط، أن يحصلوا على كيلوغرامات من اللحوم البيضاء والحمراء، ليفتتوها إلى قطع صغيرة جدا ويشوونها في مسلات حديدية أو خشبية، على فرن الجمر أو على أفران مزودة بقارورة الغاز، ويبيعونها مع قارورة صودا ومشروبات غازية.
ويصل سعر 5 قطع صغيرة جدا من اللّحم إلى 120 دج، وهذا حسب أماكن وظروف البيع، حيث في الغالب يكون السعر في حدود 60 دج أو 70 دج، ولا يعرف مصدر هذه اللحوم وظروف حفظها.

اللحم المشوي في الشوارع.. نعمة تتحوّل إلى نقمة
وحول هذا الموضوع، أكد الخبير في التغذية، الدكتور كريم مسوس، في تصريح لـ”الشروق”، أنّ تناول الشواء في سهرات رمضان غالبا ما يكون، بساعة أو ساعتين قبل النوم، في حين أنه مادة غذائية تحتاج إلى 4 ساعات لهضمها قبل الذهاب إلى النوم.
وكما أنّ بيع اللحوم في أماكن مكشوفة معرضة للأتربة، والأوساخ، ومن دون معرفة سلسلة تبريدها والمجيء بها إلى نقاط شوائها، كلها حسب كريم مسوس، تجعل من هذه المدة الغذائية عرضة للتعفن وغير صالحة للاستهلاك، خاصة أنها تقطع إلى قطع صغيرة جدا يجعلها عرضة للتلف في دقائق.
وقال أخصائي التغذية، كريم مسوس، إن أغلب الذين يتاجرون في الشواء خلال سهرات رمضان، هم طباخون غير محترفين، فيقومون باستعمال السكين في قطع اللحم قبل طهيه، في قطع الخبز حيث تعلق الجراثيم، وتتسبب في حالة تسمّم للمستهلك.
وأشار مسوس، إلى نقص مياه الحنفيات في الكثير من المناطق، ما يجعل احتمال نقص النظافة واردا، موضحا أنّ الشواء في الشوارع قد يؤدي إلى حالات تسمّم، ويضعف المناعة عند الكثير من الأشخاص، خاصة في فترة الصيام، فإذا كانت عندهم أعراض خفية لفيروس كورونا ستتطور إلى حالة استعجالية.

هذه هي الأمراض التي قد يتسبب فيها الشواء..
وفي ذات السياق، أكّد كريم مسوس، أنّ الخطورة تتمثل أكثر في بيع الصودا والمشروبات الغازية مع “سوندويتش” الشواء، حيث يؤدي ذلك إلى نتائج صحية خطيرة خاصة مع زيادة الملح و”الهريسة”، لإخفاء عيوب اللحوم، حيث التسمّم الغذائي، وآلام “القولون”، عسر الهضم، وامتلاء البطن بالغازات، وبعد رمضان، تظهر أمراض مثل الكوليستيرول، والسكريات من النوع الثاني، والقولون العصبي، واحتمال الإصابة بالسرطان.