شهر واحد أمام الوزراء والمسؤولين لتنفيذ القرارات!

أمهل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المسؤولين والوزراء شهرا واحدا لتنفيذ التعليمات والقرارات الصادرة عنه، داعيا إلى “التطبيق الفوري للقرارات التي تحدث حال صدورها أثرا إيجابيا لدى المواطن لكن يتأخر تنفيذها”، كما كشف عن فتح 30 بالمائة من رأسمال بنكين عموميين قريبا، ودعا رجال الأعمال إلى فتح بنوك خاصة لتمويل الاقتصاد.

وامتدح رئيس الجمهورية خلال لقائه المتعاملين الاقتصاديين في ختام أيام “مقاولاتية الأعمال في قلب التجديد الاقتصادي الجزائري” المنظمة من طرف مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري”كريا” بمركز المؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، ما أسماه ب”التحرر من نفوذ النوايا المصلحية الضيقة، التي لا تهدف إلى تحقيق التطور والنماء الاقتصادي”، كما حيى وجوده اليوم مع المتعاملين الاقتصاديين والذين أسماهم ب”أناس نزهاء خلاقين للثروة ويهدفون لإسماع كلمة الوطن”.

الرجال والإطارات النزيهة جنبتنا المديونية

وواصل تبون حديثه في خطاب دام ساعة كاملة: “نتذكر المأساة السابقة قبل 7 سنوات، حينما ناديت بأخلقة الحياة الاقتصادية والسياسية، والابتعاد عن مضادة الدولة بأموال طائلة مجهولة المنبع، وهي أموال التهريب وتضخيم الفواتير، والاستيراد من أجل الاستيراد فقط، دون البحث عن تلبية حاجة السوق”.
وشدد الرئيس على إن الحراك المبارك سنة 2019 أنقذ البلد من المديونية الخارجية، حيث لم يتبق في احتياطي الصرف الجزائري وقتها إلا 40 مليار دولار في حين فاقت واردات الجزائر فيما مضى 60 مليار دولار، مضيفا: “كنا على شفة حفرة من التوجه للمديونية الخارجية لولا الرجال والإطارات النزهاء الذين حافظوا على السيادة الوطنية”.

ويؤكد رئيس الجمهورية إن التحدي الأول الذي وضعه نصب عينه هو إحداث التغيير والقطيعة مع تصورات الماضي، وهو ما تطلب مسارا وجهدا وحزما، وأسفر في النهاية عن خلق جزائر جديدة تحتضن الكفاءة والمبادرة وتحتفي بنجاح أبنائها في الداخل والخارج”.

وشدد تبون: “أحيي مجلس التجديد الاقتصادي على الملتقى المحتضن للشباب أصحاب المشاريع، قبل دخولي القاعة استغرقت وقتا طويلا بالحديث إلى هؤلاء الشباب في المعرض، ورؤية الابداعات التي جعلتني أطمئن على مستقبل الوطن، إلا أني أطلب منكم كرجال أعمال رعاية هؤلاء الشباب”.

وأوضح الرئيس أن رعاية مشاريع الشباب في السابق لم تكن بنفس النظرة الحالية ولا برغبة لتطوير الاقتصاد، حيث اكتست وقتها الطابع الاجتماعي.

أما اليوم _ يشدد الرئيس _ فقد رأينا شباب يصنعون حتى “الساتيليت” ويصدرونه للخارج، وانتقل ملف المؤسسات الناشئة في الجزائر من نقطة الصفر سنة 2019 إلى مستوى متوسط اليوم، في انتظار مزيد من الانجازات، مهنئا وزيري التعليم العالي والمؤسسات الناشئة على جهودهما، والتي نقلت شباب الجامعات من مجرد خريجين لتقوية صفوف البطالة في الماضي، إلى حملة مشاريع، مشيرا إلى أن المشاريع ال12 التي اطلع عليها في المعرض خلقت اليوم 650 منصب شغل، وهو رقم وصفه بالهام.

رسميا.. تجميد لجنة تضخيم الفواتير

وأكد رئيس الجمهورية مواصلة جهوده للوقوف بالمرصاد ضد الانحرافات التي كلفت الخزينة في السابق مليارات الدولارات، مهاجما أولئك الذين قال إنهم يحنون للماضي، في حين وصف رجال الأعمال الحاضرين في القاعة ب”أظن أنكم محبين للوطن”، مخاطبا إياهم: “أطمئن بعض الإخوان أن لجنة تضخيم الفواتير تم تجميدها ولا أحد سيفرض على المتعاملين الاقتصاديين إعادة الاموال بطريقة تقر أمورا غير منطقية”، كما كشف عن إصلاحات شاملة مع مواصلة الجهود لإنعاش الاقتصاد الوطني.

وثمن الرئيس إجراءات خلق الثروة لتلبية الحاجيات وتعويض الاستيراد، مشددا على أن القطاع الخاص الذي يمثل اليوم 85 بالمائة من الاقتصاد الجزائري مطالب اليوم بالخروج من الاتكال على أموال الدولة، كما طمأنهم برفع التجريم عن التسيير ما عدا حالات خاصة بحماية المال العام التي يتم التحري فيها، في حين شدد على وجود مفاوضات ومساع مع دول أوروبية لاسترجاع الأموال المنهوبة بالخارج، على غرار ما حدث في عملية استرجاع الأموال داخليا والتي نتجت عن قرارات العدالة والمحاكمات القضائية ونتج عنها استرجاع مبالغ طائلة.

ودعا تبون رجال الأعمال إلى فتح بنوك خاصة كما كشف أن خوصصة بنكين عموميين منتظرة نهاية السنة أو بداية العام المقبل ستشمل 30 بالمائة من رأسمال البنكين، مع إمكانية أن يشمل القرار بنك عمومي ثالث.

وذكر الرئيس بالقرارات المتخذة مؤخرا لتشجيع المتعاملين على غرار إلغاء ضريبة الرسم على النشاط المهني التي يدعو إليها رجال الأعمال منذ 20 سنة، والتي ستؤدي حسبه لتقليص النشاط الموازي، مخاطبا رجال “كريا”: “الأبواب مفتوحة لكل ما يطلبه مكتبكم، مرحبا بكم لدي ولدى الوزير الاول في أي وقت”، معلنا عن عودة مائة مؤسسة للنشاط بولاية البليدة مؤخرا كانت متوقفة لأسباب إدارية ومذكرا ب900 مؤسسة عادت للنشاط بعد رفع التجميد عن مشاريعها في السنتين الماضيتين، مع خلق 22 ألف منصب شغل.

النصوص التطبيقية لقانون العقار الاقتصادي جاهزة خلال شهر

وكشف الرئيس عن صدور قانون العقار الاقتصادي رسميا في الجريدة الرسمية، بعد تمرير سريع له الأربعاء بالبرلمان، في حين ستصدر نصوصه التطبيقية في ظرف شهر كأقصى حد، داعيا المتعاملين للشروع في العمل والتصنيع، لاسيما في مجال التجهيزات الكهرومنزلية.

وفي هذا السياق، عبر الرئيس عن امتنانه لوجود ثلاجات ومدافئ جزائرية بنسبة 70 بالمائة، داعيا إلى إنتاج أيضا الادوات المدرسية والكراريس أيضا بدل استيرادها، خاصة وأنها لا تكلف الكثير، مذكرا بسيناريو إنتاج مواد البناء محليا التي كانت تكلف الجزائر في الماضي مبالغ طائلة لكنها باتت منتجة محليا اليوم، داعيا إلى التركيز على الصناعات الخفيفة.

وتحدث الرئيس عن مشروع غار جبيلات وقال إنه حلم سيمكن الجزائر من أن تحقق قفزة هامة في إنتاج الحديد وتحويله من الخام إلى المصنع.