الرأي

شعب المعجزات..أم العاجزين!

قادة بن عمار
  • 4453
  • 8

حين يقال بأن هنالك أكثر من 4 ملايين جزائري يعانون من الضعف الجنسي، فإن أول طرف يستقبل الخبر بسعادة بالغة وترحيب كبير، هو بلا شكّ الحكومة الموقرة!

الحكومة التي تُوفّر الفحولة لأمراء الخليج، بسماحها لهم صيد طائر الحبار في الصحراء الجزائرية، هي ذاتها الحكومة التي تستمتع بعجز الجزائريين عن أداء وظيفتهم في الفراش، لعل وعسى يخفف ذلك من النسل، ويقلل من حجم المصاريف، وبالتالي يستمر توزيع الريع البترولي على فئة قليلة “غلبت فئة كبيرة بالفساد والبيروقراطية والسماطة”!

الحكومة التي ترفض أيضا وصف البعض للأوضاع الاقتصادية في البلاد بأنها “بحبوحة”، لاشك أنها سترفض تماما أيّ بحبوحة، حتى ولو تعلق الأمر بإنجاب الأطفال، لذلك، فمن غير المستبعد أن ترفع هذه الحكومة الموقرة، ذات الشعار الذي واجه به الجنرال بن علي شعبه الثائر في تونس ذات يوم، حين قال.. “يزّينا من الكرتوش الحيّ”!

على الأقل، هم في تونس، استرجعوا رجولتهم بعد الثورة، بعدما كانت تلاحقهم مختلف الدراسات والإحصائيات القائلة أنهم شعب أنثوي، فما بالك اليوم نراهم يخرجون للشارع بلحاهم الطويلة، مستعيدين رجولتهم التي اغتصبها الدكتاتور، رفقة زوجته الشمطاء!

لابد على الجزائريين أن يقلقوا كثيرا من ارتفاع نسبة المصابين بالعجز الجنسي، أكثر حتى من قلقهم بسبب عجز الميزانية التي يحرسها الوزير كريم جودي، ويُكرم بها مرة على مرة أصدقاءه في صندوق النقد الدولي، وأيّ كرم هذا يا كريم جودي، 5 ملايين أورو، وما خفي كان أعظم!

قبل أيام، نشرت جهات طبية أرقاما أخرى تتعلق بارتفاع أعداد المصابين بالضغط الدموي، وقيل أن نسبتهم في تزايد، وخصوصا في أوساط المراهقين والشباب تحت سن الثلاثي، بمعنى آخر، أن الحكومة نجحت في تمريض الأجيال الجديدة، وكل ذلك طبعا تحت شعار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، أو خمسون عاما من الأمراض والأوبئة ومشتقاتهما!

كيف لا تريد السلطة لهؤلاء المواطنين المساكين أن لا يمرضوا، وهم يشاهدون أويحيى، وبلخادم، ولويزة حنون، وموسى تواتي، وعمارة بن يونس يوميا..لله درّك يا شعب، ما أصبرك!

هذا من دون الحديث طبعا عن انتشار السرطان وأمراض الفقر، والتلوث السياسي والبيئي، ويُسأل في ذلك، فوزي رباعين وشلبية محجوبي، وأيضا فريدة بلقسام وضيوفها في برنامج حوار الساعة!

مسكين هذا الشعب الجزائري “العظيم”، بات مطعونا اليوم في فحولته، رغم أننا -والشهادة لله-، لا نفوّت يوما لا نقرأ فيه خبرا عن ارتفاع مخيف في أحداث الاغتصاب الجماعي واختطاف القاصرات، وأحيانا حتى في قيام فتيات باختطاف شباب!

ربما قد يكون هذا من بين المتناقضات التي لا يمكن للشعب أن يعيش من دونها، ففي النهاية نحن شعب المتناقضات، أو عفوا..شعب المعجزات، واسألوا في ذلك شاعرنا الكبير مفدي زكريا، لكن لا تحاسبوه ولا تسألوه كيف تحوّلنا مع مرور السنين إلى شعب العاجزين!

مقالات ذات صلة