شباب يخاطب سعدي:سنطاردكم شارع شارع زنقا زنقا

للمرة الخامسة على التوالي يفشل حزب الأرسيدي في تعبئة الشارع، حيث تحولت “ساحة الوئام” صبيحة أمس إلى ما يشبه إحدى حلقات من الكرّ والفرّ بين سعيد سعدي وأتباعه من جهة، ومصالح الشرطة بوحداتها من جهة أخرى تحت زخات المطر، انتهت في ظرف قياسي لم يتجاوز 5 دقائق.

• وكالعادة اكتست ساحة أول ماي منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، حلة زرقاء بانتشار رجال الشرطة في كل الطرق والمنافذ المؤدية إلى ساحة أول ماي.. كل شيء كان عاديا ولم تكن هناك مؤشرات فعلية لوجود أية مسيرة، حيث بدت حركة المرور طبيعية رغم قلّتها، وقد فتحت المحلات المحاذية للساحة المركزية للوئام على امتداد شارع “حسيبة بن بوعلي” والطريق المؤدي إلى شارع “بلوزداد”، أبوابها بشكل عادي بما في ذلك المقاهي والمخابز ومحلات بيع الملابس.
• الجميع ظل يترقب وصول المتظاهرين، ومع اقتراب الساعة العاشرة و45 دقيقة، ظهر أول فوج من المشاركين في المسيرة يتقدمهم سعيد سعدي وعلي يحيى عبد النور، وبعض نواب حزب الأرسيدي. المجموعة لم تتعد 50 شخصا، حاولوا السير نحو ساحة الشهداء، غير أن عددا من رجال الشرطة المدججين بالدروع منعوا المشاركين ونجحوا في تقسيمهم إلى أفواج صغيرة ومحاصرتهم في مكان واحد، وساعد في ذلك سوء الأحوال الجوية من تساقط للأمطار التي لعبت دورا حسب أحد المتظاهرين في تقليص عددهم بشكل ملفت للانتباه، ليحدث حينها تدافع ضخم من طرف سعيد سعدي وأتباعه، قام خلاله رجال الشرطة بدفعهم نحو مدخل مستشفى مصطفى باشا، فيما قامت المجموعات الأخرى كعادتها برفع شعارات تنصب كلها في قالب “إسقاط النظام والمطالبة برحيله”، على غرار، “جزائر حرة ديمقراطية.. الشعب يريد إسقاط النظام”.
• إلا أن الجديد في مسيرة امس، هو ترديد شعارات من طرف بعض مواطني ساحة أول ماي المناهضين لمسيرة الجناح الحزبي لتنسيقية التغيير والديمقراطية الذين لا يتعدى عددهم 10 أشخاص، تحمل عبارات قالها الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث كانوا يخاطبون أتباع سعيد سعدي ويقولون “سوف نطاردكم شارع شارع.. زنقا … زنقا من العاصمة”، حاملين صوّر بوتفليقة، حيث سجلت بعض المشادات بينهم وبين بعض مناضلي الأرسيدي، إذ دخل أحدهم في عراك بالأيادي استدعى تدخل قوات الأمن.
• وفي حدود الساعة الحادية عشرة غادر زعيم الأرسيدي رفقة النائب نورالدين آيت حمودة على متن سيارته الخاصة المركونة بحظيرة مستشفى مصطفى باشا الجامعي تاركا بعض المتظاهرين بينهم علي يحيى عبد النور تحت زخات المطر في مواجهة قوات الأمن، وقبل أن يغادر هذا الأخير ساحة الوئام، صرح لوسائل الإعلام قائلا: “سنعود… سنعود ويوم السبت سيصبح موعدا إلى أن يرحل النظام وتطمئن القلوب”.
• وقد سمحت قوات الأمن لحوالي 15 متظاهرا بالسير انطلاقا من شارع محمد بلوزداد باتجاه المركزية النقابية مرورا بمحطة المسافرين وثانوية الإدريسي ومنها الى نفق ساحة أول ماي ليتفرقوا بعدها بهدوء وسط حراسة أمنية مشددة

• وقد رفع المتظاهرون، كالعادة، ورغم قلتهم، مطالب تنادي بتغيير النظام السياسي في الجزائر، في حين ظلت مشاركة سعدي محدودة، أمام تحرك أعوان الأمن الحثيث لمنعه عند مدخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي، ليضطر قي آخر المطاف إلى ركوب سيارته، حيث تم تفريق المتظاهرين بعد مرور قرابة الساعة والنصف بهدوء ودون تسجيل حوادث تذكر، شأنها شأن المسيرات السابقة، التي حاولت فيها التنسيفية الاستثمار في يغض مشاكل المواطنين، مثلما حدث الأسبوع الماضي حين قرر جناح التنسيقية التجمع في ساحة المدنية، التي غرقت في وقت سابق في احتجاجات عنيفة بحي ديار الشمس بسبب إقصاء البعض من عملية الترحيل.