الارسيدي يسقط مرة أخرى في العاصمة
شباب ديار الشمس يطردون سعدي ويرشقونه بالبيض
''ارحل.. لا نريد رؤيتك… مللنا من سيناريو ''سعدي صامدي'' الفارغ من محتواه…''، كلمات ردّدها شباب ''صالومبي'' الذين رشقوا سعدي زعيم الأرسيدي وحاشيته بالبيض فيما حاول البعض ممن طاردوه ضربه، كما رمى عليه الشباب المفرقعات مما دفعه وأصحابه إلى الهروب على متن سيارة من نوع ''آتوس'' لأحد المارة.
- الساعة كانت تشير إلى التاسعة والنصف، حين اجتمع 10 أشخاص يعتقد أنهم من أتباع سعيد سعدي، في غياب تام لقوات مكافحة الشغب، مرددين شعارات على غرار ”الشعب يريد إسقاط النظام، جزائر حرة ديمقراطية”، فيما حوصروا من طرف شباب حي المدنية وديار الشمس، الذين لم يتركوا فرصة لمصالح الأمن، لتقوم بمهمتها، حيث كانوا يردّدون شعارات مؤيدة للنظام. وفي حدود الساعة العاشرة، تجمع عدد من الفضوليين في مفترق الطرق ”ثلاث ساعات”، حيث كانوا ينتظرون وصول قافلة مناضلي الأرسيدي إلى حيهم، شوهد سعيد سعدي، رفقة بعض مناضليه وهو مجرد من حرسه الشخصي، الذين تخلى عنهم بعد حماية وفروها له لأزيد من ٢١ سنة، يسيرون بشارع ”محمد بشير” المحاذي لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، ليصرخ بعض الشباب، بأعلى صوتهم، مشيرين إليه بالبنان: ها هو ..ها هو.. سعدي ”الكولون”، مندفعين نحوه لينهالوا عليه رشقا بالبيض والألعاب النارية، خاصة المفرقعات، تزامنا مع دوي صيحات ”بوتفليقة ليس مبارك”، وهو الأمر الذي جعل أنصاره يوقفون سيارة من نوع ”آتوس” ليفر هاربا بجلده دون تحقيق رغبته في السير، ويتفرق مناضلو الحزب خوفا من أن يلقوا نفس مصير زعيمهم، ليعود الهدوء إلى المنطقة، عند الساعة الحادية عشرة صباحا، وبهذا يكون سكان حي ”صالومبي” قد تمكنوا من إحباط رابع مسيرة يخرج فيها سعيد سعدي الذي أكد الشارع الجزائري رفضه له ولطروحاته السياسية بعد أن أخفق في تجنيد المواطنين لمؤازرته في مسيرات ولدت ميتة وأكدت استحالة استنساخ ما جرى بتونس ومصر على خلفية اختلاف الظروف والمعطيات الموجودة داخل المجتمع الجزائري.
علي يحيى عبد النور يقود مسيرة 03 شخصا - وفي مشهد آخر للمسيرة الثانية المبرمجة من أتباع الجناح الحزبي لتنسيقية التغيير، التي كان يقودها الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونائبان عن التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، الذين نزلوا رفقة بعض المتظاهرين الذين لا يفوق عددهم ٠٣ شخصا إلى ”رويسو” وبالضبط أمام مجلس قضاء الجزائر، حاصر عناصر الأمن شلة المتظاهرين ومنعتهم من السير بإتجاه ساحة أول ماي، حيث اكتفوا بترديد شعارات وخطابات معادية للسلطة، فيما صرح علي يحيى عبد النور للصحافة، أن المسيرة لا تتوقف حتى يسقط النظام، قائلا ”سنواصل التظاهر مهما كانت الإجراءات التي يتخذها النظام لمنعنا”. وفي سناريو متكرر، حضر مؤيدو الرئيس بوتفليقة، حاملين شعارات مؤيدة للنظام وتنادي بحياة الرئيس حاملين صورته، لكن الجديد هذه المرة هو قدوم سيارات حاملة لصور الرئيس تجوب المنطقة وهي تطلق أبواقها.
اختلفت استراتيجيات السير والفشل واحد
50 شخصا في مسيرة الأرسيدي بعين البنيان
لخضر رزاوي -
تراجعت قدرة تجنيد تنسيقية التغيير والديمقراطية “جناح الأحزاب السياسية”، حتى داخل صفوف مناضلي أحزابها للمشاركة في المسيرات، للأسبوع الرابع على التوالي، رغم اعتمادها لإستراتيجية جديدة في التنظيم، بنقلها المظاهرات إلى معاقل التيار الديمقراطي، حيث اختارت مدينة عين البنيان، نقطة انطلاق إحدى مسيرات التنسيقية من بين المسيرات الثلاث.
لم تتمكن الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء تنسيقية التغيير، وهي التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وحزب الحريات والديمقراطية، من تجنيد سوى بضع عشرات من مناضليها للمشاركة في “مشروع تجمع” صبيحة أمس بالطريق الوطني رقم 11 المحاذي لمسجد مدينة عين البنيان، وتقدم هؤلاء كل من النائب عن الأرسيدي نور الدين آيت حمودة، والناطق باسم حركة العروش سابقا بلعيد عبريكا، وفرحي حميد من الأمدياس، إلى جانب أعضاء من حركة عروش ولاية بجاية.
وفي حدود الساعة الحادية عشرة تجمع حوالي 50 شخصا بموقف سيارات الأجرة المحاذي لمسجد البشير الإبراهيمي بوسط مدينة عين البنيان، وانتظروا موعد المسيرة في اتجاه ساحة الشهداء بالعاصمة على مسافة 10 كلم، حيث أعطى نائب الأرسيدي نور الدين آيت حمودة إشارة انطلاقها، وما هي إلا لحظات حتى غادر نائب رئيس البرلمان عين البنيان في اتجاه باب الوادي، ليحاول عبريكا وبعض المحبين له السير، إلا أن مصالح الأمن المتواجدة بكثافة تمكنت من محاصرة “المتظاهرين” وفرقتهم في وقت قياسي، وفي الرصيف المقابل من الطريق حاول بعض المؤيدين للرئيس بوتفليقة، الرد على ”المتظاهرين”، إلا أن مصالح الأمن منعت مواجهتهم، ليكتفوا بشعارات تنادي بحياة ”بوتفليقة”، وأخرى مناوئة للمسيرات والتغيير.
واتهم الفضوليون الذين كانوا يتسوقون بالسوق البلدي 8 ماي 45 المحاذي للمسجد، ”قياديو التغيير” بالعمل لصالح النظام، لأن مجرد وجودهم في الشارع منفر.