اقتصاد
بفضل الغاز المسال وممر الهيدروجين الجنوبي

سوناطراك في قلب أوروبا ونفوذ الجزائر الطاقوي يتعاظم

حسان حويشة
  • 7697
  • 0
أرشيف

شكل تسليم الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى كرواتيا، مع تحويل كميات منه إلى دولة المجر، حلقة جديدة في مسار تغلغل الشركة الوطنية نحو قلب القارة الأوروبية، بفضل الغاز من جهة، ولكن أيضا من خلال المشروع الضخم لممر الهيدروجين الجنوبي المعروف باسم “SoutH2 Corridor”.

وكما هو معلوم، فإن الشركة الوطنية تزود دولا في أوروبا الجنوبية خصوصا بالغاز الطبيعي عبر إمدادات خطوط الأنابيب نحو ايطاليا واسبانيا ويصل أيضا إلى بلدان مجاورة لهما بفضل الشبكة الداخلية الأوروبية، ولكن أيضا الغاز الطبيعي المسال على غرار اليونان وتركيا.
وقبل يومين أعلنت سوناطراك أنها سلمت أول شحنة من الغاز المسال إلى كرواتيا، والتي تأتي “في إطار استراتيجيتها لتنويع صادراتها من الغاز”، قامت وذلك على مستوى المحطة العائمة لإعادة تحويل الغاز إلى حالته الطبيعية في كرك (KRK) بتاريخ 22 ماي 2024.
واللافت في بيان الشركة الوطنية أن جزءا من الغاز المسال المسلم إلى كرواتيا، سيتم نقل جزء منه على حالته الغازية إلى المجر عبر الشبكة الغازية الكرواتية، مما يسمح لسوناطراك، ولأول مرة، من تزويد هذين البلدين بالغاز الطبيعي.
ويتضح من البيان أن سوناطراك انتهجت سياسة توسيع قائمة الزبائن في القارة الأوروبية، من خلال الوصول إلى بلدان أوروبية لم يسبق وأن كانت من زبائن الجزائر في الغاز الطبيعي المسال، وخصوصا أنها بعيدة نسبيا عن الوجهة النهائية للغاز الطبيعي المسوق عبر خطوط الأنابيب، على غرار منطقة البلقان وأوروبا الشرقية.
وتزامن إعلان سوناطراك مع مستجد آخر وهو رفع الكميات المصدرة إلى دولة سلوفينيا، المجاورة لإيطاليا ولكنها محسوبة على بلدان شرق أوروبا الشرقية، وذلك بمناسبة زيارة رئيس وزرائها روبرت غولوب إلى الجزائر.

ولم يكشف بيان سوناطراك عن الكميات الإضافية لدولة سلوفينيا، ولكن وسائل إعلام دولية تحدثت عن رفعها بواقع 66 بالمائة، صعودا من 300 مليون متر مكعب سنويا، ما يعني أنها ستصل 500 مليون متر مكعب (نصف مليار متر مكعب).
وبعيدا عن الغاز الطبيعي، فإن الشركة الوطنية للمحروقات ستزيد من تغلغلها في قلب القارة الأوروبية، خصوصا من خلال ممر الهيدروجين الجنوبي، الذي سيصل بهذا المصدر الطاقوي النظيف من قلب صحراء الجزائر إلى ألمانيا مرورا بالنمسا وايطاليا.
للإشارة، فإن هذا المشروع المسمى “SoutH 2 Corridor” حظي بموافقة ألمانيا والنمسا وايطاليا، منذ فترة، كما أيدت المفوضية الأوروبية تمويله باعتباره مشروعا ذا أهمية مشتركة لبلدان التكتل، ما يتيح تنفيذه بإجراءات سريعة، وأيضا تمكينه من أرصدة مالية لتمويله.
وعقب محادثات مع وزير الاقتصاد والمناخ، ونائب المستشار الألماني، روبرت هابيك خلال زيارته الجزائر شهر فيفري الماضي، أعلن وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب حينها عن مشروع تجريبي بين الجزائر وألمانيا، الهيدروجين الأخضر بمنطقة أرزيو بولاية وهران، موضحا أن خطة عمل قد وضعت لتطوير مشاريع الهيدروجين بين الجزائر والحكومة الألمانية، وذلك عن طريق فرق تقنية مشتركة بين سوناطراك وشركات ألمانية، كما تساهم الحكومة الألمانية في تمويله بواقع 20 مليون يورو.
وتتجه الأطراف المشاركة في المشروع على إقامة خط أنابيب جديد يربط الجزائر بإيطاليا عبر جزيرة سردينيا، لنقل الهيدروجين الأخضر والأمونيا، وجرى الكشف عنه من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال زيارة رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني إلى الجزائر في جانفي 2023.

مقالات ذات صلة