الرأي

سوبرمان‮ ‬الأفلان‮!

قادة بن عمار
  • 3650
  • 15

عندما يقول أحد المقربين من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إن هذا الأخير في صحة جيدة جسميا ومعنويا وسياسيا، وحتى قتاليا إذا اقتضت الظروف ذلك، فإنه يريد هنا تشبيه عبد العزيز بلخادم بمايك تايسون أو سوبرمان في الأفلان وليس مجرّد أمين عامٍّ طبيعي وعادي،‮ ‬يُعيّن‮ ‬ويُقال،‮ ‬يُخلع‮ ‬ويستقيل؟‮!‬

‬الواقع أن بلخادم نفسه يريد زرع انطباع خاطئ لدى الجميع بأنه ليس عبد الحميد مهري ولا بوعلام بن حمودة أو حتى محمد الشريف مساعدية، الرجل القوي في الحزب العتيد، فلحمه مرّ وعصيّ على الكسر حتى وإن تسابق على نهشه 8 وزراء دفعة واحدة!

هؤلاء الوزراء الذين يدركون أيضا أنه لا يوجد بينهم شخص واحد يستطيع أن يُعوّض عبد العزيز بلخادم، ليس لأنه قويّ الشخصية ولا عظيم المواقف، أو حتى لكونه خبيرا رفيع المستوى في “التخلاط”، لكن لأنهم ضعفاء جدا عن المواجهة بشرف، وهنا يتذكر الجميع كيف أن وزير النقل عمار‮ ‬تو‮ ‬أطلق‮ ‬قبل‮ ‬سنوات‮ ‬إشاعة‮ ‬غبية‮ ‬ثم‮ ‬صدّقها‮ ‬حول‮ ‬إدارته‮ ‬حكومة‮ ‬ظلٍّ‮ ‬في‮ ‬الأفلان،‮ ‬خلال‮ ‬المرحلة‮ ‬التي‮ ‬حكم‮ ‬فيها‮ ‬علي‮ ‬بن‮ ‬فليس‮ ‬الحزب،‮ ‬واعتقد‮ ‬أن‮ ‬ذلك‮ ‬سيكون‮ ‬كافيا‮ ‬لإيصاله‮ ‬إلى‮ ‬المرادية‮!‬

لو أنّ هنالك مهمة نبيلة واحدة تُحسب لهؤلاء التقويميين وأيضا لجماعة بلخادم والمحيطين به في كل هذا الصراع الدائر حاليا، فهي أنهم عجّلوا، مشكورين لا مأجورين، بتحويل الجبهة إلى المتحف، وهو المطلب المشروع الذي رفعه عدد كبير من أبنائها المخلصين، حيث لا يمكن لعاقل‮ ‬أن‮ ‬يتصور‮ ‬بأنّ‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬التي‮ ‬أعطيناها‮ ‬عهدا‮ ‬مثلما‮ ‬جاء‮ ‬في‮ ‬النشيد‮ ‬الوطني،‮ ‬هي‮ ‬نفسها‮ ‬جبهة‮ ‬بلخادم‮ ‬وعبادة‮ ‬وقارة‮ ‬والخالدي‮ ‬وعمار‮ ‬تو‮ ‬وقاسة‮ ‬عيسى‮!‬

لا يمكن أن نتصور أيضا بأن كل تاريخ الجبهة، على الرغم من أخطائه وكوارثه، وأيضا عيوبه، سيسقط عند أقدام رجل واحد، تحوّل من مجرد معلّم قرويّ بسيط، إلى سياسي بالصدفة، ثم تصوّر نفسه راهبا ومرابطا، لينتهي به الأمر إلى مستبدّ يعتقد نفسه عادلا!

كما لا يمكن أن نتصور في الوقت ذاته أن هؤلاء التقويميين يُديرون المعركة من مواقعهم خوفا على الجبهة أو تاريخها، وحفاظا على ما تبقى لها من سمعة، ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه، وسمعة هؤلاء التقويميين السياسية “زيّ الزفت” سواء كانوا في مواقع المسؤولية أم تركوها مرغمين‮ ‬لا‮ ‬مريدين‮!‬

المقربون من بلخادم صوّروا الأمر على أنه معركة داخل حلبة ملاكمة، وبأن الأمين العام الحالي هو مايك تايسون الجديد، أما البقية فلا يحبونه بسبب لحيته، رغم أن اللحية بكل ما ترمز له من وقار أو ميول شكلية لعائلة الإسلاميين، بريئة تماما من نية بلخادم، حيث يمكن التصديق‮ ‬أن‮ ‬الخلاف‮ ‬الحالي‮ ‬بين‮ ‬التقويميين‮ ‬وبلخادم‮ ‬بسبب‮ ‬اللحية‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬واحدة‮.. ‬إذا‮ ‬صدقنا‮ ‬مثلا‮ ‬أن‮ ‬لحية‮ ‬كارل‮ ‬ماركس‮ ‬تعبّر‮ ‬عن‮ ‬إسلاميته‮!‬

مقالات ذات صلة