الجزائر
احتلوا الأزقة الضيقة وأقبية العمارات

سماسرة يبيعون الأضاحي بعيدا عن أعين الرقابة!

نادية سليماني
  • 1462
  • 0
أرشيف

اقتصر بيع أضاحي العيد، خلال العامين الأخيرين على أسواق الماشية فقط، في ظل منع النقاط العشوائية، فحتى الأماكن التي كانت تحدّدها وزارة الفلاحة للموالين قبيل عيد الأضحى، لم تعد الكثير منها موجودة، هذا الوضع استغله سماسرة عرضوا كباشهم للبيع في أزقة مخفية وحتى بين العمارات، قريبة من الراغبين في شراء الأضحية.
غابت نقاط بيع الماشية من طرف الموالين بالمدن الكبرى، لاقتصار العملية على أسواق الماشية فقط، ونقاط العرض التابعة للشركة الجزائرية للحوم الحمراء “ألفيار”، ومع ذلك، وجد سماسرة الكباش بالمدن الكبرى حيلا لعرض ماشيتهم وبالقرب من مقرات سكن الراغبين في شراء الأضاحي.
والمتجول في حي باب الوادي الشعبي وسط العاصمة، يلاحظ وجود نقاط بيع عديدة للأضاحي، لكنها متواجدة في أزقة ضيقة بعيدا عن الشوارع الكبرى، خوفا من أعين الرقابة في ظل منع مثل هذه الممارسات خلال السنوات الأخيرة.
وبعض الباعة، وحسب ما أخبرنا به بعض القاطنين في هذه الأحياء، وضعوا الكباش في أقبية العمارات، ففي أحد أحياء درقانة ببلدية برج الكيفان بشرق الجزائر العاصمة، اهتدى سماسرة الماشية إلى حيلة إدخال أضاحي العيد إلى غاية المجمعات السكنية وبين العمارات، حيث شاهدنا قطعانا من الماشية وهي تتجول بين العمارات، والسكان يخرجون من شققهم مباشرة نحو صاحب الماشية للاستفسار حول الأسعار.
والكثير من العائلات اشترت أضحية العيد بهذه الطريقة، خاصة ممن لا يملكون سيارات ويتعذر عليهم التوجه نحو أسواق الماشية، لكن في مقابل ذلك، اضطر بعض القاطنين في هذا الحي، لقبول أسعار هؤلاء السماسرة.

الموالون يفضّلون الأماكن الآمنة خارج المدن الكبرى
وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لمربي الماشية، إبراهيم عمراني، أنه خلال سنوات سابقة، كانت وزارة الفلاحة تتواصل مع الفيدرالية أياما قبل عيد الأضحى وبالتنسيق مع رؤساء البلديات، لغرض اختيار مواقع بيع الأضاحي بالمدن الكبرى.
وقال لـ”الشروق”، إنهم كموالين كانوا يختارون نقاط البيع التي تعرضها عليهم وزارة الفلاحة بالمدن الكبرى، فيفضّلون الأنسب منها، والتي تكون محروسة من طرف مصالح الأمن، وتتواجد في بعضها نقاط تابعة لبنك الفلاحة والتنمية الريفية، حيث تسمح للموال بإيداع المبالغ المالية الكبيرة في البنك مباشرة بدل نقلها لمسافات طويلة.
وأوضح عمراني قائلا، إنه خلال السنتين الأخيرتين، لم يعد الموالون يعرضون ماشيتهم بالمدن الكبرى، ما يضطر القاطنين بهذه المناطق للتنقل إلى مكان تواجد أسواق الماشية لشراء الأضحية، أو يقتنونها من أقرب سمسار للماشية وبأسعار مرتفعة.
ومن جهة أخرى، أرجع إبراهيم عمراني أسباب ارتفاع أسعار أضاحي العيد خلال الأربع سنوات الماضية “إلى حالة الجفاف التي تعرفها الهضاب العليا خصوصا، ما جعل عددا من الموالين يبيعون ماشيتهم ويغادرون المهنة نحو نشاطات اقتصادية أخرى”.
وذكر أن الموالين “كانوا بحاجة إلى دعم من السلطات، وهو ما انتبه له وزير الفلاحة الحالي، ومع ذلك، فهذا الدعم حتى ولو جاء متأخرا، ولكننا نستبشر به خيرا”.
وبخصوص موضوع بيع الكباش الرومانية المستوردة كأضاحي، حسب الإشاعات التي انتشرت خلال اليومين الأخيرين وعلى نطاق واسع، أوضح محدثنا بالقول: “وزير الفلاحة أكد بأن الخرفان المستوردة هي لتدعيم سوق اللحوم الحمراء، ولن تباع حية للمواطنين، وغير ذلك لا علم لنا به”.

مقالات ذات صلة