-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حفظت القرآن الكريم في سن الـ 12

سلسبيل برقوق.. طفلة أخذ الله بصرها ومنحها نور البصيرة

سمية سعادة
  • 1106
  • 4
سلسبيل برقوق.. طفلة أخذ الله بصرها ومنحها نور البصيرة

لم تكن عائلة برقوق المقيمة بولاية الطارف تدرك أنها سترزق بطفلة كفيفة حتى بعد أن تعرّضت الأم لارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل.

وعندما ولدت سلسبيل بعينين منطفئتين لم تكن أسرتها تعلم أن الله سيعوض بصرها ببصيرة نافذة أغدق بها القرآن عليها من فيض آياته المحكمات.

لم تنتظر العائلة حتى تكبر ابنتها حتى تفتح قلبها على القرآن الكريم، بل سارعت إلى ذلك وهي في سنواتها الأولى حتى ينطبع في ذاكرتها وينصهر مع فؤادها.

وخلافا لما يفعله الكثير من الأولياء الذين يفتحون التلفاز على برامج وأغاني الأطفال لأولادهم، كانت الأم تضع ابنتها أمام الشاشة لتستمع إلى المقرئين الذين يتلون كتاب الله لساعات عديدة.

يسّرت هذه الطريقة لسلسبيل التي تبلغ من العمر الآن 15 سنة حفظ بعض السور، وهو الأمر الذي أبهجها وألقي في صدرها مقدارا كبيرا من الراحة والسكينة، وطمأنها على مستقبل هذه الطفلة التي تذوقت حلاوة القرآن في سن مبكرة.

تشجعت أم سلسبيل لإرسال خطوة أخرى في هذا الطريق النوراني، فقررت أن تخصص لها برنامجا للحفظ عن طريق الاستماع إلى طوال السور.

وكان لابد على العائلة أن تضع ابنتها الصغيرة في الطريق الصحيح، حيث جعلتها تلتحق بالمدرسة القرآنية الشيخ طلعي مسعود الواقعة ببلدية البسباس، حيث كانت تتلقى التوجيهات من طرف معلمتها التي أخذت بيدها لحفظ ربع ياسين ثم ربع مريم وذلك في وقت وجيز.

وأصبح بإمكان سلسبيل بعد هذه الفترة أن تشارك في المنافسات القرآنية ما جعلها محل تكريم من قبل السلطات الولائية التي أهدتها مصاحف براي لتتمكن من الحفظ بسهولة ويسر.

بعد أن حصلت سلسبيل على المصاحف الموجهة للمكفوفين، صار بإمكانها تكتب ما تمليه عليها والدتها ثم تقوم بحفظ ما كتبته على خلاف السنوات الأولى التي كانت تستمع للقرآن فقط دون أن تكتبه.

من هنا، كانت الانطلاقة الحقيقية لهذه الطفلة المثابرة التي استطاعت أن تحصد المراتب الأولى في مسابقات القرآن الكريم.

ففي سنة 2015 نالت الجائزة الأولى نظير حفظها لربع القرآن بولاية الطارف.

وفي سنة 2016 افتكت جائزة أصغر مرتل ومنشد، وأبت سلسبيل إلا أن تحافظ على هذا اللقب سنة 2017، بالإضافة إلى حصولها على جائزة حفظ 30 حزبا من القرآن.

وكان لابد لهذا الاجتهاد من أن يكلل بالنجاح، حيث استطاعت أن تحفظ كتاب الله وهي لم تتجاوز الـ 12.

شاركت سلسبيل التي تتمتع بموهبة الإنشاد الديني في برنامج “مزامير داوود” الذي يبث على قناة” الشروق” كضيفة شرف وقد حظيت بإعجاب المشايخ الذين أثنوا على موهبتها.

وتأمل هذه الطفلة التي حباها الله بنور البصيرة أن تواصل دراستها وتبلغ جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة حتى تغوص في رحاب الشريعة وآدابها وترتشف من عين سلسبيلها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • chas

    الله يبارك و يجازي امها التي وضعتها في الجادة الصحيحة.

  • SALAH

    نسال الله القدير بان يثبتها على السنة والقرءان وان يحقق لها امنيتها وان تصبح ذات يوم من الدعاة كزينب الغزالي رحمها الله وربي يجازي الام التي شجعت ابنتها ورافقتها في مشوارها

  • خليفة

    اللهم بارك فيها و في والدتها التي شجعتها على حفظ كتاب الله ،اللهم نورها بالقران و زدها علما و ايمانا،اللهم عوضها عن بصرها بالبصيرة ،التي تدرك بها كتابك و شرعك ،اللهم اكثر من حفظة القرآن الكريم ،و اجعلهم قدوة لغيرهم، و اجلنا و اياهم من الذاكرين الشاكرين ،و صلى الله على سيدنا محمد.

  • Hamid

    الله يبارك فيها و في اهلها الذين ربوها