-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سرقة الأموال والأطفال والأبطال

سرقة الأموال والأطفال والأبطال

من الناس من تضطرهم نوائب الدهر إلى سرقة أموال، ومن الناس من حرموا نعمة الأولاد فيسرقون بعض الأطفال، إشباعا وإرواء لغريزتي الأبوّة والأمومة، ومن الناس من يدفعهم فقرهم في الرجال إلى سرقة بعض الأبطال من غيرهم.
فرنسا – فيما علمنا – هي الوحيدة التي جمعت هذه السرقات الثلاث وغيرها، ومن مكان واحد هو الجزائر فضلا عما سرقته أشتاتا من البلدان التي ابتلاها الله – عز وجل – باحتلال فرنسا لأرضها، وماتزال في بعضها.
لقد سال لعاب فرنسا على الجزائر منذ عهد ملكهم شارل التاسع في القرن السادس عشر، ومايزال هذا اللعاب يسيل على صدور الفرنسيين إلى اليوم، وإلا لما جاءتنا رئيسة حكومتهم إليزابيت بورن منذ شهرين بنصف حكومتها طمعا فيما ألفته فرنسا من الجزائر، خاصة في عهد بوتفليقة وعصابته، التي أذلت البلاد وأفقرت البلاد..
يشهد الإنس والجن على القروض التي استقرضتها فرنسا من الجزائر ساعة عسرتها، ثم احتلت فرنسا للؤمها الجزائر فكانت – فرنسا – أسرع من الريح المرسلة إلى ما عرف بـ”كنز القصبة” الذي سرقة كبار ضباط فرنسا. وما كان هذا الكنز حمل بعير، ولكنه كان وقر “بوابير”، إلى درجة أن بعضه وصل في القرن التاسع عشر على بعض دول أمريكا الجنوبية.
وما أن بدأ الشعب الجزائري يكوي جنب فرنسا ويشوي وجهها بجهاده المجيد، حتى أوحى الشيطان إلى الفرنسيين في الجزائر أن أسسوا مراكز تنصير لأطفال الجزائر ونشئوهم على أعينكم ليكونوا لكم “أبناء” ولا يجاهدوكم عندما يكبرون، وهذا بالضبط ما قاله المجرم الجنرال بيجو للمجرم الراهب بيمو عندما جاءه بمجموعة من أطفال الجزائر سرقهم في حملاته الإرهابية: “حاول يا أبتي أن تجعلهم مسيحيين، فإذا فعلت فلن يعودوا إلى دينهم ليطلقوا علينا النار”. (محمد الطاهر وعلي: التعليم التبشيري في الجزائر، ص 46). وقد بنت فرنسا لهذا الغرض السافل مجموعة من المراكز التنصيرية أبرزها هذا المركز الذي صار “ثانوية المقراني” في منطقة ابن عكنون.. وقد توسع في هذه السياسة المجرم الأكبر شارل لافيجري، الذي نطلب من قومه أن يزيلوا تمثاله من منطقة زغارة في أعالي باب الواد، فإما أن ينقلوه إلى بلادهم، أو “يجحرونه” في كنيستهم المسماة “سيدتهم الافريقية”.
وأما سرقة الأبطال فأشنع وأبشع، ذلك أن الدولة الفرنسية أصدرت في سنة 1930 مجموعة من الدفاتر سمتها “cahiers du centenaire de l’algérie”، وذلك بمناسبة مرور مائة سنة على عدوانها الاجرامي على الجزائر، والجزء الرابع من هذه الدفاتر عنوانه بلسانهم هو: “Les grands soldats de l’Algérie” – أي كبار “جنود الجزائر”، وما هؤلاء الجنود إلا أكابر مجرمي فرنسا الذين يعجب بعضنا لباسهم.. ومؤلف هذا الكتاب هو المجرم الجنرال بول آزان، عضو الأكاديمية الفرنسية، ورئيس قسم التاريخ في الجيش الفرنسي.
الأعجب، والأغرب، الذي يضحك الرضع في المهود والموتى في اللحود والمجانين هو أن يحشر رجل ليس كأحد من الرجال وبطل ليس كأحد من الأبطال بين هؤلاء المجرمين، إنه المجاهد عبد القادر الجزائري الذي جاهد من غير إعداد جيوش في فرنسا وجنرالاتها سبعة عشر عاما، ولئن قدر له أن يسجن فقد سجن رمز فرنسا الجنرال الامبراطور نابوليون بونابرت، ومات وهو أسير لدى الانجليز في جزيرة سانت هيلان. إننا نعرف رأي الأمير المجاهد في الفرنسيين مما رواه العالم الرحالة الألماني هاينرش فوف مالتسن في كتابه “ثلاث سنوات في شمالي غربي افريقيا ج1. ص 261 وهو: “السلطان أبوليون راجل، الفرنسيس تخرين الكل الكلاب”، ويقصد بأبوليون نابوليون الثالث لأنه أطلقه من السجن، ولكنه بقي محتلا للجزائر، مستعبدا لشعبها، فهو من قومه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!