-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قال إنه يكن حبا استثنائيا للنظام المغربي

ساركوزي يعيد بيع مواقفه الزائفة بالمال في الرباط !

محمد مسلم
  • 3179
  • 0
ساركوزي يعيد بيع مواقفه الزائفة بالمال في الرباط !
أرشيف
الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي

الطيور على أشكالها تقع.. مثقل بفضائح الفساد وتطارده أحكام بالسجن، نزل الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، ضيفا على المملكة المغربية، محملا بموقف تحت الطلب، وهو الترويج لأطروحة الحكم الذاتي في الأراضي الصحراوية المحتلة، التي تفتقد إلى الاهتمام الدولي.
الزيارة كانت بهدف الترويج لكتابه القديم الجديد “وقت المعارك”، لكنها كانت بأهداف أخرى، تمثلت في الوقوف مع الجلاد ضد الضحية، مع النظام المغربي في انتهاكه لحقوق الشعب الصحراوي وسرقة ثرواته. ساركوزي الذي كان يتصرف وكأنه في بيته، لم يضف جديدا، بل كرر قديما.
الرئيس الفرنسي الأسبق الذي لا يزال مطاردا من قبل العدالة في بلاده على ذمة العديد من قضايا الفساد، قال إنه “مقتنع بأن الصحراء الغربية جزء من المملكة المغربية. كنت دائما أدافع عن هذا الموقف، وسيبقى موقفي ثابتا من هذه القضية.. لا يوجد حل آخر غير الحل الذي قدمته المغرب”، في تصريح خارج السياق ولا علاقة له بالترويج لكتابه الأخير.
هذا الموقف من ساركوزي كان معروفا منذ سنوات عديدة، وبالضبط منذ عامه الأول في قصر الإيليزي، فهو الذي أوحى للنظام المغربي بتقديم مخطط الحكم الذاتي ووعده بتقديم الدعم له على مستوى مجلس الأمن الدولي، وبالفعل كان ساركوزي نشطا في الدفاع عن هذا المشروع المتعثر طيلة تواجده على رأس الدولة الفرنسية، إلى أن خرج منها مهزوما في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سنة 2012.
يقول ساركوزي في مداخلته من “برج حسن” ذو الخمسة نجوم، بالرباط، حيث نزل على حساب النظام المغربي: “هناك حب استثنائي بين فرنسا والمغرب”، لكن هذا الحب ليس سوى بينه (ساركوزي) والنظام المغربي، وليس بين فرنسا والنظام المغربي، لأن باريس لم تنسق وراء دعوات اليمين الفرنسي بدعم مخطط الحكم الذاتي، ولذلك استغل ساركوزي الظرف ليوجه انتقادات لرئيس بلاده، إيمانويل ماكرون، بسبب عدم انخراطه إلى جانب رؤساء بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية أخرى، كما يزعم.
الرئيس الفرنسي الأسبق لم يوضح طبيعة “الحب الاستثنائي” القائم بين الرباط وباريس، وما إذا كان من طبيعة ذلك التصريح الذي صدر على لسان السفير الفرنسي الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية، فرانسوا دولاتر، والذي جاء فيه: “إن المغرب يشبه العشيقة التي نجامعها كل ليلة رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها”.
وكما يقول المثل العربي السائد: “الشيء من مأتاه لا يستغرب”. فليس مستغربا أن ينزل رئيس فاسد ضيفا على نظام يطارده الفساد وتلاحقه الفضائح في كل مكان، مثل شراء ذمم النواب الأوروبيين بالمال، فيما يعرف بفضيحة “موروكو غايت”، وفضيحة التجسس “بيغاسوس”، وما خفي أعظم، وفضائح أخرى لا يتسع المجال لذكرها.
أما السياسي اليميني المحال على التقاعد عكس إرادته، فهو يعتبر أسوأ الرؤساء الفرنسيين قديما وحديثا، فقد ثبت تورطه في قضايا فساد، ولذلك حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بينها سنة نافذة، في “قضية التنصت”، التي حاول من خلالها التأثير على القضاة لتجنب الإدانة.
كما أن هناك العديد من قضايا الفساد الأخرى التي لا تزال قيد التحقيق وأوقف بموجبها ساركوزي في سنة 2018 لأكثر من ثلاثين ساعة لدى الشرطة، فيما عرف بقضية ساركوزي ـ القذافي، والمتمثلة في تمويل حملته الانتخابية بأموال الشعب الليبي، وهناك قضايا أخرى عديدة تطارده تنتظر التحقيق، على غرار قضية “بيغمايون”، التي تلاعب من خلالها ساركوزي بأموال حملته الانتخابية في الانتخابات التي خسرها في سنة 2012.
ولذلك فالحب الذي يوجد بين ساركوزي والنظام المغربي هو حب قائم على قاسم مشترك واحد، حب الفاسدين لبعضهما البعض، وليس تقاربا فرضته القيم الإنسانية ونظافة اليد. وكما يقول المثل، “وافق شن طبقة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!