منوعات
بوعلام "ديسكو مغرب" لـ الشروق:

سأعود في سبتمبر وهذه قصتي مع نجوم الراي

زهية منصر
  • 1175
  • 0
أرشيف

كشف بوعلام بن حوى المعروف ببوعلام “ديسكو مغرب” صاحب دار الموسيقية المعروفة بوهران والتي أعادها كليب “ديجي سنايك” إلى الواجهة أنه سيعاود إطلاق نشاط الدار في سبتمبر المقبل ولكن عبر التطبيقات الرقمية وهذا تماشيا مع متطلبات العصر الذي يفرض التوجه للتطبيقات الرقمية بعد أنهت القرصنة العصر الذهبي للكاسيت.

لا يتذكر بوعلام بن حوى عدد الألبومات التي أطلقها ولا عدد الأصوات التي انطلقت عبر “ديسكو مغرب” لكنه يتذكر أنه قرر ذات يوم من عام 1980 الانتقال من بائع كاسيت إلى صاحب دار نشر موسيقية يقول عن هذه التجربة “عندما قررت أن انتقل من بائع كاسيت إلى صاحب دار نشر موسيقية لم أضع في الحسبان النجاح والفشل لكني حاولت أن أستثمر في تجربتي وفي معارفي وخبرتي في هذا المجال”، ويقول المتحدث إن إطلاق ألبوم راي في الثمانينيات كان ضربا من المغامرة لأنها كانت أصوات غير مقبولة خاصة في الوسط الرسمي حيث كان يمنع الحديث والترويج لأغنية الراي في الثمانيات سواء عبر الصحافة أو الإذاعة والتلفزيون حيث كان هو من يتكفل شخصيا بتوزيع سلعته ولا يقبض حقوقه إلا لاحقا بعد بيع السلعة كما يتكفل أيضا بإلصاق بوستيرات الفنانين والإعلان عن جديدهم بطريقة غير رسمية في المقاهي والمطاعم الشعبية.
ورغم هذا، فإن النجاح الشعبي كان يلاحق هذه الأسماء التي عارضها الكبار في البداية أمثال بلاوي الهواري رابح درياسة وغيرهم وحتى موظف البلدية الذي منح بوعلام بن حوى الترخيص لفتح الدار طالته العقوبة وفصل من عمله.

ربما من الصدفة أن يجاور مقر حزب جبهة التحرير مقر “ديسكو مغرب” بنفس الحي حي مقهي كافي رش الشهير الذي كان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد يشرب فيه قهوته عندما ينزل الى وهران فرغم أن بوعلام بن حوى حاول التقليل من دور الرئيس الراحل في فرض صورة الراي في الإعلام رغما عن الحرس القديم في جبهة التحرير لكن سيحفظ التاريخ أن السلطة وقتها حاولت استعمال الراي كشعار لمرحلة جديدة بعد أن كانت هذه الموجة الفنية التي قاومتها في البداية قد تعدتها وفرضت نفسها.

يقول عمي بوعلام الذي استقبلنا بمنزله فاتحا دفاتره القديمة أن أغنية الراي فرضت نفسها عبر البوابة الخارجية عندما دخل من القنوات الفرنسية التي كانت ملاذ الجزائريين في عصر اتسم عندنا في تلك المرحلة بالأحادية في الصوت والصورة.

في هذه الفترة، اعتمد بوعلام بن حوى على حسه في استقطاب الأصوات يقول “لدي أذن موسيقية في استقطاب الأصوات وحسن مسبق في اختيار المواضيع يجب أن يكون الموضوع يستحق ويجب أن يكون الصوت أيضا مميزا قويا وحنين” من هذه المعادلة صنع بوعلام بن حوى حسني ومامي وفضيلة وصحراوي والزهوانية وغيرهم.

فقد تخصص تقريبا في الأغنية العاطفية لأن منبع كل إحساس هو عاطفة صادقة خاصة وأن المواضيع المطروقة في الأغنية إبان تلك الفترة مثل الغربة الفيزا الفراق وغيرها تحتاج إلى هذا النوع.

وحتى حسني الذي انطلق مع الزهوانية في أغنية الراي فضل لاحقا الاستثمار في الأغنية العاطفية منذ نجاح أغنيته نعام العباسي “ماظنيتش نتفارقو” التي أعادها فكانت انطلاقة الفن الذهبي الذي صنع مشواره مع الديسكو الشهير. وكمثال على طريقته في اختيار المواضيع يذكر بوعلام بن حوى أنه إبان حرب الخليج اتصال بالمازوني وقال له جد لنا كلمات حول هذا الموضوع بعد ثلاثة أيام أعاد المازوني الاتصال به وقدم له أغنية “ازدم ازدم يا زدام” التي صنعت نجاحا فاق التوقعات داخليا وخارجيا لأن البعض ترجم كلمة “أولاد الحرام” بمعناه الحرفي وتم تداولها على نطاق واسع في فرنسا وأمريكا على أساس أن مغني جزائري يسب الرئيس الأمريكي فزاد الطلب عليها.

يقول عمي بوعلام إنه سيحافظ في انطلاقته المرتقبة سبتمبر المقبل على نفس المبدأ في اختيار الأسماء والمواضيع فقد يتغير العصر وتتغير الوسائط لكن أسرار النجاح بالنسبة إليه لن تتغير من يدري قد تعاود موضة الكاسيت الظهور والسيطرة على الساحة هكذا قال لنا عمي بوعلام، فبالنسبة إليه الإيمان بالهدف جزء من الخطة وهذا منذ أن حملت الصدفة الشاب خالد إلى إطلاق تسمية “ديسكو مغرب” على الدار حيث يذكر بوعلام بن حوى هذه الحادثة أنه في أحد الأيام دخل الأستوديو وكان الشاب خالد عاكفا على تسجيل أغنية فأراد أن “يكبر به” وعوض أن يقول في خاطر بوعلام مغرب اديسيون وكان هذا اسم محله لبيع الكاسيت فقال “بوعلام ديسكو مغرب” فأعجب هو بالتسمية وأطلقها على الدار.

أما بالنسبة لقصة لقائه مع “ديجي سنايك” الذي أعاد مجد “ديسكو مغرب” إلى الواجهة فيقول إن اللقاء تم في باريس عن طريق صديق قديم هو في الأصل كاتب كلمات يدعى أحمد حمادي سبق وكتب لنصرو وخالد وحسني أخبرني أن ثمة شاب من أصول جزائرية يرغب في تصوير أغنيته في الدار، فرحبت به وفتحت له الأبواب لقد لمست أخلاقا خاصة لدى هذا الشاب من أصول جزائرية، لقد ربته أمه الجزائرية على حب الجزائر وتعود على زيارة قبر جدته بوهران كما تعود على الاستماع لأغاني الراي عن طريق خاله وكان “ديسكو مغرب” يتردد على مسامعه، وهكذا قرّر تكريم هذه الدار بإطلاق أغنيته التي حققت نحاجا كبيرا وساهمت في نفض الغبار عن الدار التي رافقت مرحلة وأسماء وأعادها إلى الواجهة بعد أزيد من أربعين عاما.

مقالات ذات صلة