جواهر

زوجي وسيم لبق لكنه مدمن على المواقع الإباحية!

جواهر الشروق
  • 19487
  • 23
ح.م

أريد أن أستشيركم في أمر يجعلني مكتئبة طوال الوقت وأكاد أجن من التفكير، أنا متزوجة من زوج وسيم ولبق هذه الصفات الإيجابية ولكنة أناني يفضل نفسة كثيراً في النفقات عني وأبنائي هذه المشكلة لا تضايقني ولكنه غير ملتزم لا يحافظ على الصلاة ويعكف على المواقع الاباحية.

أنا متزوجة منذ 6 سنوات وكان زوجي مسافر لا أراه إلا في شهر الإجازة، ولكن منذ سنتين ونصف سافرت معه، مشكلتي تحديداً بدأت من سنتين، حيث أصبح لا يهتم بي ويشعرني دائماً أني غير مهمة في حياتة وأنه يريد أن يرجعني بلدي بحجة أن يتربى ابني مع العائلة ويتعلم تعليما جيدا، مرّ الوقت وجاءت ابنتي الثانية إلى الحياة وكانت والدة زوجي تعيش معنا هذه الفترة والتي كانت أسوأ أيام حياتي، وخلالها ماتت ابنتي وعمرها أربع أشهر، ورزقني الله بنتا أخرى.

مشكلتي الآن بدأت تتفاقم أنا طوال الوقت في حالة نفسية سيئة جداً، وهو يتعامل ببرود معي، أبداً لم يفكر مرة أن يعتذر مني فكل تصرفاتة تستفزني وتجاهل تام مع أني أحرص على رضاه كل الحرص وأفضله على نفسي في كثير من الأمور وأحرص أن يكون عني راضياً دائماً، مع إنه يدمرني ولكن المعاملة من جانبي لم تتغير ولكني لا أستطيع أن أخفي همي معظم الوقت ماذا أفعل.

فأنا أستقبله بوجه بشوش، وأجهز طعامه، وأنظف أطفاله، وأهتم بمظهري أيضاً اهتماماً كبيراً، أنني أسعى لراحته لا أدري لماذا؟! فأصبحت أقرب للجنون لماذا زوجي يفعل بي ذلك لا أستطيع أن أشكي لأبي فهو إنسان غير حكيم، وأمي تعاملني معاملة سيئة وعشت معها أسوأ طفولة، أصبحت دوماً أتنازل ولا أعرف إلى متى، وبعض الأحيان  أذهب إليه وأستسمحه حتى وهو المخطيء في حقي وأنا مفطورة القلب، لكنه يقابلني بالبرود؛ فأنا أحس بحرقة الظلم وأخاف أن يأتي يوم يصيبني فيه الإكتئاب، فأنا عرضة الآن للأمراض النفسية، أفكر دوما في تركه والطلاق منه، ولكن لا أدري أحس بخوف من هذا القرار، وأخاف على أبنائي أن يكبروا بين أب وأم منفصلين.

كونوا عوناً لي في هذه الأزمة، أشعر بالارتياح لأنني عرضت مشكلتي عليكم وأنتظر ردكم على أحر من الجمر، جزاكم الله كل خير، وسدد خطاكم.

لينة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

أخيتي الفاضلة أهلا وسهلا بك على صفحات موقعنا والله أسأل أن ييسر لك كل أمورك للخير وأن يديم السكن والمودة والحب والرحمة بينك وبين زوجك، وأن يعينكما على تربية الأبناء ليكونوا ذخرا للإسلام والمسلمين.

في الحقيقة أخيتي معظم المشكلات بين الزوجين يكون سببها سوء اختيار شريك الحياة، وعدم سؤال كل طرف عن الآخر قبل الزواج والتسرع في عقد القران، وتكون أساسيات هذا السؤال – الجيران وزملاء العمل والمسجد وغيره – هي التي تحدد إن كنا نرتضى هذا الرجل زوجاً بخلقه ودينه أم لا، وبالتالي تتحمل الزوجة نتاج اختيارها خاصة إن كان هناك أبناء، رغم أني أحمل مسؤولية هذه المشكلة إلى ولي الأمر – الأب – والذي يجب أن يسأل عن الشاب المتقدم لابنته جيداً، فقد اخترتم رجلاً وسيماً ولبقاً وكأن هذه هي المواصفات التي نختار بها شريك الحياة، والسند والعون في أمور الدين والدنيا، والأب الذي سيكون قدوة للأبناء، وأين الخلق والدين الذي وصانا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

كذلك أخيتي سفر الزوج لفترات طويلة بعيدا عن زوجته والأولاد ينتج – في أحيان كثيرة- زوجاً مكبوتاً، وبالتالي يلجأ الزوج لتصرفات انحرافية كالتواصل مع نساء في الحرام، أو إدمان المواقع الإباحية هذا إن لم يتزوج في البلد المقيم فيها، وأنت لم تشعري بهذا الأمر إلا بعد أن سافرتي إليه، وللأسف كان قد اعتاد على إشباع غريزته بهذه الوسائل، فأربعة أعوام على هذا الوضع كافية لأن تجعله لا يستطيع تركها بسهولة.

وهنا أخيتي فأنصحك بالنقاش معه في أكثر من أمر وأن تكون الحفاظ على الصلاة أولها، وأن تذكريه دائماً بأن هناك آخره سوف نحاسب فيها، واجعلي له صحبة صالحة من حوله من أزواج صديقاتك يعينونه على أمور دينه، وحاولي أوقات تواجده في البيت أن تطلبي منه أن يصلي بك إماماً، والمرأة الحكيمة لها وسائلها العديدة لجذب زوجها لما تريد.

ثم تحدثي معه بشأن المواقع التي يرتادها وفي وقت هدوء بينكما فكري معه في حلول عملية للتخلص من هذه المشكلة كأن يغلق جهاز الكمبيوتر نهائياً في الفترات الأولى من العلاج، فالدنيا لن تنتهي إن هو ترك متابعة بريده الإلكتروني أو المواقع الأخرى لمدة شهر مثلاً، وعليك خلال هذه الفترة أن تكون علاقتكم الزوجية جيدة وفقاً لاحتياجاته.

أما بشأنك أنت يا أخيتي فحاولي أن تهتمي بنفسك وأن تجعلي لها اهتمامات تشغل وقتك بها، ولا تفضلي زوجك على نفسك في جميع الأحيان، فهذا ليس مطلوبا دائماً، كوني شبكة من علاقاتك مع صديقاتك، واخرجي لدروس العلم والقرآن، اهتمي بالأولاد ومارسي معهم نشاطات الرسم والتلوين والإنشاد وغيرها وحاولي أن تقحمي زوجك معكم، فهذا يزيده قربا من الأسرة ويجعله يشعر بأنه قدوة وبالتالي يجب أن يتحمل هذه المسئولية.

أرفض أخيتي فكرة الطلاق نهائياً تحت أي ظرف من الظروف، من الممكن ان لم تتحسن أوضاع زوجك أن تختاري حكيماً كتوماً من أهله – وبموافقة زوجك – ليكون حكماً بينكما، لكن حتى إذا استمر الوضع على ما هو عليه ، يجب أن تتحملي قرار اختيار زوجك، وألا تحمليه للأبناء.. وأن تكوني راضية لا بأن تمرضي بالإكتئاب.

جددي حياتك مع زوجك، حاولي مشاركته في هواياته واهتماماته، حاولي أن تشغلي وقت فراغه بما قد يفيده ويستهويه في نفس الوقت، ولا مانع أن تشاركيه بعض الألعاب على الإنترنت أو البلاي ستيشن، فالزوج في هذه الفترة كالزرع إذا لم تعتنِ به يجف ويموت، حاولي جذبه إليك بطريق غير مباشر، اجعليه يفتقدكِ – دون مبالغة في ذلك – غيري كل شيء في نفسكِ وابتعدي عن الروتين في علاقتكما الزوجية، حاولي التجديد قدر الإمكان ويمكنكِ الاستعانة بكتب ودورات تنمية العلاقات الزوجية العلمية غير البذيئة، ولا تتواني عن الثناء عليه دائماً وإشعاره أنه ما زال شاباً ترغبين فيه وامدحي كل انجازاته وأشعريه دائما بحاجة الأبناء إليه وإلى وجوده بجانبه، وذكريه دائماً أنه قدوة لكِ وللأبناء، وذكريه دائماً بقوله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله”، أما أن يعيش الأب في جو من اللامبالاة وعدم استشعار المسؤولية، والركون إلى الأصدقاء والاستراحات وقلة الوعي في ظل عدم اهتمامه بأبنائه وأسرته؛ فهذا يعني ضياع أسرته.

أخيرا أخيتي انصحك بمتابعة طبيبة للأمراض النفسية حتى لا تدخلي في دوامة الاكتئاب من كثرة التفكير، ودمتي بخير وتابعينا بأخبارك.

لمراسلتنا بالاستشارات:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة