-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أئمة وحقوقيون يقرّون مشروعيته ويحذّرون من عواقبه

زواج الفاتحة ينتعش مجددا بعد منع العقود بالبلديات

الشروق العربي
  • 26497
  • 15
زواج الفاتحة ينتعش مجددا بعد منع العقود بالبلديات

بعد أن أوصدت البلديات ومكاتب الموثقين أبوابها، أمام الراغبين في الزواج، لم يبق أمام هؤلاء سوى الاستنجاد بالأئمة والشهود لـ”شرعنة” عقود قرانهم، حيث انتشر زواج الفاتحة، في المدة الأخيرة، بشكل لافت جدا، وشق طريقه وسط المجتمع لدى العديد من العائلات، التي أجبرتها الظروف الاجتماعية وجائحة كورونا على إتمام مراسم الزواج دون احتفال.

واستغرب كثير من الحقوقيين والأئمة والعائلات إصدار مثل هذا القرار الذي سيعقد الأمور، بحسبهم، ويضيف أعباء إضافية للمحاكم والقضاة، الذين سيجدون أنفسهم أمام ملفات عديدة لحالات إثبات الزواج العرفي.. غير أن آخرين يعتبرونه الحل الوحيد الذي تبقى أمام السلطات لقطع الطريق على المتمردين والمخالفين لتعليمات منع الأعراس والاحتفالات، جراء المنحى التصاعدي الخطير والمخيف لوباء كورونا في الجزائر. وذلك بعد أن أثبتت التحقيقات الوبائية أن ربع الإصابات بفيروس كورونا ناجمة عن حضور الأعراس والأفراح.

الزواج العرفي ضرورة بعد منع البلديات والموثقين من عقد القران

وإلى وقت قريب جدا، كان زواج الفاتحة شائعا في حالات التعدد، حيث يرغب الزوج في إخفاء الأمر عن زوجته الأولى، كما راج أيضا لدى المطلقات والأرامل الراغبات في استقرار أسري دون تضييع حقوقهم المادية أو حق الحضانة بالنسبة إلى من يمتلكن منحا مالية أو أطفالا تقل سنهم عن 18 عاما.

وفجأة، بات هذا النوع من الزواج الملجأ الوحيد لأغلب الشباب الراغب في إتمام نصف دينه، والارتباط بشريكة الحياة، بعد تأجيل دام أشهرا عديدة، بسبب جائحة كورونا، ومنع البلديات والموثقين من إبرام عقود الزواج.

ويؤكد العديد من الأئمة الاستعانة بهم في المدة الأخيرة لقراءة الفاتحة على نطاق ضيق جدا، وفي ظل التزام التدابير الوقائية وارتداء الكمامات.

زواج الفاتحة عقد شرعي كامل.. لكنّه مخاطرة

وأوضح الدكتور بلغيث محمد، الإمام، الأستاذ الجامعي بجامعة العلوم الإسلامية، أن زواج الفاتحة يعتبر عقدا شرعيا كاملا، ويتوفر على جميع أركان الزواج من شهود وصيغة وصداق.. وهو يحمي المرأة والأسرة ويوثّق حقوقهم، غير أن عدم توثيقه في الوقت الراهن يعتبر مخاطرة من الزوجين. لذا، يفترض أن يطلب الإمام الاطلاع على العقد المدني قبل عقد الفاتحة للخطيبين.

وتطرق الدكتور بلغيث إلى بعض الانحرافات أو الاختلالات التي قد تنجر عن زواج الفاتحة، جراء عموم رقة التدين في المجتمع، وفي حال وقوع أي كارثة، سيصبح من الصعب جدا تثبيت هذا الزواج. ومن هنا، تظهر قوة القانون في إلزام الزوجين واجباتهما وحقوقهما.

ودعا المتحدث الأئمة إلى أن يكونوا أكثر وعيا وذكاء، من خلال تحري وجود العقد المدني والاطلاع على وثائق أفراد العائلتين والشهود قبل قراءة الفاتحة.

واقترح بلغيث إجراءات إدارية أخرى، تجمع بين الفاتحة والعقد المدني، لتجنب هذا التحايل المسجل من قبل البعض، فمن الناحية الشرعية لا يوجد فصل بين العقدين، لكن الأعراف هي التي أقرت الفصل على مدار السنوات الماضية.

القضاء يثبت العديد من الزيجات العرفية ويحفظ الحقوق

ومن جانبه، أفاد إبراهيم بهلولي، المحامي لدى مجلس قضاء الجزائر، بأنّ حقوق المرأة في زواج الفاتحة تبقى قائمة، غير أنّ منع عقد الزواج في مصالح الحالة المدنية للبلديات ولدى الموثقين مجرد تعقيد إداري، وفرض عمل قضائي إضافي.

وأضاف بهلولي أنّ المنع سيؤدي إلى تأجيل العقد المدني. فعوض إبرامه في الحالة المدنية، سيتم إثباته في المحاكم، وسيكون القاضي أمام العديد من الملفات لإثبات عقود زواج عرفية، حيث إن المنع سيؤدي بكل مضطر إلى إتمام مراسم الزواج بشكل عرفي.

وبعد مرور مدة تقارب الشهر، يرفع المتزوجون الأمر أمام القضاء لإثبات قرانهما، ويكون ذلك بمثابة أمر واقع للقاضي، الذي سيصدر الحكم بإثبات الزواج، وبعد ذلك يتم تسجيله على مستوى الحالة المدنية. فكل عقد زواج عرفي سيصبح واقعة مادية تجسد عن طريق القضاء بعد رفعها إليه.

وصب رأي المحامية، كريمة مراية، في المنحى ذاته، غير أنها حملت الزوجين مسؤولية العواقب التي قد تنجر عن ذلك في مثل هذه الظروف الاستثنائية، التي تمر بها البلاد، خاصة في حال وفاة أحد الزوجين- لا قدر الله- أو إنجاب أطفال قبل فترة إثبات الزواج.

وأفادت القانونية مراية بأنها ثبّتت العديد من الزيجات، بعد سنوات من الزواج، ضمن الإجراءات القانونية التي يسمح بها المشرع الجزائري.

وأضافت المحامية أن نسبة كبيرة من الزيجات لا توفق ولا تكتمل. وهنا يطرح الإشكال في إقرار تلك الحقوق التي تبقى محفوظة، غير أنها تتطلب إجراءات قضائية لإثباتها، والحصول عليها في حال التنكر للعلاقة الزوجية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • كم عمر سهيلةة

    47 نكبة فلسطين

  • صباح الخير يا ا

    احلى زوج تعارفنا هنا ونمى بيننا عقد ورباط بكتابة منقحة وقراءة متأنية هه

  • محمد***

    الزواج العرفي ليس شرط فيه الامام ولا الفاتحة....يمكن لاي شخص الزواج عرفي بتوفر أركان الزواج بدون امام...القبول المهر الصيغة والولي...أنا تزوجت هكذا وما دخل الامام في الزواج ليس من أركان الزواج......لكن نصيحة لكم لا تتزوجوا عرفي ...فالبشر أصبحوا كالذئاب سواء رجال أو نساء....كان الزواج العرفي في القديم لما كانت هناك الكلمة وكان الرجل يموت على كلمته

  • ربما تشبه ابي

    لطالما شكوت ربي قساوته وظلمه

  • جزائري 2020

    للمعلق 1 : وهل تريد أن تكون لنا ادارة موازية في المساجد ؟؟؟ . عجيب كلامك . نحن في بلد يعيش في 2020 فيه ادارة رسمية ككل دول العالم والزواج يتم داخل البلديات وفي مصالح الحماية المدنية .... أما من يريد زواج طايوان أو من يريد أن يبيع ابنته في المزاد العلني ... فليتحمل المسؤولية

  • القصر ومن حوله

    لسلمان في اوروبا ونحن ما زلنا ندشن جامع ونفتحه بالساعة

  • وجوه الفقر

    عفوا

  • محمد

    في أوروبا لم يوقفوا عقود الزواج بالبلديات مع أنهم كفار، ولكن الجزائر بلد مسلم تمنع عقود الزواج مع أن كورونا ليس طاعون!! مخك يحبس!!

  • خليفة

    عقد الفاتحة يستغله ذوي النوايا السيءة ،من الباحثين عن التعدد و الباحين عن المتعة لمدة معينة،و لكن يجب على الدولة ان توفر الظروف الملاءمة لتمكين المقبلين على الزواج من توثيق عقود رسمية للزواج حتى لا تضيع الحقوق المدنية و الشرعية للازواج، فالزواج مؤسسة اجتماعية ذات ثوابت دينية و مدنية ،يجب تسهيل كل السبل الموصلة له في اطار قانوني و شرعي رسمي.

  • الحكمة

    عوض أن نطلب من الأئمة الاطلاع على العقد المدني قبل عقد الفاتحة للخطيبين ، كان الأجدر على المختصين في القانون رفع دعوى قضائية ضد الولاة حول دستوربة قرار منع عقود الزواج من عدمه ، و طلب العودة للعقود الادارية و الابقاء على منع الأعراس و الحفلات .

  • الشاهد في ذلك

    ان الزواج امر بالمعروف ونهي عن المنكر

  • زواج عرفي بالكمامة

    هناك معضلة خطيرة تجد كلنا نقع في حيثيات شائكة القليل من هم يعترفون بحجم المشكلة وهو العجز النفسي والضآلة المادية والتشكيك في ابسط امو ر الحياة فيسبح الجسد في المضغة الضيقة وينزف القلب روية وحسرة ويصنع الامل جبريا مبني للمجهول ..فنكتب باقلام خاوية من الرؤية الثاقبة لتوجه انحنى الجسد فكريا لربه يدعوه سترا وسلاما وود ورحمة

  • العرفي لانه تعارف عليه الناس

    ووثقته الائمة دون الدفتر العائلي والجزم على انه مسجل اداريا ويحتكم هؤلاء الى بعض الامور التي يتكافل فيها الناس مجتمعيا وانسانيا للحفاظ على المساس بقدسية الميثاق فتقول الزوجة زوجتك نفسي ويقول الزوج الله معكي

  • الزواج نصيب وقدر وسنة

    الزواج ان يرضا الرجل بامراة تصون عرضه وتقضي
    القيل والقال عليه وتلتزم بشرع الله

  • اقتراح

    عندي اقتراح وهو
    اعطاء صلاحية للائمة بتوثيق العقد في دفتر خاص بهم تسجل فيه اسماء الزوجين والشهود والولي وامضاءاتهم ويحتفظ بصور بطاقاتهم الشخصية ليكون ذلك سندا للزوجة في حالة تنصل الزوج عن مسؤولياته او انكاره الزواج بها ..بمعنى تستعمل هذه الوثيقة في هذه الحالة فقط ولاتكون بديلا للعقد المدني