رهان “آراب كاستنيغ”.. وفوبيا “عاشور العاشر”!
من يشاهد الحلقة الأولى لبرنامج “آراب كاستنيغ” يدرك تماما أن الشروق نجحت هذه المرة في اختيار البرنامج الأفضل ضمن مسابقات الهواة لتقديمه على الشاشة!!
لا نقول هذا الكلام “اعتباطا” أو على سبيل المدح المجاني ولا الإطراء الجزافي، ولكن وفقا لما شاهدناه في الحلقة الأولى من البرنامج (وهي بمثابة رمّانة الميزان لكل إنتاج تلفزيوني ضخم من هذا النوع) ناهيك عن توقع المزيد من الإثارة في الحلقات المسجلة والتصفيات المرتقبة، في انتظار “برايمات اللايف” التي، وبلا شك، ستضيف حماسا جديدا للمشاهدين.
لا ينكر أحد أن هذه النوعية من البرامج باتت مطلوبة بشكل كبير من طرف المنتجين والمشاهدين على حد سواء، ويمكن للمتردد أو المشكّك في نجاحها أن يلاحظ ويتابع عدد المتصلين والمساندين لمن يشارك في تلك المسابقات، لا بل إن العرب باتوا لا يحسّون بالوطنية للأسف الشديد سوى عبر تلك البرامج، ولا يرفعون أعلامهم الوطنية سوى في مثل هذه المسابقات التلفزيونية.. (ناهيك عن ملاعب كرة القدم طبعا) !
كمّ كبير من الدراسات تم إجراؤه حول تأثير هذه البرامج، وعن معايير اختيار المتنافسين فيها أو لجان التحكيم التي تؤطرها، ومعظم تلك الدراسات توصلت إلى أن أعضاء لجان التحكيم باتوا “قادة رأي حقيقيين“.. أخطر ربما حتى من بعض السياسيين!
وبالعودة إلى (آراب كاستينغ) فإن العامل الذي يجعلها “ناجحة” أيضا، وجود فريق إعداد محترف، ولجنة تحكيم تضمّ ممثلا محترما مثل قصي خولي وفنانا بات نجما عربيا كبيرا على غرار باسل خياط، ناهيك عن “كارمن لبّس” التي تحوّلت في سنوات قليلة إلى أيقونة للشاشة، ليس في لبنان فقط وإنما في العالم العربي برمته، وقد كان لابد من حضور فنانة مصرية إلى جانب هؤلاء، فوقع الاختيار على غادة عبد الرزاق التي قدمت في السنوات الأخيرة أدوارا مهمة، تخلت فيها عن لغة الإغراء السهلة، لتتقمص شخصيات “واقعية” من لحم ودم.. (على غرار دورها في مسلسل الكابوس مثلا)!!
وفي الأخير، معيار مهم يضاف إلى ما قلناه سابقا ويجعل من هذا البرنامج الذي تبثه الشروق “حدثا تلفزيونيا بامتياز” هو ضمّ قائمة المتسابقين لممثلة شابة طموحة وهي سهيلة معلم، وطاقة كوميدية كبيرة تتمثل في الزبير بلحر.. ولعل في ذلك “مبرر قوي” ليتابع الجزائريون تفاصيل هذه المسابقة، على الرغم مما يقال دوما حول “ظلم” للمتنافسين من المغرب العربي عموما، في مقابل “تحيز” واضح للخليج ومصر.. لكن، لننتظر، ونشاهد ونحكم!!
من يريد رأس “عاشور العاشر“؟
أن يتعرض عمل فني مهما كان نوعه إلى نقد أو تطاله الشائعات فذلك أمر عادي، بل طبيعي ومتوقع، غير أن الشائعات التي طالت مسلسل “عاشور العاشر” في المدة الأخيرة، تجعلنا نتساءل، من المستفيد من كل هذا “التخلاط المحترف“؟ خصوصا أن الجزء الثاني من العمل مايزال مجرد فكرة في رؤوس كتابها، ولم يتطور الأمر إلى تصوير أو حتى تعاقد مع ممثلين!؟
الأكيد أن العمل تحول، رغم النقائص الشديدة التي كانت في جزئه الأول، إلى ظاهرة شعبية، حيث كررها حتى مناصرو فرق كرة القدم في الملاعب، بل إن لاعبا يحظى بشعبية كبيرة مثل يوسف بلايلي حين أراد الأنصار مساندته في أزمته الشهيرة كانوا يرددون.. الله أكبر.. بلايلي العاشر؟
الأمر الآخر، أن صاحب العمل ومايسترو “النجاح التلفزيوني” على مدار سنوات، جعفر قاسم، يدرك تماما أنه “مستهدف” من طرف البعض، وهو لا يريد أن يصرف اهتمامه عن “تحضير الجزء الثاني” بشغل نفسه بالرد على الإشاعات والاتهامات، رغم تصريحه للشروق أخيرا أنه لا صحة لتخلي الممثل صالح أوڤروت عن دوره الرئيس في العمل..
كما أن اهتمام الجهة المنتجة، في “عاشور” منصبّ هذه المرة على تحسين الكتابة وتطوير النص، حتى لا تتكرر أخطاء الجزء الأول، رغم أن الكتابة لهذا الأخير استمرت 8 أشهر، إلا أنها لم تخل من بعض الثغرات.
يبقى أنه مهما تزايدت “الشائعات” وتصفية الحسابات، وترديد الاتهامات هنا وهناك، بحجة النقد تارة، أو بمبرر “الحفاظ على سمعة الفن” تارة أخرى، لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال رأي الجمهور الذي يعد المقياس الأول للحكم على العمل، ولعل انتظار الجزء الثاني بكل هذه الحماسة يُحمّل فريق العمل والجهة المنتجة مسؤولية كبيرة.. كما أن الاستعانة بعدد من الممثلين الجدد، ولو تعلق الأمر بـ“بيونة” أو لخضر بوخرص ليس دليلا كافيا على ضمان النجاح، هذا إن تأكد فعلا أن هذه الأسماء قد تم طرحها فعلا لتقمص أدوار في الجزء المقبل.