الرأي

ردّا على سؤال… سلال!

قادة بن عمار
  • 4873
  • 8

لا أحد يصدق وزير الخارجية مراد مدلسي أثناء محاولته جاهدا إقناع سامعيه عبر الإذاعة الوطنية بأن الرئيس بوتفليقة يتصل به يوميا من أجل متابعة الشؤون الخارجية للبلاد، وكذا تقديم التشجيعات والنصائح من أجل ضمان سير مؤسسات الدولة بشكل طبيعي بعد حوالي خمسين يوما من الغياب الرسمي!

لا أحد يصدّق كلام مدلسي، ليس لأنه صاحب نظرية “دافع عن نفسك ولو اعتبروك غبيا”، والتي طبقها في محاكمة الخليفة، ولا لأنه مبتدع النظرية فائقة العبقرية حين قال “إنه لولا ثورة التحرير المباركة لكنا مازلنا فرنسيين”، لكن لأن الشعب أصلا فقد الثقة في كلام جميع المسؤولين بما في ذلك الوزير الأول الذي كان صادقا جدا، وهو ينفي عن نفسه صفة الكذب!

عبد المالك سلال ليس كذابا، ولكنه في الوقت ذاته لا يقول الحقيقة كاملة، ربما لأنه مثل بقية المسؤولين يعتقد أن هذا الشعب وفي عز انتشار التقنيات الحديثة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ما يزال قاصرا ينتظر بيانات السلطة لتحديد مواقفه، بما في ذلك اختيار الرئيس المقبل!

يقف سلال أمام الجميع وفي ملتقى عن الاتصال المؤسساتي ليتساءل أمام الشعب الحائر في حكومته الضائعة: أين الخلل يا ترى في أن الشعب لا يصدقنا ويصدق ذلك الإعلام القادم من خارج البلاد..مع ملاحظة أن جزء كبيرا من هذا الإعلام وإن كان مصدره لندن أو أمريكا، فذلك لا ينفي عنه صفة الوطنية التي تريد السلطة احتكارها رفقة وسائل إعلامها!!

ولم تمض 24 ساعة حتى كان وزير الخارجية وعلى أمواج الإذاعة الوطنية يعطي الإجابة كافية وشافية للسيد سلال حول تساؤله عن موطن الخلل في فقدان الثقة مع الشعب، خصوصا عندما يقول وزير الخارجية إن الرئيس يتصل بوزرائه يوميا، لكنه لا يجد وقتا للظهور على الشاشة، أو حين يتحدث عن الرهائن المختطفين في مالي بالقول إنهم أحياء، لكننا لا نملك معلومات، ثم يعطينا درسا طويلا عريضا في مسار الجزائر لمكافحة دفع الفدية!

نخشى القول إن عددا كبيرا من المسؤولين وزيادة على حاجتهم لدورات تكوينية مستعجلة في أساليب وتقنيات الاتصال بالشعب، عاجزون أصلا عن التحوّل والتغير طالما أنهم لا يملكون المنطق في الكلام ولا حتى القدرة على تحريك عواطف الشعب، رغم أن هذا الأخير “سونتيمونتال جدا” ويمكن خداعه بكلمة واحدة في نشرة الثامنة!

 

يتساءل سلال: أين الخلل في أن الشعب لا يصدّقنا؟ فنجيبه ناصحين: سيدي الوزير الأول، عليك باستغلال أول اجتماع لك مع أعضاء حكومتك الموقرين، لتلتفت ذات الشمال وذات اليمين، فلا شك أنك ستعثر على الإجابة الشافية والكافية لجميع أسئلتك؟ ركّز على الملامح والوجوه..قيّم تلك النظرات قبل دراسة فحوى الملفات..استمع جيدا لما يقوله أقرب المستشارين من عدد كبير من هؤلاء المسؤولين..افحص مستوى عقولهم..ثم خذ نفسا طويلا وأجب على السؤال بنفسك: هل هذه حكومة يمكن أن يصدقها الشعب؟!

مقالات ذات صلة