عباس وأولمرت الثنائي الذي شغل الصحافة وأجهزة الإعلام وطرا من الزمن يتهاوى.. فأولمرت المكتشف برشى سيمثل متهما أمام حكم القضاء عما قريب، الأمر الذي دعاه إلى الانسحاب مخليا مكانه إلى ضابط في الموساد الإسرائيلي ليفني.. وعباس اقتربت فترته القانونية من الانتهاء كما صرح بذلك الدكتور احمد الخالدي رئيس لجنة صياغة الدستور ووزير العدل في حكومة الوحدة الوطنية.. وفي حين تؤكد حركة حماس أنها لن تعترف بشرعية عباس رئيسا بعد انتهاء فترة رئاسته بيوم واحد، يصر الرئيس الفلسطيني على انه باق إلى نهاية سنة 2010، حيث سيدعو إلى انتخابات رئاسية وتشريعية.
الرئيس الفلسطيني يواجه ضغوطات شديدة داخل البيت الفتحاوي وداخل مؤسسات م.ت.ف لجهة ما يتسرب عن صيغ حلول توصل فيها مع الإسرائيليين لمسألة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الستة، حيث لم يتردد في القول انه لن يطالب بعودة اللاجئين كلهم.. وتتصاعد المواقف الرافضة لمسار الرئيس الفلسطيني داخل فتح ولعل تصريحات ابو اللطف مسؤول الدائرة السياسية وتيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني ومواقف التنظيمات المنضوية في م.ت.ف يصب جميعا في محاصرة رؤية الرئيس الفلسطيني بخصوص الحل السياسي مع إسرائيل.. فهل يؤدي ذلك إلى استقالته.
الوفود الفلسطينية تذهب الآن إلى القاهرة للتفاوض.. ستذهب الوفود وستعود بعد أن تكون أجرت حوارات الطرشان في قاهرة المعز ولن يتوصل الفلسطينيون إلى حل لمشكلتهم الداخلية.. إنها متشعبة للغاية.. ففي حين ترى حماس أنها القوة الأكبر في الشارع الفلسطيني وأنها صمدت أمام الحصار والعدوان المتواصل، ولذلك فإنها تمتلك الحق في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى المؤسسات والبرنامج السياسي ووصلت بها قوتها الذاتية إلى الحد الذي يدفعها أحيانا الى التفرد والإقصاء وممارسة العنف في قضايا سياسية داخلية والى تجاهل قيمة الإفراد والهيئات.. وترى حركة فتح إنها صاحبة المشروع الوطني وذات الإرث التاريخي وهي من يصيغ البرنامج السياسي ولها دون سواها الحق في التوصل إلى اتفاقيات مع الإسرائيليين، وانه لها وليس لسواها الحق في تعيين السفراء من لون سياسي واحد وأحيانا من جهة جغرافية واحدة كما هو حاصل في تعيين سفراء فلسطين في أهم الدول العربية.. والتنظيمات على جانبي الاستقطابين بعضهم يتشفى في فتح التي طالما اضطهدته ولم تقدمه إلى مستوى التمثيل والمشاركة الحقيقية وبعضها يتعيش على الاختلافات بين القوتين المتناطحتين.
الذي لاتريد أن تدركه قيادات فتح أن حماس ليست الجبهة الشعبية ولن تسمح حماس أن تصبح هامشية، بل تصر على المشاركة في م.ت.ف تتناسب مع حجمها في الساحة وتريد أن تتقاسم السفراء والمبعوثين والمسؤوليات في مؤسسة م.ت.ف.. وحماس لا تريد أن تفهم أن هذا كله مصيدة لها لإبعادها عن خط المقاومة.