الشروق العربي
حفاظا على الرابطة الزوجية وعدم تفكك الأبناء وانحرافهم

رجال يتحملون خيانة زوجاتهم وإهمالهن وتقصيرهن

الشروق العربي
  • 11891
  • 8
ح.م

تقتضي العادة أن تتحمل المرأة تجاوزات زوجها، في سبيل استمرار الرابطة الزوجية، وتبذل الكثير من التضحيات، حتى لا يتعرض أبناؤها للتفكك الأسري، وقد أصبح هذا الأمر عاديا جدا، وشائعا في المجتمع الجزائري. أما الغريب، فهو ما بات يعكسه واقع بعض الأسر، حيث يشهد الزوج خيانة زوجته، أو يعيش إهمالها وانحرافها، دون أن يجرؤ على تركها.

الخوف من أحكام المجتمع
الرجل الذي يتستر على الخيانة ناقص رجولة

يتساءل الباحثون الاجتماعيون والنفسانيون مؤخرا عن سبب الطلاق الروحي، أو ما يدعى بالطلاق العاطفي.. وفي الغالب، يوجه المجتمع أصابع الاتهام صوب الزوج، بأنه إما يرغب في التعدد، أو لا يراعي نكسات زوجته، الناتجة عن الضغوط، وتحمل الكثير من المسؤوليات.. ولكن، هناك واقع مر آخر، يقف وراء هذه الظاهرة، يراه العامة على أنه مجرد زواج على الورق، ولكن الأسرار والدوافع خلفه قليل من يعلمها.. مخلوف، مقاول، شاب في الأربعينيات من العمر، اكتشف منذ مدة أن أم ابنيه على علاقة غرامية مع صديق قديم له، ويتقابلان في حين يسافر هو إلى العمل، يقول: “فكرت كثيرا في نفسي، وتراجعت عن قرار الطلاق، لأجل الأطفال.. واجهتها، وكان هذا سببا لأعلمها أنني سأتزوج من ثانية، وأبقيها على ذمتي، فقط كي لا يتشرد أبنائي، أو يضطرا إلى العيش مع رجل غير والدهما، كان من الصعب أن أستشير أيا كان، لأنه سيضع اللوم على عاتقي، وينقص من رجولتي، هذا كان قرارا شخصيا ولم أندم عليه”.

الإهمال يحيل زوجات إلى التقاعد

الكسل والتعود على الراحة والرفاهية، المسؤوليات الكثيرة وضغوط الحياة الخارجية التي تتحملها بعض الزوجات، يجعلهن مقصرات في حق الأبناء أو الزوج، وقد يصل الأمر حد الإهمال ورفع الراية، ما يجعل

الأزواج يملون الحياة الأسرية، ويفرون منها إلى العمل، أو الأصدقاء، أو إلى أنثى أخرى.. وتكون النتيجة نهاية الرابطة الزوجية ضمنيا، إذ يتخلى الرجل عن مشاعره تجاه امرأته، أو إن هذه الأخيرة تتحول من كونها السيدة الأولى في حياته، إلى مجرد أم لأبنائه، الذين من الضروري، ومن شروط التوازن الأسري، أن تكون موجودة في حياتهم، على الأقل لفترة معينة.. تقول أسماء: “بدأت زوجة أخي تظهر تصرفات غريبة، منذ توليها المسؤولية في عملها، تعود إلى المنزل في آخر الليل، وتخلت مع الوقت عن كامل مسؤولياتها الأسرية، كالطبخ والتنظيف لصالح بناتها المراهقات.. وهو ما دفع بزوجها إلى التفكير في الطلاق بعد عِشرة ثلاث وعشرين سنة.. ولكنني ووالدتي دعوناه إلى التريث والإبقاء على زواجه، خاصة أن له أربع بنات، فقد يشكل طلاق والدتهن خطرا على مستقبلهن وسمعتهن”. وبهذا الخصوص، يوضح الأخصائيون النفسانيون أن الرجال الذي يتكتمون على إهمال زوجاتهم، وعدم تحملهن المسؤولية، هم أكثر عرضة للأمراض والعقد النفسية، يميلون إلى العزلة والانطواء، ويتسببون في العديد من المشكلات مع المحيط، وعادة ما ينتهي بهم الأمر مرضى زهايمر، نتيجة للرفض والمقاومة الشديدة لواقعهم.

ومع أن هذه الفئة موجودة في المجتمع الجزائري، ويزيد انتشارها مع تغير نمط الحياة، وتلاشي بعض القيم والعادات الأصيلة، إلا أنها تظل صغيرة مقارنة بمواقف الرجل الجزائري، الذي يعتبر الخيانة كبيرة أخلاقية لا تغتفر بأي شكل من الأشكال، مع أنه قد يتغاضى على الإهمال أو التقاعس، ويغفر ما دونها الكثير في سبيل أن ينعم أبناؤه بحياة أسرية كريمة.. في المقابل، تختار الكثير من الزوجات الانفصال التام، والحصول على الطلاق، بدل عيش زواج مزيف، وإن كانت المذنبة فيه.

مقالات ذات صلة