الجزائر
تهاطل التهاني الالكترونية زاد  من توترهم

راسبون يقاطعون مواقع التواصل الاجتماعي

زهيرة مجراب
  • 1047
  • 4
ح.م

خيّمت أجواء من الحزن والقلق على بيوت العائلات التي لم ينجح أبناؤها في الحصول على شهادة البكالوريا، في الوقت الذي كانت تغرق فيه الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، في احتفالات مجنونة وصخب كبير ضاعف من حسرتهم وألمهم على ضياع النجاح.

اضطر التلاميذ الراسبون في شهادة البكالوريا لمقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، مباشرة بعد إعلان النتائج، حيث تحوّلت التهاني المتهاطلة للفائزين بالشهادة على الموقع الافتراضي، والتي تكون في الغالب مرفقة بصورهم ومعدلاتهم وعبارات التفاخر بهم لمصدر قلق وإزعاج لهم وتزيد من ألمهم ووجعهم النفسي، ليقرروا اعتزال “الفايسبوك” لأيام حتى يستعيدوا توازنهم النفسي ويتجاوزوا حزنهم على ضياع البكالوريا.

وكان العديد من الناجحين وكذا أوليائهم وأهاليهم قد شرعوا في نشر التهاني الخاصة بهم وبأصدقائهم ومعارفهم منذ الساعة الثامنة مساء، وهو موعد إعلان النتيجة ليواصلوا طوال الوقت تداول صورهم خلال الاحتفال وعمدوا كذلك لبث مقاطع مباشرة لهم خلال المواكب التي جابت شوارع وأحياء العاصمة، وهي الصور التي زادت حسرة الراسبين وجعلت غالبيتهم يتفادون الخروج أمسية الخميس لملاقاة أصدقائهم أو حتى الرد على المكالمات الهاتفية، مفضلين الدخول في عزلة تكنولوجية تامة بعيدا عن المشاهد المحيطة بهم، والتي تجدد حزنهم وألمهم.

وانتقد جل المواطنين هذه الاحتفالات الصاخبة والصرخات والهتافات وحتى الألعاب النارية التي بات يعتمد عليها في التعبير عن فرحهم بالنجاح، معتقدين أن المشاهد التي تم تداولها وصور التمايل بالسيارات وكذلك هتافات الفتيات وصرخاتهم في الشوارع لا تمثل الجيل المتعلم والوجه المشرق للجيل المتعلم القادم، ودعوا أولياء التلاميذ لضبط أبنائهم وتشجيعهم على التعقل وضبط النفس، خصوصا وأن هناك راسبون يتأثرون بشكل كبير بهذه الاحتفالات.

مقالات ذات صلة