الجزائر
شحنات الغاز الإضافية قد تلملم خلافات الإيطاليين

رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي هذا الإثنين بالجزائر

محمد مسلم
  • 2104
  • 0
أرشيف

كشفت وسائل إعلام إيطالية عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، هذا الإثنين إلى الجزائر، وهي الزيارة التي تأتي في إطار تقارب جزائري إيطالي لافت، خلّف توجسات لدى شركاء أوروبيين آخرين، وعلى رأسهم إسبانيا.

ويرأس دراغي وفد بلاده للمشاركة في القمة الحكومية الجزائرية – الإيطالية التي تستضيفها الجزائر، وهو الموعد الذي تزامن ومشاكل سياسية عصفت بالحكومة الإيطالية، حيث قدم رئيس الوزراء استقالته، قائلا إن “ميثاق الثقة الذي تقوم عليه الحكومة لم يعد موجودًا”.

وقالت وكالة “آكي” الإيطالية نقلا عن مصادر في حكومة دراغي إن الزيارة المقررة مبدئيا يومي الاثنين والثلاثاء، ستقتصر على يوم الاثنين فقط، لأن دراغي سيعود إلى روما في مساء اليوم ذاته، وذلك استعدادا لمثوله أمام البرلمان يوم الأربعاء الموالي، للتأكد ما إذا كانت حكومته لا تزال تحظى بالأغلبية حسب ما طلب منه رئيس بلاده سيرجو ماتاريلا، الذي رفض قبول استقالته.

وتعتبر هذه الزيارة الثانية من نوعها في ظرف ثلاثة أشهر، وكان دراغي حل بالجزائر في 11 أفريل المنصرم، وتكللت تلك الزيارة بالتوقيع على “مذكرة تفاهم” بين البلدين تمحورت حول قطاع الطاقة، جسدها توقيع اتفاقية لتزويد إيطاليا بالغاز بين “سوناطراك” و”ايني” الإيطالية.

وتعددت الزيارات بين المسؤولين في كل من الجزائر وإيطاليا في الآونة الأخيرة، وكان الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا قد زار الجزائر في نوفمبر المنصرم، قبل أن يزور رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي الجزائر في أفريل المنصرم، ثم الرئيس عبد المجيد تبون الذي حط بدوره الرحال في روما في ماي الأخير، بالإضافة إلى زيارات متواترة بين مسؤولين من مستويات دنيا، مثل وزيري الخارجية، ومسؤولي الشركتين الناشطتين في قطاع الطاقة، سوناطراك عن الجانب الجزائري و”إيني”، عن الجانب الإيطالي.

زيارة رئيس الوزراء الإيطالي سبقها إعلان شركة سوناطراك عن رفع كميات الغاز المصدر نحو إيطاليا بأربعة ملايير متر مكعب بداية من هذا الأسبوع، قبل أن تصل الكميات المصدرة قبل نهاية العام الحالي إلى نحو ستة ملايير متر مكعب، وهو ما يجعل من حجم الصادرات من الغاز ترتفع إلى أكثر من الضعف، مدحرجة بذلك الواردات الروسية إلى المرتبة الثانية.

ويربط الجزائر بإيطاليا أنبوب الغاز ترانسماد (أنريكو ماتيي) العابر للبحر المتوسط عبر التراب التونسي، ومن المرتقب أن يساهم في نقل ما يناهز الـ33 مليار متر مكعب من الغاز مع نهاية السنة الجارية، بعد التوقيع على الاتفاقيات الجديدة، خلال زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى إيطاليا في شهر أفريل المنصرم.

وتعيش الحكومة الإيطالية ظروفا صعبة كانت وراء تقديم دراغي استقالته، وقال خلال جلسة للحكومة: “أود أن أعلن أنني سأقدم هذا المساء (الخميس) استقالتي إلى رئيس الجمهورية”، وبرر موقفه بكون الشروط اللازمة لاستمرار الائتلاف الحكومي “لم تعد قائمة”، لأن “ميثاق الثقة الذي تقوم عليه الحكومة لم يعد موجودًا”.

غير أن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا لم يقبل الاستقالة بداعي تجنب إجراء انتخابات مسبقة في سبتمبر المقبل، في الوقت الذي تواجه فيه إيطاليا كغيرها من البلدان الأوروبية، عواقب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وكذا بوادر موجة جديدة من وباء كوفيد 19، ودعا رئيس الوزراء إلى المثول أمام البرلمان (…) بغية إجراء تقييم للوضع الناجم عن مقاطعة حركة “خمسة نجوم” المنضوية في الائتلاف الحاكم جلسة تصويت على الثقة بالحكومة في مجلس الشيوخ.
وعلى الرغم من أن ماريو دراغي لا يزال يتوفر على ثقة الهيئة التشريعية، إلا أن خلافات بشأن مشروع لمساعدة العائلات والشركات لمواجهة التضخم بقيمة 23 مليار أورو، دفعت رئيس الحكومة إلى رمي المنشفة، لشعوره بخيانة “حركة 5 نجوم”، ما ضيق من القاعدة السياسية الداعمة للحكومة.

ومن شأن قرار السلطات الجزائرية الرفع من صادرات الغاز نحو إيطاليا بأربعة ملايير متر مكعب، أن يساعد حكومة دراغي على لملمة خلافاتها، كونها تأتي في سياق دولي عاصف خلفته ارتدادات الحرب المستعرة في شرق أوروبا، وأدت إلى ارتفاعات صاروخية في أسعار الطاقة، جراء التهديدات الروسية بقطع الغاز عن أوروبا.

مقالات ذات صلة