-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رئيس الكرة

رئيس الكرة

اهتم الجزائريون يوم الخميس، بالجمعية الانتخابية العامة للفاف، والتي تابعها مراقبون من الكاف والفيفا، وبغضّ النظر عن اسم الفائز الشاب وليد سادي، وما يمتلكه من “متاع” لتقديم الإضافة، وأسماء المعارضين الذين رفضوه جملة وتفصيلا، فإن الوقت قد حان لأجل وضع هذه الكرة الأرضية الزاحفة والطائرة، التي فقدت شكلها الكروي وصارت مخروطية حينا ومكعبة حينا آخر، ومن دون شكل في غالب الأحيان، في مكانها الأصلي وهو الملعب المعشوشب طبيعيا أمام أقدام تقذفها برفق ونزاهة، وأمام أعين إداريين وجماهير في قمة اللباقة والتحضّر.

الآن وبعد ساعات قليلة من انتخاب رئيس الاتحاد الجديد للكرة، يمكنك أن تسأل أي جزائري عن اسمه، وستجد الإجابة السريعة “اسما ولقبا”، وبإمكانك أن تقتنع بأهمية الكرة، لو سألت نفس الجزائريين عن أسماء وزراء في الحكومة الحالية، ولا نقول السابقة.

والذين يصنفون الجمعية الانتخابية التي جرت يوم الخميس بالهامة جدا، لم يخطئوا، فللكرة فعلا مكانة هامة، ليس في قلوب الناس، وإنما حتى في عقولهم.

لو تنجح الاتحادية الجديدة، في دحر الفساد الذي عشّش في عالم الكرة الجزائرية، وإدخال الفرق عالم الاحتراف الحقيقي الذي يبذل فيه رئيس النادي، الجهد في الاستثمار وعدم البقاء في المكتب المكيف في انتظار أموال الدولة، وصنع مشاتل لبراعم الكرة التي تقينا قطف ما يُغرس هناك، وتصل بجمهورنا إلى قمة الرقيّ في متابعة المباريات، ومناصرة فرقهم وتوقف مهازل العُشب الطبيعي الذي يضربه “الصفار” حتى في عز تهاطل الأمطار، بل لو تنجح في تحقيق القليل من هذا الكثير الذي لا ينتهي من الفساد، لقلنا بأننا قد وضعنا اللبنة الأولى لبناء الرياضة الشعبية الأولى ومعها مجموعة من الإطارات والشباب، بل والجمهور الكروي الذي هو بحجم شعب، من أكثر من أربعين مليون نسمة.

يقولون إن بيع مباريات الكرة، هو الذي صدّر بيع المناصب السياسية في مختلف المجالس، ويقولون إن ظاهرة شتم الأمهات والذات الإلهية في الملاعب، هي التي نقلت الظاهرة إلى الشارع والمدارس والأسواق وحتى البيوت، ويقولون إن الجرأة على التعنيف والضرب إلى حدّ القتل، إنما نقلها المنحرفون من الملاعب التي صارت مدرجاتها مزدحمة بمدمني المخدرات وحملة السلاح الأبيض والمعتدين على الأشخاص وممتلكاتهم، مما يعني أن هذه الكرة التي عيّنت رئيسا جديدا لها، هي بؤرة فساد انتشر في كل المجالات، وحان الوقت لدحره ودفنه بالتعاون من الجميع.

لا يمكن نسيان ما يمنحه المنتخب الجزائري لكرة القدم وبعض الأندية من سعادة للشعب الجزائري، ولكن الفوز الرقمي والآني، لا يمكن أن يكون له ثمرة واحدة، إذا لم يكن مقرونا بالفوز المعنوي الدائم، في أجواء من الأخلاق والروح الرياضية، فقد فازت فرق ومنتخبات كروية كثيرة بالكؤوس والألقاب، ولكنها ما حققت ثمار كل تلك الانتصارات، فكان الهدف الذي دخل في الشباك مثل “الريح في الشباك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!