الرأي

رئاسيات “الطبلة والمزمار”!

قادة بن عمار
  • 3481
  • 0

في غمرة وزحمة كل هؤلاء المترشحين و”المتحرشين” بالرئاسيات، من الداعمين والداعمات، المساندين والمساندات، اللاهثين وراء الحكم واللاهثات، لم أجد أصدق ولا أفضل من أيّ تصريح سياسي تم تداوله في الساحة الإعلامية مؤخرا من ذلك الذي أطلقه المغني خالد الذكر محمد المازوني حين قال أنه مستعد للغناء في الرئاسيات للمرشح الذي يدفع أكثر، أو كما قال “سأغني لمن يكحّ لي”!!

واقع الحال أن المازوني ومثلما نقلته الصحافة الأسبوع الماضيغاضب جدامن الأغنية التي أطلقها الفنان لطفي دوبل كانو ضد الوزير الأول عبد المالك سلال، أما الغضب الآخر، فيسجله الجزائريون بسبب اختزال معركة الرئاسيات المقبلة، والسياسة الوطنية برمتها فيما يغنيه دوبل كانو ويرد به المازوني، أكثر مما قد يفعله علي بن فليس أو سفيان جيلاليداوي حالي“!

حتى أن أحد المغنيين الشباب، قالها صراحة لمقربيه أنه يفضل، بل ويتمنى أن ترسي اختياراتالسلطةعلى مرشح يتلاءم اسمه معالقافية الغنائيةحتى لا يتعب الشعراء كثيرا في البحث عن نصوص، وأفضلهم على الإطلاق علي بن فليس، فمن الممكن جدا، بل من اليسير، استخراج كلماتليست كالكلماتلتأييده ورفعشانهبين المواطنين، على غرار.. بن فليس يا رئيس.. الجزائر عروسة وأنتعريس“.. يا ابن شهيد حار ب الفرنسيس.. أخرج اليوم فيالعديانمن هولاند حتى محمد السيس!!

واقع الحال أن المرحلة التي نحن مقبلون عليها في الأيام المقبلة، لن تعرف صوتا أعلى من صوت البندير، ولا حجة أقوى من التطبيل والتزمير، بل إن كثيرا من هذا التزمير كان مقدمة لممارسة شتى فنون التزوير!

الطريقة التي ظهر من خلالها بن فليس معلنا ترشحه، لم تختلف تماما عن تلك التي تعودناها من بقية المرشحين على امتداد التجارب الانتخابية السابقة، حيث انتشى المحامي العائد من صمت استمر عشر سنوات، بترديد عباراتبن فليس هو الرئيسوتكلم لأزيد من ساعة ونصف دون أن يحدد معلما مباشرا واحدا لبرنامجه، ماعدا تلكالديباجة المملةالتي لم تتحرر بعد من شعارات تحقيق العدالة، ورفع التنمية، وبناء الاقتصاد وتقوية المؤسسات، علما أن الجزائريين باتوا أكثر اقتناعا من أي وقت سابق، أن المشكلة الأساسية تكمن في التفاصيل وغياب الإرادة وانتصار الخنوعوليس في الشعارات أو البرامج البراقة!

نخشى أن تبقى الرئاسيات المقبلة فرصة للتبندير والتزمير أكثر من أي شيء آخر، ليكون المستفيد الأول والوحيد من كل هذا الحراك السياسيالكذّابلا يخرج عن اطارالساحة الفنية المستعدة بمختلف النصوص واللصوصلمواكبةهذا التحول الديمقراطي المهم“.. تحوّل نوتاته الموسيقية (دو ري مي).. راح الحرامي.. جاء (الحرايمي)!!

مقالات ذات صلة