الرأي

دموع حاليلوزيتش!

قادة بن عمار
  • 9615
  • 38

تعوّدنا أن نردّد في لهجتنا الشعبية عند وصف تعلّق أحدهم بالآخر “ربّى الكبدة عليه”، والواقع أن هذا الشعب وبعدما “ربّى الكبدة” على بوتفليقة فأبقاه لعهدة رابعة، ها هو يربّيها مجددا على مدرب الفريق الوطني فلا يريد مفارقته.. تحديدا بعد تلك الدموع الحارة التي ذرفها “حاليلو” وأحرقت قلوب الشعب، بل العالم أجمع!!

السبب ذاته ربما دفع البعض ليردد أن ما فعله اللاعبون الجزائريون في مونديال البرازيل يعدّ “ملحمة” بكل المقاييس، تماما مثل ملحمة خيخون قبل 32  سنة، وأيضا ملحمة الرئاسيات في أفريل الماضي، تعددت الملاحم والشعب واحد.!.. الملحمة هنا.. قد يفهمها البعض تلاحما، في حين قد يُفسر آخرون اشتقاقها تهكما من “اللحم”.. سواء كان لحما حلالا أو حراما، لا نعرف؟ تحديدا عندما يتمسك الشعب بالملحمة وهو يشتاق لـ”شكارة حليب” في رمضان!

قد يكون رأي الشعب، أو عمومه، صحيحا، سواء في الحالة المتعلقة ببوتفليقة وأيضا في حالة وحيد خاليلوزيتش.. لكن ما لا نفهمه أن السلطة التي تريد إقالة المدرب الفرانكو بوسني رغم النتيجة الإيجابية التي حققها في البرازيل مؤخرا، هي ذاتها السلطة التي بزعم الحفاظ على الأمن والاستقرار، دعت الشعب للإبقاء على الرئيس والحكومة والبرلمان ومشتقاتهم جميعا!!

أكثر من هذا.. نصف الشعب الذي لم يشارك في الانتخابات، ورفض حجة الاستقرار ودعمه من أجل إعادة التصويت على الرئيس، قد يكون في مقدمة المطالبين بدعم ذلك الاستقرار حين يتعلق الأمر بمدرب الفريق الوطني!!

لا أريد الخوض طويلا في مقارنات قد يراها البعض “غير لائقة” ولا صحيحة بين الحالتين.. تحديدا إذا ما تمادى العقل ليستحضر خطأ بوتفليقة في الاستعانة بشكيب خليل، وخطأ حاليلوزيتش حين أقحم مهدي مصطفى.. في كلتا الحالتين، كاد القرار أن ينسف انجازات وسمعة الرجلين!!

رياضيا، لم تعجبن يوما القسوة الشديدة التي تعامل بها البعض مع وحيد حاليلوزيتش.. لكن بالمقابل.. لا يروقني أيضا هذا المديح المبالغ فيه للمدرب الفرانكو بوسني بسبب مغادرة منصبه!!

أعتقد جازما أن 99 بالمائة ممّن يكتبون عن “إقالة حاليلوزيتش” أو يتمنون بقاءه لا يملكون المعطيات الكاملة عن الرجل و”أسرار” الدائرة المحيطة به!!

وعليه.. نحترم دموع الرجل.. ونحن مع فكرة منحه الجنسية الجزائرية تكريما لصنيعه.. لكنني أتمنى مغادرته “معزّزا مكرّما” بدلا من “الانقلاب عليه” غدا عند أول عثرة.. وتعرفون جيدا كيف ينقلب الجزائريون في مشاعرهم سريعا… ما بين الفطور والسحور!!

مقالات ذات صلة