دعوة لإقامة أعراس بـ ” البندير” والأناشيد الإسلامية!
![دعوة لإقامة أعراس بـ ” البندير” والأناشيد الإسلامية!](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/الدف.jpg?resize=790,444.375)
تضطر بعض الملتزمات من النساء والفتيات، إلى التزام أقصى اليمين أو أقصى الشمال أو الانزواء في ركن بعيد عندما يقررن حضور أعراس صاخبة تلبية لدعوة ملحة من أهل العرس، بينما تترفع أخريات عن هذه المجاملة الثقيلة حتى لا يتحملن وزر التجاوزات الشرعية التي تحدث في الأعراس، خاصة تلك التي تقام في صالات أفراح تتحول فجأة إلى ديسكوهات.
من هنا، أصبحت الدعوة إلى إقامة أعراس ملتزمة في قاعات أفراح إسلامية أمرا ملحا وضروريا بالنسبة لعدد كبير من النساء يبحثن عن الترفيه الحلال بعيدا عن الرقص الخليع والغناء الماجن والتعري الفاضح.
وفكرة إقامة أعراس بمقاييس إسلامية، أو قريبة من روح الأعراس التقليدية المحترمة التي تعتمد على الدف، دعت إليها مجموعة من النساء على فيسبوك اللواتي أعربن عن امتعاضهن من الأعراس التي تبيح كل المحرمات وتضطرهن إلى مقاطعتها على الرغم من صلة القرابة التي تجمعهن بأصحاب العرس، أو حضورها وهن غير راضيات، مشددات في نفس الوقت على ضرورة الاستعانة بفرق إنشادية أو الاعتماد على الغناء الجماعي للنساء الحاضرات، حتى لا يبدو العرس وكأنه مأتم أو ملتقى ديني.
حول هذا الموضوع، قالت سيدة أشارت إلى نفسها باسم “أريج الجنان”: “إن هناك فتيات يحسن الغناء، ويؤمن بفكرة الأعراس الإسلامية، ويمكنهن انتقاء أناشيد الأفراح رائعة ومبهجة”. مضيفة أن “الإسلام أجاز لنا الفرح والطرب في حدود الشرع وما ينقص الناس هو الفهم الصحيح لديننا الرائع الذي يتماشى والفطرة السليمة” متمنية أن تكون جميع أعراس أبنائها على الطريقة الإسلامية.
وعبرت آمال عن رأيها في الموضوع بقولها “في الجزائر لدينا قاعات أعراس كثيرة وكل واحد يختار أسلوب عرسه كما تحتم عليه الظروف، هناك من يقيم عرسه بالأغاني المتنوعة والشائعة، وهناك من يفرض على المعزومين جوا مملا يغلب عليه الحديث والثرثرة فيصبح فوضى وجوا للعب الأطفال” مشيرة إلى أن أخويها قاطعا عرس ابنتها ولم يحضراه لأنها استعانت فيه الغناء، وتعترف آمال أنها وقعت في حيرة بعدما حاولا أخواها إقناعها بعدم استعمال الغناء، ولكنها اصطدمت برغبة الأغلبية الذين يفضلون عرسا غنائيا.
وتقول صاحبة العرس، إنها تعيش غصة في صدرها لأنها أغضبت خالقها وهو الذي أعانها وكان لها سندا كبيرا، ولكنها لم تجد حلا وسطا يدخل السرور إلى قلب ابنتها ويرضي خالقها وأخويها في نفس الوقت حينها، واليوم تتمنى أن تكون الأعراس “نابعة من بساطتنا من ديننا من حيائنا من رغبتنا في إرضاء مولانا، عرسا يجعلنا نغادره دون شعور بتأنيب ضمير أو بإحساس بالضآلة والاحتقار لذواتنا، عرسا لا مجال فيه للتفاخر الذي في نظري تعدى كل الحدود في مدينتي”.
وفي نفس السياق، قالت السيدة حكيمة “لدينا في الجزائر نوعان من قاعات الحفلات، إما قاعة تبيح الغناء بكل أشكاله دون رقابة أو تحفظ، وإما قاعة تمنع الغناء منعا باتا فيكون العرس مثل المأتم، ولا مجال لوسطية معتدلة تسمح بالفرح والمتعة دون أن تخدش حياء أو تساهم في إسفاف أو تنشر فحشا” مشيرة إلى أنها حضرت ثلاثة أعراس أشعرتها أنها ابتعدت بها عن ربها “بعدا نفسيا خطيرا، فأين البديل الإسلامي الذي يريح القلب ويثلج الصدر؟!؟. واستاءت حكيمة من أولئك الأثرياء الذين لا يفكرون في استثمار أموالهم في هذا الباب “وفي مثل هذه المشاريع ذات الريع الرباني الكبير” متسائلة في حنق: “لماذا يتهافتون على الذهاب إلى العمرة مرات ومرات، بينما لا يعلمون أن مشروعا كهذا يغنيهم عن أي عمرة؟!”.
وقالت مريم، إنها كلما حضرت مثل هـذه الأعراس الصاخبة استعملت سماعة الأذن كحل شخصي.
وعبرت أم محمد عن ارتياحها من لجوء بعض الفتيات إلى الغناء على وقع “البندير” في بعض الأعراس وهو ما ذكرها بالأيام الجميلة التي مضت.
هـذا هو المطلوب بالضبط، أعراس بروح تقليدية تراعي فيها ضوابط الشرع، لا مكان فيها للتباهي الفارغ، ولا الاختلاط المشين ولا الغناء والرقص الخليعين اللذين ينقلان الحضور إلى أجواء المراقص والملاهي الليلة، وتحتاج فكرة فتح قاعات أفراح إسلامية أو تقليدية إلى خطوة واحدة لتتبعها خطوات كبيرة من شأنها أن تجعلها منافسة قوية للأعراس الماجنة و”المجنونة”.