-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خلال سجال مثير مع النائب الأوروبي السابق كريم زريبي

دريانكور يعترف بخسارة فرنسا لنفوذها في الجزائر

محمد مسلم
  • 2626
  • 0
دريانكور يعترف بخسارة فرنسا لنفوذها في الجزائر
أرشيف
السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر، كزافيي دريانكور

سجال شيق ومثير ذلك الذي كان بين النائب الفرنسي السابق في البرلمان الأوروبي من أصل جزائري، كريم زريبي، والسفير الفرنسي الأسبق في الجزائر المثير للجدل، كزافيي دريانكور، على منصة “بور آف آم”، كان محورها المواقف المتطرفة للدبلوماسي المتقاعد من الجزائر، في كل مرة، وخلفيات ذلك، وكذا خصوصية العلاقات الجزائرية الفرنسية التي شهدت عدم استقرار مزمن منذ عقود.
لماذا تكتب في كل مرة بحقد عن الجزائر. لمسنا ذلك من خلال كتابك “اللغز الجزائري”، وكذا حواراتك ومساهماتك في العديد من المنابر الإعلامية اليمينية في فرنسا؟ يسأل السياسي الفرنسي من أصول جزائرية، كريم زريبي، الدبلوماسي الفرنسي. فيرد الأخير مهاجما: “الجزائريون يوظفون الذاكرة في خلافاتهم مع الجانب الفرنسي، بل إنهم يزورون التاريخ” على حد زعمه.
ويمضي السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر مدافعا عن مواقف بلاده. ويقول إن السلطات الفرنسية ممثلة في رئيسها إيمانويل ماكرون، عملت جاهدة منذ وصوله إلى قصر الإيليزي، من أجل البحث عن حلول لأزمة الذاكرة، غير أن الجانب الجزائر لم يتجاوب مع هذا التوجه. وكان يشير كزافيي دريانكور إلى الثنائي بنجامان ستورا عن الجانب الفرنسي وعبد المجيد شيخي عن الجانب الجزائري، التي انتهت كما هو معلوم إلى الفشل، علمًا أن بنجامان ستورا قدم تقريره للرئيس الفرنسي، ولم يرفع ما تضمنه للجزائريين.
وأخذ السجال نصيبه من تراجع الحضور الفرنسي في الجزائر على أكثر من صعيد، وكان البعد الاقتصادي هو الجانب الأكثر إيلاما بالنسبة لفرنسا التي خسرت الكثير من معاقلها في مستعمرتها السابقة، لصالح منافسين آخرين مثل الصين وإسبانيا وفرنسا وتركيا، وهي الحقيقة التي تأسف لها السفير الفرنسي.
أما عن أسباب هذا التراجع، فيرى الدبلوماسي المتقاعد أنها متعددة ومتنوعة، وهناك أسباب بنيوية. يقول كزافيي دريانكور: “زرت مصانع فرنسية في الجزائر ووجدت العتاد إيطالي”، ويعترف الدبلوماسي المتقاعد بأن المؤسسات الفرنسية باتت ثقيلة في مواكبة التطورات التي في الجزائر. كما أن البعض من المؤسسات الفرنسية باتت تركز على الصفقات الكبرى مثل التسليح، وتهمل الصغرى منها وهو ما مكن أطرافا أخرى من ملء الفراغ الحاصل على هذا الصعيد”.
كما يرى السفير الأسبق أن الصين عرفت كيف تستغل الفرص المتاحة، فضلا عن التوجه الجزائري الذي كان واضحا في استغلال التطورات الحاصلة على المشهد الدولي، والذي تبرز فيه الصين كقوة صاعدة تسير بوتيرة سريعة، ولكن دون نسيان الاعتبارات التاريخية التي شهدت العلاقات بين الجزائر وبكين والتي تعود كما هو معلوم إلى البدايات الأولى للاستقلال.
وهنا استغل كريم زريبي الفرصة ليهاجم السفير الفرنسي الأسبق، قائلا، إن الفرنسيين يحرصون على التصدير للجزائر، وبالمقابل لا يريدون إقامة مصانع هناك، على غرار شركة “رونو” مثلا التي وعلى الرغم من أن الجزائريين يستهلكون منتجاتها (السيارات) ثلاث مرات أكثر من المملكة المغربية، ومع ذلك فضلت إقامة مصنع لها في المغرب.
ووفق السفير الفرنسي، فإن الشركة الفرنسية باشرت مباحثات مع الطرف الجزائري في سنة 2007، من أجل إقامة مصنع لها في الجزائر، غير أن هذه الأخيرة لم تقدم مغريات كافية لتحفيز الشركة الفرنسية، وفضلا عن ذلك، يضيف الدبلوماسي المتقاعد، فالقرار الأول والأخير يعود للشركة وليس للسلطات الفرنسية، حالها حال بقية الشركات الأخرى الناشطة في مجال صناعة السيارات مثل بوجو وسيتروان.
وعلى الرغم من مشاكل البيروقراطية وتعقيدات تحويل الأموال باتجاه فرنسا، يقول دريانكور، إلا أن هناك شركات فرنسية ناجحة في الجزائر، تنشط في العديد من القطاعات مثل الصناعات الغذائية، وبعض الخدمات الأخرى.
وردا على اتهامه بالهجوم المستمر على اتفاقية 1968، قال السفير الفرنسي الأسبق “أنا طالبت بجلوس الطرفين إلى طاولة الحوار من أجل التفاوض حول الاتفاقية ولم أطالب بوقف العمل بها من جانب آخر، لأن الاتفاقية تسمو على القوانين العادية، وهذا يجعل من القوانين الأخرى المتعلقة بالهجرة ليست ذات جدوى، فيما يتعلق بالجزائريين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!