-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

درء الخطر عن الأمّة بمنع التشهير بالأئمة

جمال غول
  • 309
  • 0
درء الخطر عن الأمّة بمنع التشهير بالأئمة

يُـمثّلُ الإمام القلبَ النَّابض للمجتمع، وقطبَ الرَّحى فيه، فإليه يلجأ الـمجتمع لعلاج مشكلاته، ومداواة جراحاته، فكم فكَّ من نزاعات أسريّة، وخصومات قبليّة، وكم نزع من فتيل فتـن تكاد تذهب بالدِّماء هدرًا، وبالأموال إتلافًا وخُسرا، وبأمن الوطن زعزعة، وهو الذي تستعيـن به الأمَّة كلَّما ألـمَّ بـها خطب أو كرب، فهو رجلُ الإطفاء الأوّل ولا فخر، وهو السَّند فـي الـمحنة، والـمرشد والـمربـي والواعظ النّاصح على مدار الوقت.

إنّ حماية دور الإمام في هذه الساحة من مهام الدولة أولاً من حيث الحماية التشريعية التي تضبط المنظومة التأطيرية لمهامه وتسُنّ العقوبات الرادعة في حال الاعتداء عليه معنويا أو لفظيا أو جسديا، وهو ما ينبغي أن تضطلع به -وبلا هوادة- مختلف القطاعات كلٌر في مجال اختصاصه، ثمّ حماية مادية تصون ماء وجهه أن يراق هنا أو هناك وذلك بكفايته كفاية تليق بحامل ميراث النبوة.

وعليه، فإنّ إهانة الإمام بعد كلِّ هذا خيانة، والتَّشهيـرَ به جريمة تتوالد عن سوء طويّة، وتتوارى خلفها أجنداتٌ خبيثة خفية، وإنَّ المفترض من وسائل الإعلام الإشادة بالقدوات الـحسنة التـي بـهم يُبنـى الـمجتمع ويرتقي، وعلى هديهم تسلك الأمة وتهتدي. وعليه، فإنّ الطّعن أو التّشهيـر بالأئمّة ومـحاولاتِ تشويههم فـي القنوات التّلفزيونيّة أو الـجرائد الـمكتوبة والمواقع الإلكتـرونيّة وغيـرهـا من وسائل الاتصال والتواصل هو خروج عن رسالة الإعلام الأصيلة، واستخفاف بأخلاقيات وشرف المهنة وخرق للمراسيم التّنفيذية للدّولة الـجزائرية التـي تصنّف الإمامة ضمن وظائف القطاعات السيّادية ذات الرَّمزية التـي يـمنع التّشهيـر بـها. وهو كذلك مناقضة لتوجّهات القائد الأوّل فـي البلاد السيّد رئيس الـجمهوريّة الذي نوّه فـي أكثر من مناسبة بـجهود الأئمّة، ورسَّم لـهم يومًا وطنيًّا يُـحتفل به مقابل ما قدَّموه ومازالوا للمجتمع والأمّة.
وما تشهده هذه الأيّام من مـحاولات التَّشهيـر بالأئمَّة وتشويه سـمعتهم من دون دليل أو بيِّنة من قِبل بعض وسائل الإعلام يدعو إلى القلق ليس على سـمعة الأئمَّة فحسب، بل وعلى مستقبل الـمجتمع والأمَّة وأمنها واستقرارها، وما ستؤول إليه الأمور إذا أُقصِي الإمام -لا سـمح الله- عن ساحة التَّوجيه والتّأطيـر والتّأثيـر.
ولهذا، فإنّ حماية دور الإمام في هذه الساحة من مهام الدولة أولاً من حيث الحماية التشريعية التي تضبط المنظومة التأطيرية لمهامه وتسُنّ العقوبات الرادعة في حال الاعتداء عليه معنويا أو لفظيا أو جسديا، وهو ما ينبغي أن تضطلع به -وبلا هوادة- مختلف القطاعات كلٌّ في مجال اختصاصه، ثمّ حماية مادية تصون ماء وجهه أن يراق هنا أو هناك وذلك بكفايته كفاية تليق بحامل ميراث النبوة على صاحبها الصلاة والسلام، حتى لا يكون هو الأول في صف الإمامة والصلاة وهو الأخير في ترتيب الرواتب والماديات.
وثانيا تقع حمايته وحماية دوره أيضا على عاتق الوزارة الوصية التي ينبغي أن تذلل له الصعوبات المهنية من خلال مجالات التكوين المتخصصة، وعبر إشراك المجلس الوطني المستقل في كل ما يخصّ المسارات المهنية، ويجب أن تخدمه إداريا وتسنده أمام موجات وعواصف الاعتداءات التي تهُبُّ بين حين وآخر من قِبل بعض الجمعيات الدينية أو المختلين عقليا أو الموسومين بالجنون، أو من أصحاب “الكلافة” الذين لا سلطة لهم حتى على بيوتهم.
وثالثا تقع مسؤولية حماية الإمام ودوره في المجتمع على الحاضنة الشعبية والأهلية من المصلين والأولياء والمواطنين والجمعيات والمنظمات التي ينبغي أن لا يخفت صوتها في الدفاع عن أئمّتهم وحمايتهم، مثلما كان في عهد الأسلاف والأجداد؛ إذ كانوا لا يبتّون في أمر ذي بال إلا بعد استشارة الإمام ولا ينادونه إلا بعبارة المقام العالي: سيدي الشيخ، ولا يُحوجونه إلى سؤال أي أمر من أمور المعاش إلا بادروه به عن نباهةٍ وطيب نفس.
وأخيرا لابد على السّادة الأئمة أن يلتفوا حول مجلسهم الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف لتزداد رابطتهم قوة وانتشارا عبر جميع ربوع الوطن، وحتى يتعاونوا على دفع التعسُّفات والتجاوزات القانونية التي تطالهم من بعض الإدارات، ولا مناص لهم في هذا من الالتحاق والانتساب لأنّ دوام حال البعض في الحضوة والقرب من المسؤولين محال ولن تكون لهم الحماية بعد الله تعالى إلا بتآخيهم وتآلفهم تحت راية هذا المجلس المبارك بإذن الله.
ولكم فيمن سبق عبرة وعظة، والخير كل الخير فيمن اعتبر واتعظ بغيره.
فهلموا أيها الأئمة بمختلف رتبكم إلى المعالي في ظلال مجلسكم، ولا تتخلّفوا عنه فتفشلوا وتذهب ريحكم، واجتمعوا تحت سقفه العالي ولا تتفرقوا، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!