الرأي

خيبة الوزير مساهل!

قادة بن عمار
  • 9414
  • 0

من يستمع إلى تصريحات وزير الخارجية عبد القادر مساهل بشأن نتائج زيارته إلى 8 عواصم عربية في المدة الأخيرة، سيدرك أن الرجل عاد إلى الجزائر مثلما غادرها، يجرّ أذيال خيبة كبيرة وشعورا بالتشاؤم إزاء العثور على حل عاجل لأزمة الخليج.

الواقع أنه لم تعد هنالك إمكانية أصلا للعثور على حلول منطقية في الأزمة، فالعبث الذي تعيشه المنطقة غير مفهوم، سواء من طرف دول الحصار وفي مقدمتها الإمارات، ولا نقول السعودية، وأيضا من جانب القطريين، فهؤلاء وما إن تبرز ملامح حل في الأفق إلا وأعادوا ترتيب أوراقهم بشكل صدامي جديد.

كيف للجزائر والوزير مساهل العثور على حلّ، وهو الذي وصل المنطقة موازاة مع استقبال الرياض وأبو ظبي لأحد أكبر رموز الساسة الشيعة في العراق، وهو مقتدي الصدر؟ كما طلبت السعودية من رئيس الوزراء حيدر العبادي التوسط لها للتحاور مع إيران؟ أليس التقارب مع طهران “كان وما يزال” هو التهمة الأولى الموجهة للقطريين؟ بل كيف يمكن العثور على حل وقد قررت الدوحة وبدلا من تخفيف حدة الخطاب الإعلامي المعارض للإمارات والسعودية، أن ترفع من وتيرته، وقد شاهدنا في المدة الأخيرة مجموعة تقارير يندى لها الجبين عن أهوال غير إنسانية وقعت في اليمن، تقول الجزيرة إن الإماراتيين ارتكبوها، وبقدر ما تمثله تلك الأفعال من جرائم وحشية فإن السؤال: أين كانت قطر من كل هذا؟ ولماذا لم تشاهد “الجزيرة” ذلك من قبل؟!

مساهل وصف الأزمة في الخليج بالمعقدة، والواقع أنه لم يكن في حاجة إلى تضييع وقته وجهده في زيارة 8 بلدان من أجل الخروج بتلك النتيجة، فالجالس في بيته وعلى بُعد آلاف الكيلومترات من المنطقة يستطيع التوصل لتلك النتيجة، لكن في المقابل، فإن حديث وزير الخارجية عن وشك اضمحلال العمل العربي المشترك، واندثار الجامعة العربية فيه من التفاؤل المفرط و”السخرية” ما يثير الريبة والشك، فعن أيّ جامعة عربية يتحدث مساهل؟ وما هو هذا “العمل العربي العظيم” الذي يخشى اندثاره؟!

هذه الجامعة العربية باتت عارا مشتركا بين الجميع، ويا ليت الجزائر تقرر جديا ومن منطلق دبلوماسية “النأي بالنفس” التي تتبناها، أن تنأى بنفسها عن دفع مستحقاتها المالية لتلك الجامعة، ولا تكترث للأمر، فلم يعد هنالك من جدية في الاستمرار بالتواجد داخل هيكل بلا روح، أو الحفاظ على عضوية بلا معنى داخل “هيئة بائسة” اغتالت كل القضايا وفي مقدمتها فلسطين.

مقالات ذات صلة