خولة الإبراهيمي تدعو إلى إصلاح جذري لاستعادة هيبة الجامعة

يبحث كتاب خولة طالب الإبراهيمي “نهاية قداسة الجامعة.. تراجع الأخلاقيات وانفجار العنف” أسباب تفشي ظاهرة العنف في الجامعة حيث يضم الكتاب الذي أشرفت الإبراهيمي رفقة كل من فاطمة أوصديق ولويزة دريس على تنسيق مواده، مجموعة من الأوراق البحثية التي قدمها مختلف الأساتذة من جامعات مختلفة عبر الوطن تحاول فهم طيعة ظاهرة العنف الذي ضرب الجامعة بوصفها أرقي مؤسسة اجتماعية كانت في السابق تحظى بالقداسة والحصانة والهيبة ويتمتع المنتسبين إليها بحصانة اجتماعية وسمعة غير متاحة للجميع.

وقالت خولة طالب الإبراهيمي على هامش جلسة التوقيع التي نظمتها بجناح منشورات كوكو بالمعرض، إن الدافع وراء مقاربة الظاهرة هو حادثة الاعتداء على الأساتذة الجامعيين في كلية العلوم السياسية الأمر الذي اعتبرته الإبراهيمي خرقا لكل الاعتراف التي تحكم الجامعة كمنتجة لقيم الحوار وأخلاق الاختلاف والتفكير واعتبرت المتحدثة هذا الكتاب كنوع من الاحتجاج ضد تفاقم الظاهرة الأخذة في الانتشار بوثيرة مخيفة.

وأشارت الإبراهيمي أنه بإمكان الكتاب تقديم نظرة عن منشأ الظاهرة أسبابها كون الباحثين والجامعين لا يملكون غير البحث والكتاب كطريقة للتعبير عن انشغالاتهم.

تضمن الكتاب عدة دراسات بالعربية والفرنسية بأقلام أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن حيث اختلفت الطروحات التي عالجت الظاهرة من منظور سيولوجي وتاريخي وحتى نقابي وقد خلص الكتاب إلى جملة من النتائج تصب في صلب إدانة “النظام الجامعي” الذي أنتج الفشل الأمر الذي جعل الجامعة ضحية وفي نفس الوقت مدنية .

وتوضح نتائج الدراسة أن الجامعة ضحية لأن جزءا من إصلاحات الجامعة تقرر خارج الحرم الجامعي ومن دون الجامعيين والجامعة مذنبة لأنها تعيد إنتاج الاستبداد فعوض أن تكون العلاقات داخل الجامعة علاقات اندماج تحولت إلى علاقات صراع وظلم واستبداد.

كما دعت نتائج البحث إلى وجوب أحداث إصلاح جذري في الجامعة تعيد لهذه المؤسسية هيبتها من خلال إعادة الاعتبار للقيمة الفكر النقدي وأخلاق العلم والاستقامة والنزاهة والصرامة الأكاديمية وغيرها من القيم النبيلة التي تستوجب إيجاد كادر تربوي وبيداغوجي على مستوى عال من التدريب والحنكة العلمية.