الرأي

خليج “الانقلابيين!”

قادة بن عمار
  • 4523
  • 7

هنالك نكتة بدأت في الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقا على انقلاب العسكر في مصر، يقول مضمونها أن جماعة من الاقتصاديين والخبراء في بلد عربي، اقترحوا حلاّ للأزمة المالية التي ضربت مفاصل الدولة، يقتضي أن يحكم الإخوان مدة سنة واحدة فقط، ثم يعقب ذلك انقلاب عسكري عليهم لجلب أموال الخليج!

العسكر في مصر، لم يكونوا ليُقدموا على تنفيذ مخططهم الانقلابي دون ضوء أخضر غربي ووعد خليجي بتوفير الملايير من الدولارات، لذلك لم يكن غريبا أن تسبق صحيفة سعودية الجميع، بما في ذلك صحف القاهرة الكبرى، للإعلان عن خارطة الطريق التي كشف عنها الجنرال السيسي، بعد تنفيذ الانقلاب والقبض على الرئيس المنتخب!

الانقلابيون الجدد في مصر، لم يتركوا فرصة ولا مناسبة إلا وتهجّموا من خلالها على مرسي، وتحديدا بعدما عيّن هذا الأخير بعض المقربين من جماعته ــ وهذا أمر طبيعي لأّيّ حزب فاز في انتخابات ــ على رأس وزارات ومحافظات مهمة!

ذات الانقلابيين لم يقولوا كلمة واحدة عن التعيينات الأخيرة لأول حكومة نتجت عن تقسيم الشعب المصري، وتحديدا في وزارتي الاعلام والثقافة، فالأولى حصلت عليها مناضلة سابقة في حزب مبارك، الذي ثار عليه المصريون، والثانية عادت لتحكمها واحدة من صديقات ماما سوزان، وهي مديرة الأوبرا التي فضحها وزير الثقافة الإخواني السابق، حين قدم بالدليل كيف احتكرت المسؤولية وحصلت على مبالغ مالية طائلة نظير خدمة عمومية ضعيفة!

كما أن رجال الأعمال الذين أطاحوا بمبارك نتيجة فسادهم الذي طغى وانتشر في البلاد، فسرقوا جميع مقدراتها واغتالوا قيمة الانسان فيها، بدؤوا في إعادة التشكّل مجددا في مجالات الطاقة والحديد والإعلام، وتملأ إعلاناتهم الفضائيات في رمضان، وكأن مصر عادت لعهد المخلوع مبارك، ولم تقم فيها ثورة شعبية أبدا!

دولة الانقلاب في مصر تريد أن تؤسس لفترة انتقامية وليس انتقالية، وهي لن تنجح في ذلك إلا بمزيد من التعيينات التي تقوم في الأساس على ممارسة “العنف الرمزي”… فكيف نبرر مثلا بعث أباطرة الفساد وأركان دولة مبارك إلى الحياة مجددا؟ هل أنّ كره الإخوان، يدفع لاستباحة قيم الثورة الحقيقية واغتيالها تحت مسمّى التصحيح؟!

ألا يخجل أمراء وملوك الخليج الانقلابي “العربي سابقا”، من اعانة طرف على تصفية الآخر في مصر؟ لماذا لم نسمع بملاييرهم التي تتدفق على المصريين حاليا خلال عهد مرسي؟ ألهذه الدرجة كانوا يشعرون بالحقد والأسى من اختيار المصريين رئيسهم بطريقة حرّة وشفافة، بعيدا عن سلطة التعيينات وحكم الوصاية وثقافة القطيع البشري؟!

 

الخليجيون يعينون دولة الانقلاب في مصر على تأسيس مرحلة انتقامية، كما أن سكوت بعض أصوات العقل في تيارات فكرية وإيديولوجية وشعبية أخرى عن مناصرة الحق لخصومة سياسية أو نكاية في الإخوان، لن تنفع بقدر ما ستضر الجميع، لأن الخاسر في المعركة الحالية، ليسوا الإخوان وحدهم بل مصر برمّتها.

مقالات ذات صلة