جواهر
البعض اعتبره ورقة انتخابية

خلاف حاد بين نواب البرلمان حول‮ “‬صندوق المطلقات‮”‬

جواهر الشروق
  • 9548
  • 35

المحامي‮ ‬بهلولي‮: ‬الصندوق‮ ‬يشجع على الطلاق والخلع في‮ ‬الجزائر

أثار مشروع إنشاء صندوق النفقة الغذائية لدى مناقشته من قبل أعضاء المجلس الشعبي‮ ‬الوطني،‮ ‬جدلا واسعا بين ممثلي‮ ‬الكتل البرلمانية،‮ ‬حيث اعتبروه مشروعا تم إطلاقه لخدمة مصالح سياسية،‮ ‬وفي‮ ‬إطار الحملة الانتخابية،‮ ‬دون التفكير في‮ ‬كيفيات وآليات تجسيد القانون على أرض الواقع،‮ ‬فيما انتقد حقوقيون جزائريون هذا المشروع الخاص بما سمي‮ “‬صندوق المطلقات‮” ‬في‮ ‬البداية،‮ ‬ليحل محله مشروع‮” ‬صندوق النفقة الغذائية للطفل،‮”‬معتبرين أنه‮ ‬يشجع النساء على الطلاق ولم‮ ‬يراع أحكام المواد الخاصة بقانون الأسرة‮”.‬

بعد أكثر من شهرين من مصادقة مجلس الوزراء على مشروع إنشاء‮ “‬صندوق النفقة الغذائية‮” ‬بعدما أعلن عنه رئيس الجمهورية،‮ ‬شهر مارس،‮ ‬في‮ ‬شكل صندوق للمطلقات،‮ ‬أعادت جلسة مناقشة هذا المشروع قبل أن‮ ‬يتم تطبيقه والمصادقة عليه من قبل البرلمان الجدل الواسع حول ما اصطلح على تسميته‮ “‬صندوق المطلقات‮”‬،‮ ‬خاصة أن الكثير من منتقديه رأوا فيه مشروعا للتشجيع على الطلاق،‮ ‬فيما اعتبره آخرون مشروعا لحماية المرأة المطلقة والطفل ولتمكينها من حقها في‮ ‬النفقة‮!!‬

وفي‮ ‬هذا السياق،‮ ‬اعتبر النائب عن جبهة العدالة والتمنية،‮ ‬لخضر بن خلاف،‮ ‬بأن الترويج لهذا المشروع كان في‮ ‬إطار حملة انتخابية،‮ ‬مشيرا إلى أن النساء الجزائريات تم‮ “‬التغرير بهن‮” ‬على حد قوله،‮ ‬وهذا من خلال الإعلان عن‮ “‬صندوق المطلقات‮”‬،‮ ‬في‮ ‬حين أن هذا المشروع هو‮ “‬صندوق النفقة الغذائية‮”‬،‮ ‬وليس خاصا بالمرأة بل بالطفل،‮ ‬وأضاف‮ “‬إن إقرار هذا الصندوق بهذه المغالطات‮ ‬يعتبر خطوة سياسوية أكثر منها خطوة اجتماعية،‮ ‬والدليل على ذلك رفض جميع مقترحات النواب سابقا في‮ ‬هذا الشـأن‮”‬،‮ ‬مشيرا إلى أن هذا المشروع تم الترويج له بنفس الطريقة التي‮ ‬سبقت قانون الأسرة،‮ ‬والذي‮ ‬أوهم النساء بالحق في‮ ‬المنزل بعد الطلاق،‮ ‬في‮ ‬حين أن الواقع‮ ‬يؤكد أنه الوهم،‮ ‬وأن المنحة التي‮ ‬يتحصلن عليها بدل إيجار لا تكفي‮ ‬حتى لتأجير منزل لائق‮”.‬

ونوه بن خلاف بأن صندوق النفقة هو حق للطفل لا للمرأة،‮ ‬حيث تم إسقاط كلمة‮ “‬الغذائية‮” ‬من النص العربي،‮ ‬خلافا للنص الفرنسي،‮ ‬وهذا للترويج لصندوق المطلقات في‮ ‬إطار حملة انتخابية،‮ ‬وطالب في‮ ‬السياق ذاته بإعادة النظر في‮ ‬المشروع،‮ ‬بما‮ ‬يتوافق ونصوص قانون الأسرة والواقع المعاش،‮ ‬دون إغفال أي‮ ‬طرف،‮ ‬معتبرا أن هذا القانون سيشجع النساء على طلب الطلاق جريا وراء نفقة وهمية،‮ ‬ليقول‮ “‬إيهام النساء بنفقة شهرية تقدر بـ10‮ ‬آلاف دينار في‮ ‬هذا المشروع سيشجع ضعيفات النفوس على الطلاق‮”‬،‮ ‬وأضاف بأنه ليس ضد مشروع الصندوق،‮ ‬لكن‮ ‬يجب أن تصاحبه‮ -‬حسبه‮- ‬عدة تعديلات جوهرية ليكتمل،‮ ‬ويكون مناسبا لحماية حقوق الأطفال بعد حدوث الطلاق،‮ ‬مشيرا إلى أن هذا القانون أهمل عدة شرائح أخرى بحاجة للاستفادة من الصندوق،‮ ‬كاليتامى،‮ ‬وكذا الأولاد الذين‮ ‬يعاني‮ ‬آباؤهم من الأمراض المزمنة،‮ ‬ويعجزون عن إعالتهم،‮ ‬ليؤكد على أن من سنوا هذا الصندوق تورطوا في‮ ‬التسمية دون التفكير في‮ ‬التطبيق‮.‬

ومن جهته،‮ ‬المحامي‮ ‬لدى المحكمة العليا إبراهيم بهلولي،‮ ‬انتقد مشروع قانون‮ “‬صندوق النفقة الغذائية‮”‬،‮ ‬وقال بأن هذا المشروع‮ ‬يجب أن‮ ‬يصاحبه تعديلات في‮ ‬قانون الأسرة الذي‮ ‬يقر أيضا النفقة،‮ ‬وحتى لا تختلط القوانين في‮ ‬تطبيقاتها،‮ ‬كما اعتبر بأن هذا القانون‮ ‬يشجع على الطلاق والخلع بمنحه الفرصة للمرأة في‮ ‬الإثراء،‮ ‬مشيرا إلى أنه لم تصاحبه أي‮ ‬دراسة ميدانية،‮ ‬وتم إطلاقه في‮ ‬إطار حملة انتخابية لا‮ ‬غير،‮ ‬مشيرا إلى أن هذا الصندوق مجرد تضييع للمال،‮ ‬ولم‮ ‬يتم التفكير في‮ ‬آليات تنفيذه والتناقض الذي‮ ‬يطرحه مع قانون الأسرة،‮ ‬وهو‮ ‬يشجع على الرذيلة والطلاق،‮ ‬ويجعل الرجل‮ ‬يحس بالظلم‮.‬

مقالات ذات صلة