الجزائر
في ظل ارتفاع درجات الحرارة ونقص الوقاية

خطر الحشرات ناقلة الأمراض يهدّد المدن الجزائرية

وهيبة سليماني
  • 1387
  • 0

انتشرت مؤخرا، أنواع وأشكال مختلفة من الحشرات، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، والزوابع الرملية الزاحفة نحو الشمال. فالجزائر، كغيرها من بلدان العالم، مهدّدة بسبب التقلبات الجوية، بظهور حشرات تهدّد المحاصيل الزراعية والنباتات، والمنازل.

وباتت بعض الحشرات تثير الرعب والذعر، على غرار بعوضة “النمر“، والصراصير والعناكب، وغيرها من الأنواع التي تزحف نحو المدن الكبرى والأحياء ذات الكثافة السكانية.

ويذكر أن فرنسا عاشت حالة من الطوارئ، خلال السنة الماضية، بعد انتشار “بق الفراش” في الأماكن العامة بباريس، حيث تم رصد هذه الحشرات الماصة للدماء في المترو والقطارات السريعة ومطار شارل ديغول، وبعدها في المستشفيات وبعض دور السينما والفنادق، إذ امتد الذعر إلى بعض بلدان العالم، وإلى الجزائريين الذين تخوفوا بشدة من انتقال حشرة “بق الفراش” إلى أرض الوطن عن طريق استيراد بعض الخردوات والأثاث القديم.

مختص في الحشرات ناقلة الأمراض: لدغة بعوض النمر تهدّد بالموت

وكشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، سابقا، أن التغيرات المناخية الحاصلة، وما يصحبها من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في مزرعة تسمى “باث سيتي” بجورجيا، أدت إلى ظهور عشرات الأنواع الجديدة من الحشرات.

وبحسب ذات الصحيفة، فإن المسح الذي أجري على مزرعة “باث سيتي”، كشف عن ظهور كائنات جديدة، كالعناكب، والعثة السمورية الملونة، والصراصير التي “تغرد”، وعنكبوت الشبك الأخضر، ونحلة اللبلاب، وذبابة الدبابير الصغيرة.

مخططات استعجالية لمواجهة انتشار الحشرات

وفي سياق الموضوع، دعا عضو المنظمة العالمية للصحة، المختص في الأمراض الاستوائية، والحشرات الناقلة للأمراض، الدكتور محمد حمو، في تصريح لـ”الشروق”، إلى استحداث مخطط خاص لمواجهة انتشار الحشرات، مع تصنيف هذه الأخيرة، بعد إحصاء المناطق المنتشرة فيها، ووضع منصة رقمية خاصة بحسبه، للتنسيق مع الجهات الفلاحية والبيئية، والطبية.

وقال الدكتور محمد حمو، إن التلوث البيئي وتراكمات الفضلات والأوساخ، مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، يهدد بانتشار الحشرات المزعجة والناقلة للأمراض، الأمر الذي يستدعي تعيين هيئات تشرف على استقبال إعلانات عن وجود مثل هذه الكائنات في بعض المناطق الجزائرية، مع فتح مصالح التدخل السريع.

ويرى ذات المتحدث بأن وسائط التواصل الاجتماعي، مهمة في رصد المناطق والأماكن التي تظهر فيها حشرات ناقلة للأمراض، أو مزعجة، حيث لا يمكن التغافل، بحسبه، عن بعض الأنواع التي قد تكون لادغة، وسامة.

وأكد خبير علم الحشرات، الدكتور محمد حمو، أن التقلبات الجوية ستعيد انتشار أصناف وأنواع كثيرة من الحشرات مثل “البرغوث”، الذي تسبّب سنة 2003 في نقل الطاعون إلى الجزائر، و”القراد” الذي تحمله الحيوانات والكلاب في وبرها، ويمكن العثور عليه في وبر القطط، وعند بعض الأشخاص المتشردين والذين يعيشون بدون مأوى، مشيرا إلى أن “القراد” حشرة ناقلة لبعض الأمراض المعدية، مثلها مثل القمل.

وأفاد ذات المتحدث بأن الأوبئة والأمراض أصبحت عابرة للحدود، وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض، والمسببة للحساسية، يمكن أن تستهدف الجزائر بعد تواجدها في بعض بلدان العالم، خاصة أن التقلبات الجوية بحسبه، غيرت طبيعة ونمط حياة بعض البشر، وجعلت بعضهم يزحفون نحو الشمال، ويختلطون بأجناس أخرى.

البعوض والصراصير حشرات تغزو مدنا جزائرية

وقال الدكتور محمد حمو، إن ارتفاع درجات الحرارة مع بداية الصيف، وظهور زوابع رملية من حين إلى آخر، ساهم مع تلوث المحيط، والرمي العشوائي للنفايات، في انتشار البعوض الذباب، والصراصير، إذ دعا المصالح المحلية ومكاتب التطهير، إلى القيام بدورها في عمليات الرش بالمبيدات، وتحديد أماكن انتشار بعض الحشرات، والوضع البيئي المحيط بها.

وحذر في السياق، من بعوض “النمر”، الذي ينتشر بسرعة، وينقل أمراضا خطيرة، ويمكن أن يتسبب في حالات وفاة، موضحا أن بعض البعوض يتطور نموه في الجنوب الأوروبي، وغير مستبعد انتشاره في الجزائر، التي يوجد بها 10 أنواع من البعوض، وأخطرها بعوض “النمر”، وهي من بين 50 نوعا لهذه الحشرة عبر العالم، في انتظار، بحسبه، أنواع أخرى يمكن قدومها من أوروبا وإفريقيا.

ويرى أن الصراصير التي ظهرت بقوة في المدن الكبرى والأحياء ذات الكثافة السكانية وفي العمارات، بعد خروجها من البالوعات ومن بعض قنوات صرف المياه، يمكن أن تؤدي إلى انتشار حساسية مفرطة، جلدية أو تنفسية.

وأشار الدكتور محمد حمو، المختص في الأمراض الاستوائية، والحشرات الناقلة للأمراض، إلى أن انتشار الحشرات في المنازل مثل البعوض والذباب، والصراصير، خطر يتعلق أيضا بزيادة استعمال المبيدات في فضاءات مغلقة، وبالتالي، التأثير على صحة الإنسان، والأطفال في مرحلة النمو، فبالنظر بحسبه، إلى الأمراض التي تنقلها أو تتسبب فيها هذه الحشرات، يصبح أيضا الإفراط في استعمال المبيدات، مسببا لأمراض مختلفة كلها تهدّد حياة البشر.

وأكد المتحدث أن أغلب الحشرات تساهم في نشر أمراض، مثل حمى البحر الأبيض المتوسط، والالتهاب الكبدي، والطاعون، موضحا أن ولايات في الجنوب الجزائري تعتبر منطقة استوائية، وهذا ما يجعلها مهدّدة أكثر بالأمراض والحشرات.

مقالات ذات صلة