-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين التسرع وكثرة الأخطاء ضاعت 3 نقاط من ذهب

خسارة غينيا تدخل الشك وبيتكوفيتش يخيب في أول رهان

صالح سعودي
  • 1227
  • 0
خسارة غينيا تدخل الشك وبيتكوفيتش يخيب في أول رهان

خيّب المنتخب الوطني جمهوره العريض الذي سجل حضوره في ملعب “نيلسون مانديلا” أو الذي تابع المباراة على الشاشة الصغيرة، وهذا إثر الخسارة الصادمة وغير المتوقعة في عقر الديار أمام منتخب غينيا بهدفين مقابل هدف واحد، في مباراة كانت فيها العناصر الوطنية بعيدة عن مستواها الحقيقي بسبب الضعف البدني وكثرة الأخطاء الدفاعية والتسرع وغياب الفعالية، ما تسبّب في تضييع 3 نقاط من ذهب فسحت المجال واسعا لمنتخب غينيا من أجل ضمان الشراكة مع “الخضر” في المقدمة.

لم يكن المنتخب الوطني بقيادة المدرب بيتكوفيتش في مستوى تطلعات الجماهير الجزائرية، عقب الخسارة المؤثرة في عقر الديار أمام المنتخب الغيني، خسارة أخلطت الكثير من الحسابات وأعادت الأمور إلى نقطة البداية. وفي الوقت الذي كان يراهن الكثيرون على نقاط هذه المباراة من أجل ضمان فارق مريح عن بقية الملاحقين، إلا أن هذه الهزيمة غير المتوقعة فسحت المجال لأطماع بقية المنتخبات على توظيف جميع إمكاناتها من أجل التنافس على التأهل إلى مونديال 2026، وفي مقدمة ذلك منتخب غينيا الذي أصبح بعد هذه الجولة المنافس الحقيقي للمنتخب الوطني على هذا الطموح. منتخب عرف كيف يستثمر في نقائص وأخطاء المنتخب الوطني، بدليل ركونه إلى الدفاع وتحصين الجهة الخلفية طيلة الشوط الأول، ناهيك عن تكثيف تواجده في خط الوسط، ما جعله يركن إلى الوراء ويقوم بحملات هجومية سريعة في الأوقات المناسبة، ما مكّنه من تسجيل هدفين في أوقات حساسة من الشوط الأول. وإذا كان هدف السبق للغينيين قد رد عليه بن رحمة في الوقت المناسب، إلا أن الهدف الثاني للمنافس قد انعكس سلبا على معنويات عمورة وزملائه الذين سقطوا في لعب المنافس بسبب كثرة الأخطاء والتسرع وغياب الفاعلية إضافة إلى الضعف البدني الحاصل، ما حال دون الاستثمار في الفرص المتاحة، بدليل غياب صاحب اللمسة الأخيرة والافتقاد إلى التركيز اللازم في منطقة المنافس، ما سهّل مهمة الضيوف في تحصين الجهة الخلفية والحرص على السيطرة على منطقة الوسط التي كانت النقطة الأضعف للمنتخب الوطني بعدما وظّف بيتكوفيتش 3 لاعبين في هذه المنطقة الحسّاسة، ناهيك عن الأداء الباهت لبن زية والبقية في مباراة يفترض أن يتحلوا فيها بالواقعية والروح القتالية وقوة الفعالية لتفادي مثل هذه المفاجآت غير السارة.

وخرجت الجماهير الجزائرية مستاءة عقب المباراة التي تكبّد فيها المنتخب الوطني هزيمة في مرحلة حسّاسة من التصفيات، خسارة غير متوقعة بسيناريو غير منتظر، ما جعل المقدمة مشتركة مؤقتا بين المنتخبين الوطني والغيني الذي عرف كيف يحقق فوزا تاريخيا في ملعب “نيلسون مانديلا”، ما يتطلب مراجعة الوقوف على مخلفات هذه المباراة، بغية أخذ العبرة من الأخطاء المرتكبة لتفاديها بمناسبة الخرجة المقبلة إلى أوغندا أملا في التدارك، بغية استعادة أجواء النتائج الإيجابية وطي صفحة رحلة الشك التي لا تزال سارية المفعول من نهائيات “كان 2024” بكوت ديفوار، حين خرج “الخضر” من بوابة الدور الأول الذي أنهوه بخسارة صادمة أمام موريتانيا عجّلت حينها برحيل المدرب جمال بلماضي، في الوقت الذي لا يزال خليفته بيتكوفيتش عاجزا عن إيجاد الوصفة المناسبة، وهذا بصرف النظر عن الوجه الإيجابي الذي أبان عنه رفقاء بونجاح في وديتي بوليفيا وجنوب إفريقيا، إلا أن ذلك لم يترجم على أرض الواقع في أول مباراة رسمية للمدرب الجديد أمام غينيا.

وقد كانت هذه الخسارة فرصة لبعض الأطراف من أجل رمي سهام النقد للناخب الوطني الجديد بيتكوفيتش والقائمين على “الفاف”، خاصة وأن المنتخب الوطني كان في حاجة ماسة إلى فوز يسمح بتأكيد الانطلاقة الجيّدة في تصفيات مونديال 2026. وهو الأمر الذي يتطلب أخذ العبرة من الأخطاء الدفاعية التي كلفت غاليا، وكذلك الفارق الحاصل في وسط الميدان الذي استغله المنافس بشكل جيّد، ناهيك عن الضعف البدني بشكل واضح وغياب صاحب اللمسة الأخيرة، ما يفرض على الطاقم الفني الحرص على إنهاء مرحلة الشك، وهو الأمر الذي يتطلب العودة سريعا إلى أجواء النتائج الإيجابية، ما يجعل الكرة في مرمى عمورة وبونجاح والبقية لصنع الفارق في خرجة أوغندا، مثلما يكون لزاما على المدرب بيتكوفيتش إعادة النظر في بعض العناصر التي خيّبت الجميع وفي الميدان وكانت بعيدة عن طموحات المنتخب الوطني وجمهوره العريض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!