-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إقبال على شراء الأواني والتوابل وتخزين المواد الغذائية

حمّى الشراء تجتاح الجزائريين عشية رمضان

كريمة خلاص
  • 638
  • 0
حمّى الشراء تجتاح الجزائريين عشية رمضان
أرشيف

تشهد الأسواق والمساحات التجارية الكبرى ازدحاما وإنزالا للعائلات من مختلف المناطق التي تتهافت لاستكمال تحضيراتها لشهر رمضان الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قليلة، ويدعو هذا السلوك الاستهلاكي الذي تجاوز حدود المعقول في أحيان كثيرة بما يوحي أن الجزائريين مقبلون على “حرب” وليس على شهر رحمة وصيام إلى التساؤل عن سبب تكراره سنويا، رغم كل التطمينات التي تبعث بها السلطات في البلاد على مختلف الأصعدة والمستويات.
تصرف العائلات مبالغ كبيرة على مشترياتها التي تشمل كل صغيرة وكبيرة تحتاجها المرأة في مطبخها الرمضاني، خاصة مع ارتفاع أسعار بعض الكماليات المستوردة على غرار الفواكه الجافة والمكسرات وبعض الأواني والأفرشة…
“الشروق” تجوّلت في بعض أسواق العاصمة ومراكزها التجارية ووقفت على سيول بشرية تدفقت على مواقع تعرف بأسعارها المعقولة من نساء ورجال وحتى أطفال صغار ورضع رافقوا أهاليهم لاقتناء مستلزمات رمضان، وهو ما جعل الحركة صعبة جدا وضيقا في التنفس..

حالات إغماء وسط الزبائن بسبب الاكتظاظ
وقد وقفت “الشروق” على حالات إغماء وسط الزبائن بسبب قلة التهوية مقابل الأعداد الكبيرة، وحتى مواقف السيارات امتلأت عن آخرها ووجد المواطنون صعوبة كبيرة في ركن سياراتهم، ما جعلهم يركنونها على حواف الطرقات الرئيسة وهو الأمر أيضا الذي أدّى إلى عرقلة حركة المرور ونشوب ملاسنات بين السائقين…
وحسب ما أكدته العائلات التي تحدّثنا إليها فإنّها تفضل اقتناء كافة احتياجاتها دفعة واحدة قبل رمضان من أجل التفرغ فيما بعد للأشغال المنزلية والتعبد، فالتسوق متعب ويستغرق وقتا طويلا.. وبهذه الطريقة تقول إحدى السيدات يمكنها ضبط برنامج الطبخ اليومي وفق ما يتوفر لديها من مقتنيات…

هذا أكثر ما يشتريه الجزائريون
ورغم تنوّع المشتريات التي شملت كل شيء، إلاّ أن بعض المنتجات تجدها حاضرة في جميع السلال ومنها بالأخص “الديول” والفواكه الجافة “البرقوق والمشمش والزبيب” وكذا “الفلان” الذي يتميز بخصوصية لدى العائلات التي لا تستغني عنه في هذا الشهر الفضيل.
وإلى جانب المواد الغذائية، تحرص النسوة على إضفاء بعض التجديدات على المنزل وبالأخص المطبخ وغرفة استقبال الضيوف. ومن المقتنيات الأكثر شراء وطلبا هي القدر والمقلاة وأطقم الشاي والتحليات والأغطية البلاستيكية لطاولة الأكل وكذا بعض السجاد الخفيف للمطابخ والصالونات…

يجب تحسين السلوكيات الاستهلاكية
وفي هذا السياق، أفاد منوار حسان، رئيس جمعية “أمان” لحماية المستهلك، في تصريح للشروق، أن ظاهرة التسوّق المبالغ فيه تتكرر سنويا مع حلول كل شهر رمضان، فبينما ننتظر تحسن السلوكيات الاستهلاكية، نجد أنها تستنسخ سنويا وبأكثر حدة أحيانا من قبل مواطنين همهم الوحيد هو تكديس السلع وتوفير مخزون “كأننا مقبلون على حرب وليس شهر عبادة وهذه تصرفات لا يجب إسقاطها على المستهلك فقط، بل تحتاج إلى دراسة في جوانب مختلفة يفسرها المختصون”.
ومن أهم الأسباب الرئيسة لهذه السلوكيات حسب المتحدث هو انعدام الثقة في ضبط السوق على مدار العام من حيث الوفرة والسعر الذي لا يجب أن يكون الفارق فيه كبيرا، وبالتالي ندخل في الاحتكار من خلال التخزين المبالغ فيه، وهو أمر مضر من حيث المال والصحة، فقد تنتهي صلاحية المنتج قبل استهلاكه أو يلجأ الشخص إلى الإفراط في الاستهلاك من أجل عدم رميه ،”وتعدّى استهلاك المواد الغذائية إلى بعض العادات السيئة المتوارثة في مجال الأواني والأفرشة التي تخيل إليك أن هذه العائلة لم تكن تمتلك أواني ومستلزمات المطبخ التي تتجدد كلية”.
ونبه منوار إلى أن الجانب المادي طغى على الجانب الديني والروحي “فرمضان أصبح عادة أكثر منه عبادة ويربطه كثيرون بأنواع خاصة من الأطباق والمأكولات”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!