الرأي

حمل‭ ‬سياسي‭ ‬كاذب‭!‬

قادة بن عمار
  • 4837
  • 7

التوقعات التي ينشرها البعض هنا وهناك، بخصوص الحكومة الجديدة وتشكيلتها القديمة، والتي ستكون برئاسة عبد المالك سلال، مع دخول وزراء جدد، يعدّون على أصابع اليد الواحدة، على غرار الروائي أمين الزاوي، والقيادي في الأرندي ميلود شرفي، هي توقعات تشبه الحمل الكاذب!

ليست المرة الأولى التي يتم فيها ترديد اسم الوزير عبد المالك سلال كرئيس للحكومة، ربما بسبب قربه من الرئيس بوتفليقة، واختيار هذا الأخير له، لأن يكون مديرا لحملته الانتخابية في الرئاسيات الماضية، لكن العارفين ببواطن الأمور، والمقربين من المطبخ السياسي، يقولون‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬بوتفليقة‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬سلال‭ ‬وزيرا‭ ‬أولا‭ ‬لفعلها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬وليس‭ ‬الآن،‭ ‬قبل‭ ‬مرحلة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬عهدته‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وتزايد‭ ‬طمع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬لخلافته‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭!‬

فبات واضحا للجميع، وحتى لمن يفتقدون القدرة على الإبصار، أن الشأن السياسي لم يعد مهما بالنسبة للجزائريين، ولا حتى تشكيل الحكومة، أو ذهاب الوزير فلان وتعويضه بالوزير علان.. جميعهم باتوا عند الجزائريين أرخص من زلابية بوفاريك!

كما أن انشطار الأفلان لجبهتين، واستعداد خصوم أويحيى للإطاحة به بمجرد ابتعاده عن السلطة، وكذلك حرب الصفقات القذرة التي يعيشها الأفافاس بنية تصفيته رمزيا، وانشقاق حمس بوتيرة أكبر حتى من انشقاقات النظام السوري المستبد… كلها أحداث وتطورات، يراها المتابعون مهمة‭ ‬جدا‭ ‬وحساسة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف،‭ ‬ولكن‭ ‬هي‭ ‬عند‭ ‬الجزائريين‭ ‬البسطاء‭..‬‮ ‬لا‭ ‬حدث‭!‬

ربما لهذا السبب، بات الوزراء الحاليون في الحكومة، يطلقون تصريحات غريبة وعجيبة في الفترة الأخيرة، لكن دون أن يحاسبهم أحد، أو حتى يعاتبهم بلطف على سبيل عتاب الأحبة، مثل التصريح الذي أدلى به وزير الداخلية دحو ولد قابلية حين أكد بأنه لو كان الأمر بيده لما منح اعتمادات‭ ‬جديدة‭ ‬للأحزاب‮ ‬والجمعيات،‭ ‬وهو‭ ‬تصريح‭ ‬خطير،‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬محاسبة‭ ‬الوزير‭ ‬عليه،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‮ ‬مساءلته‭..‬‮ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يجرؤ‮!‬؟

وزير التجارة ردد أيضا في الفترة الماضية تصريحا أغرب من زميله في الداخلية، حين قال إن الدولة مستعدة لممارسة سياسة “عفا الله عما سلف”، مع التجار المتهمين بالتهرب الضريبي بالملايير، وطبعا فهي لن تتسامح مع الزوالية والباعة غير الشرعيين أبدا!!

سواء تغيرت الحكومة أو لم تتغير، جاءت وجوه جديدة أو استمرت تلك الحالية، فان السؤال المهم: عن أيّ أداء سياسي نتحدث؟ وما أهمية تلك الحكومة أصلا باعتبارها جهازا تنفيذيا، خصوصا أنها صدعت رؤوسنا بالقول مرارا وتكرارا أنها لا تقوم بشيء ما عدا تطبيق برنامج رئيس الجمهورية‭..‬‮ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬السيار‭ ‬وحتى‭ ‬قفة‭ ‬رمضان‭!‬

الوزراء في عطلة.. والبرلمان في عطلة، وحتى الرئيس غائب ولا يظهر اسمه ولا نشاطه، سوى ضمن برقيات التهنئة مع بداية نشرة الثامنة، فهل أحسستم بفراغ سياسي ـ معاذ الله ـ أو بمرحلة انتقالية تعيشها السلطة بمختلف مظاهرها وأشكالها؟

نخشى أن يستيقظ الشعب ذات صباح ليحتج على انقطاع الكهرباء أو غلاء الأسعار أو حتى بسبب العنف في الملاعب فلا يجد مسؤولا واحد ليحتج عليه.. أو ربما لن يحتج حينها أبدا وسيطلق الشوارع نهائيا، عندما يكتشف أن غياب هؤلاء المسؤولين يجلب مزيدا من طمأنينة النفس وراحة البال،‭ ‬وينهي‭ ‬كثيرا‮ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‮!‬‭!‬

مقالات ذات صلة